الحكومة الانتقالية تدعو السوريين في دول اللجوء إلى العودة، وخامنئي يقول إن “الإطاحة بالأسد جاءت نتيجة لخطة أمريكية إسرائيلية”
دعت حكومة تصريف الأعمال السورية السوريين الذين لجأوا إلى الخارج إلى العودة إلى وطنهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب رئيس الحكومة الانتقالية لإدارة البلاد محمد البشير.
وقال البشير لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية اليومية إن أحد أهدافه الأولى هو “إعادة ملايين اللاجئين السوريين الموجودين في الخارج”.
“ندائي موجه إلى جميع السوريين في الخارج: سوريا الآن دولة حرة اكتسبت فخرها وكرامتها. عودوا. يجب أن نعيد البناء ونولد من جديد، ونحن بحاجة إلى مساعدة الجميع”، بحسب البشير.
وأضاف في مقابلة نشرت الأربعاء أن هدف حكومة تصريف الأعمال سيتركز على إعادة الأمن والاستقرار لكل مدن سوريا، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين، مؤكداً سعيهم إلى محاكمة “مجرمي الحرب من نظام بشار وفقاً للقوانين السورية الحالية”.
وأكد البشير أن أعضاء الحكومة الانتقالية سيبقون في السلطة حتى مارس/آذار عام 2025.
من ناحية أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان رسمي إن “دولة قطر ستعيد افتتاح سفارتها في الجمهورية العربية السورية الشقيقة قريبا بعد إكمال الترتيبات اللازمة”، معتبراً أن “هذه الخطوة تأتي تعزيزا للعلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
“الإطاحة بالأسد خطة أمريكية إسرائيلية”
أعلن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن بلاده لديها أدلة على أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة لخطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل وإحدى الدول المجاورة لسوريا لم يذكرها بالاسم.
وقال خامنئي الذي كانت بلاده من أشد الداعمين للرئيس السوري إن سقوط بشار الأسد لن يضعف إيران.
وأضاف في أول خطاب له بعد سقوط الأسد “تصور أنه عندما تضعف المقاومة تضعف إيران الإسلامية أيضا، يعني عدم معرفة معنى المقاومة”.
هذا وقد أعلنت إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية سيطرة قواتها على “كامل مدينة دير الزور” شرقي سوريا إضافة إلى مطارها العسكري، بحسب ما جاء على لسان الناطق باسمها حسن عبد الغني.
وأضاف عبد الغني أن السيطرة على المدينة تأتي عقب “تحرير ريف دير الزور الشرقي والغربي، وهروب قوات النظام والميليشيات الإيرانية منها” على حد تعبيره.
وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة يواصلون التقدم في مناطق وبلدات أخرى في ريف دير الزور.
وفي وقت سابق، قال قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع إن سوريا “ليست جاهزة ولا تنوي الدخول في حروب أخرى”.
وأضاف الشرع في تصريحات لشبكة “سكاي نيوز” أن تخوفات الدول الخارجية بشأن الأوضاع في سوريا لا داعي لها، فالنظام “الذي كان موجوداً قد زال”، مشيراً إلى أن مصدر القلق في سوريا تمثّل في الماضي في وجود ما وصفها بـ “الميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله” على الأراضي السورية، ووجود النظام الذي “ارتكب المجازر” على حد تعبيره.
ووصف الشرع زوال النظام السابق في سوريا بـ “الحل، ومصدر الاطمئنان لسوريا” على عكس بقائه، مضيفاً أن البلاد ذاهبة باتجاه “البناء والإعمار والاستقرار الطويل”.
كما أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الأربعاء التوصل برعاية أمريكية الى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج في شمال سوريا، حيث أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين قواته وفصائل موالية لأنقرة عن مقتل 218 مقاتلا.
وقال عبدي في منشور على منصة إكس “توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية، حفاظا على أمن وسلامة المدنيين” مشيرا الى أنه “سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري” الذي يعمل تحت مظلة قواته “في أقرب وقت” من المنطقة ذات الغالبية العربية.
من زعيم جهادي إلى سياسي معارض: كيف أعاد الجولاني تجديد صورته؟
الكرملين يقول إنه يريد رؤية سوريا “مستقرة” في أقرب وقت ممكن
قال الكرملين الأربعاء إنه يريد أن “يستقر الوضع في أسرع وقت ممكن” في سوريا بعد سقوط حليفه بشار الأسد، ودان الضربات التي نفذتها إسرائيل في البلاد ودخول قواتها المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي “نود أن يستقر الوضع في البلاد في أسرع وقت ممكن، بطريقة أو بأخرى”، مضيفا أن “الضربات والتحركات في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة لا تساهم” في ذلك.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعلن الثلاثاء أنه ضرب معظم مخزون الأسلحة الاستراتيجية في سوريا لـ “منع وقوعها في أيدي عناصر إرهابية”.
وأضاف الجيش أن عملياته شملت منشآت بحرية وقواعد جوية ومخازن أسلحة وبطاريات دفاع جوي، وأن سفنه الحربية استهدفت ميناءي اللاذقية والبيضاء، “حيث ترسو 15 سفينة حربية سورية”، ودمّر عدداً من الصواريخ البحرية.
وقال الجيش إن طائراته الحربية نفذت مئات الغارات خلال 48 ساعة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية ومناطق أخرى، استهدفت قواعد جوية، ومواقع لتصنيع الأسلحة، وبطاريات دفاع جوي، ودمّر خلال الغارات صواريخ من أنواع متعددة، وطائرات مسيّرة، وطائرات حربية، ومروحيات، ورادارات، ودبابات، إضافة إلى مخازن أسلحة، ومنشآت عسكرية أخرى.
من جانب آخر قال حزب الله اللبناني إن “احتلال إسرائيل لمزيد من الأراضي السورية” وضرب القدرات العسكرية فيه هو “عدوان خطير ومدان بشدة”.
وحمل الحزب في بيان مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المسؤولية في “حماية الشعب السوري في مرحلة حساسة ومفصلية من تاريخه”، مؤكداً أن ما يجري في سوريا وما سينتج عنه من خيارات سياسية داخلية وخارجية، هو حقّ حصري للشعب السوري بمعزل عن أي مؤثرات وضغوطات خارجية، بحسب البيان.
السوداني يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الوضع في سوريا
من ناحية أخرى اجتمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا وعدد من القيادات العسكرية وذلك خلال زيارة الى بغداد قادما من سوريا حيث التقى القوات الامريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أن كوريلا ناقش مع القيادات العراقية تعزيز التعاون الثنائي والأمن الإقليمي والوضع المتغير بسرعة في سوريا. كما تناولت المناقشات استمرار الشراكة بين قوات التحالف والقوات العراقية.
ونقل البيان عن كوريلا قوله: “إن واشنطن ملتزمة بالهزيمة المستدامة لتنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق ومتمسكة بأمن الدول المجاورة لسوريا، بما في ذلك العراق والأردن ولبنان وإسرائيل”.
من جانبه أكد السوداني بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن العراق عضو أساسي في هذا التحالف وهو ملتزم بالتعاون مع التحالف الدولي، للتصدي ومتابعة الجماعات الإرهابية كما سماها ، بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
مسؤول في البيت الأبيض: قواتنا في سوريا ستبقى
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر إن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وذلك في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب تركز على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف فاينر أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا “لسبب محدد ومهم”، وأن وجودها ليس “ورقة مساومة”.
وفي سياق متصل، قالت إدارة بايدن إنها ستعترف وتدعم حكومة سورية جديدة “تنبذ الإرهاب وتدمر مخزون الأسلحة الكيميائية وتحمي حقوق الأقليات والنساء”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن الولايات المتحدة ستعمل مع الجماعات في سوريا والشركاء الإقليميين لضمان سير عملية انتقال السلطة في سوريا بـ “سلاسة”.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة بايدن حثت المجموعة المعارضة، التي قادت عملية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، على عدم تولي قيادة البلاد بشكل تلقائي، وإنما إجراء عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد.
- ماذا نعرف عن محمد البشير المكلف برئاسة الحكومة السورية الانتقالية؟
- غموض يلف مصير طلبات لجوء سوريين بعد توقف دول أوروبية عن النظر فيها
- ماذا يعني سقوط الأسد بالنسبة لدول العالم؟
Powered by WPeMatico
Comments are closed.