البشير يشكل أول حكومة سورية بعد الأسد، وإسرائيل تتوعد المعارضة إذا “هددت” أمنها

أعلن محمد البشير، عضو “هيئة تحرير الشام”، رسميا، تشكيل أول حكومة لإدارة سوريا بعد سقوط بشار الأسد، ولكنها ستكون “حكومة مؤقتة” للتعامل مع الموقف الحالي، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي المعارضة السورية المسلحة من أنها سوف تلقى “مصير الأسد” إذا هددت أمن إسرائيل.

وقال البشير في خطاب نقله التليفزيون الرسمي السوري، إنه سيبقى في منصبه حتى الأول من مارس المقبل، لقيادة الحكومة الانتقالية.

ومن المقرر أن يقود البشير الحكومة الجديدة لفترة انتقالية حتى مارس/آذار المقبل، لضمان استئناف الخدمات العامة. يأتي ذلك في الوقت الذي طلبت فيه بعض الوكالات الحكومية في البلاد من موظفي الخدمة المدنية والعاملين في مجال الصحة استئناف عملهم.

وكان البشير مسؤولا بهيئة تحرير الشام ومقربا من أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي ولاه حكم إدلب في “حكومة الإنقاذ” التي شكلتها الفصائل المسلحة قبل الإطاحة بنظام الأسد.

ماذا نعرف عن محمد البشير المرشح لرئاسة الحكومة السورية الانتقالية الجديدة؟

الشرع يتوعد بـ”محاسبة المتورطين في تعذيب الشعب السوري”، وانتهاء عمليات البحث عن معتقلين داخل سجن صيدنايا

” سقوط الأسد يكشف عن الضعف الحقيقيّ لروسيا” – في التلغراف

إغراق الأسطول السوري

البحرية الإسرائيلية

Getty Images
البحرية الإسرائيلية أغرقت الأسطول الحربي السوري بالكامل

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، المعارضة السورية المسلحة من أنها قد تلقى “نفس مصير الأسد” إذا حاولت تهديد أمن إسرائيل.

وقال كاتس، أثناء قيامه بجولة في قاعدة بحرية في حيفا بعد يوم من تدمير الأسطول السوري: “لقد تحرك الجيش الإسرائيلي لمهاجمة وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد إسرائيل”.

وحذر كاتس المسلحين من أن “كل من يتبع خطى الأسد سينتهي به الأمر كما حدث للأسد”.

وأضاف: ” لن نسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف بالعمل ضد إسرائيل من خارج حدودها… سنفعل أي شيء لإزالة التهديد”.

يأتي هذا فيما نفى الجيش الإسرائيلي احتلال المزيد من الأراضي السورية والوصول إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق، لكنه أكد القيام بمئات الضربات الجوية على أهداف للجيش السوري، وإغراق الأسطول الحربي السوري بالكامل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى، الأحد، معاهدة فك الاشتباك مع الجيش السوري الموقعة عام 1974، واحتلال جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، وقال نتيناهو من على الحدود مع سوريا، “أصدرت تعليمات للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها لحماية الإسرائيليين في مرتفعات الجولان”.

وبدأ الجيش الإسرائيلي، في نشر قوات برية بالمنطقة منزوعة السلاح، التي تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات في عام 1974، وتشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف).

وذكرت وكالة رويترز في تقرير صباح الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي واصل التقدم داخل الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة، ووصلت الدبابات الإسرائيلية على مسافة 25 كيلومترا فقط من العاصمة دمشق، التي باتت الأن في يد المعارضة المسلحة.

لكن أفيخاى أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن الجيش “لم يعمل” خارج المنطقة العازلة ويقترب نحو دمشق.

وكتب على حسابه على منصة إكس: “التقارير المنتشرة بوسائل إعلام معينة تزعم أن قوات الجيش الإسرائيلي تتقدم نحو دمشق غير صحيحة تماما. قوات الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة وفي مناطق دفاعية قريبة من الحدود بهدف الدفاع عن الحدود الإسرائيلية”.

من جانبها أكدت هيئة البث الإسرائيلية يوم الثلاثاء، أن البحرية الإسرائيلية، نفذت ليل الإثنين، عملية استراتيجية كبيرة ضد البحرية السورية، حيث دمرت عددا كبيرا من السفن بهدف منع وصول معدات قتالية إلى جهات معادية (هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الأخرى المتحالفة معها).

ويعني هذا عمليا تدمير إسرائيل لجميع سفن البحرية السورية، ونُفذ الهجوم باستخدام سفن الصواريخ البحرية، واستهدف منطقة ميناء البيضاء وفي ميناء اللاذقية. وتم العثور على عشرات صواريخ بحر- بحر على السفن التي تعرضت للهجوم، والتي كانت هدفا استراتيجيا لهذه الخطوة.

وأضافت الهيئة أن العملية العسكرية هدفت إلى منع سقوط القدرات والمعدات العسكرية في أيدي العناصر “المعادية لإسرائيل”، مع الحد بشكل كبير من قدرات البحرية السورية.

تأتي هذا في إطار عملية واسعة النطاق قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية في اليومين الماضيين، لتدمير سلاح الجو السوري بالكامل، وكان يضم مقاتلات من طراز ميج 29 وسوخوي ومروحيات في قواعد بجميع أنحاء سوريا.

وإلى جانب تدمير الأسلحة المتقدمة، السفن والمقاتلات، دمرت إسرائيل أيضا صواريخ أرض جو وصواريخ جو جو وأنظمة مضادة للطائرات وأسلحة استراتيجية، كما دمرت هجمات إسرائيلية مركز أبحاث علمية في دمشق، التي يُزعم أن نظام الأسد أنتج فيها أسلحة كيميائية.

الملايين بحاجة لمساعدة

مواطنون سوريون في دمشق

Getty Images
الأمم المتحدة حذرت من أن 16 مليون سوري بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة

على صعيد متصل حذر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا من أن “16 مليون” شخص في البلاد بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.

وقال غونزالو فارغاس يوسا، لبرنامج نيوزداي على قناة بي بي سي العالمية، “إن 800 ألف سوري نزحوا بسبب القتال الأخير في المنطقة، يضافوا إلى سبعة ملايين سوري داخليا، وفر أكثر من خمسة ملايين إلى البلدان المجاورة وخارجها.

أضاف يوشا أن “هناك حاجة ضخمة لمساعدات إنسانية بسبب النزوح القسري الهائل”.

وأشار إلى أن هناك استئناف للعمليات الإنسانية في المناطق المتضررة مثل حمص وحماة ودمشق، لكن “ببطء”.

وأضاف ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا: “كل مساحة تصبح آمنة ننتقل إليها على الفور مع شركائنا لمحاولة ملء هذا الفراغ الإنساني”.

وفي وقت سابق، قال غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا إنه “من المهم أن تعمل جميع المجموعات في سوريا معا”.

لكن بيدرسن أضاف: “رأينا تصريحات مطمئنة من هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة المختلفة”. ورغم ذلك، قال بيدرسن إنه لا تزال هناك”، بعض القضايا المتعلقة بالقانون والنظام”.

“مغادرة” إيرانية

وفي إيران أعلنت الحكومة الإيرانية، يوم الثلاثاء، مغادرة الآلاف من مواطنيها للأراضي السورية خلال الأيام الماضية.

وأفادت الحكومة بأن هناك نحو 4000 مواطن إيراني غادروا سوريا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، لوسائل إعلام إيرانية، إنهم غادروا سوريا على متن 10 رحلات نظمتها شركة طيران “ماهان” الإيرانية.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.