قصف إسرائيلي مكثف على بيروت والضاحية الجنوبية، وترقب لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان
شنت إسرائيل ما لا يقل عن عشر غارات متزامنة على الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، بالإضافة إلى غارات وسط العاصمة اللبنانية، قبل إعلان مرتقب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، إذ يُعقد في هذه الآونة اجتماع للمجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي لبحث التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار.
وتعد هذه الغارات الأشد كثافة خلال شهرين من الحرب الشاملة مع إسرائيل، بحسب رويترز، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لعشرين موقعاً في المنطقة، وهو أكبر تحذير من نوعه حتى الآن.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، إن القوات الجوية تنفذ “هجوماً واسع النطاق” على أهداف لحزب الله هناك.
ونشر أدرعي على “إكس” منشورات عدة تحوي خرائط يظهر فيها 20 مبنى في أربعة أحياء في الضاحية الجنوبية.
وأضاف على حسابه أن الغارات طالت “20 هدفاً إرهابيا خلال 120 ثانية”، مضيفاً أن من بينها “أهدافاً لإدارة وتخزين أموال تابعة لحزب الله”.
وقُتل ثلاثة على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. وانهار مبنى واحد على الأقل، بحسب رويترز، وأظهرت الصور حشوداً تبحث بين الأنقاض.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء رصد عشرة مقذوفات أطلقت من لبنان نحو شمال إسرائيل مع انطلاق صافرات الإنذار في مدينة حيفا خصوصا.
وقال الجيش في بيان “في منطقة خليج حيفا، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي خمسة مقذوفات انطلقت من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وفي منطقتي الجليل الأعلى والغربي، [أطلقت] خمسة مقذوفات من لبنان، تم اعتراض بعضها”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه العالم أن تتخذ إسرائيل قرارا بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، مساء الثلاثاء، بينما قالت الولايات المتحدة إن الاتفاق بات “قريباً”.
وأوضح على هامش اجتماع لمجموعة السبع قرب روما، “نأمل أن توافق حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح من الولايات المتحدة وفرنسا”، مؤكدا “لا أعذار ولا مطالب إضافية بعد الآن”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن إسرائيل تطالب بتطبيق فعال من جانب الأمم المتحدة لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع لبنان وستظهر “عدم التسامح مطلقا” تجاه أي انتهاك.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية كاتس وهو يلتقي منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت في تل أبيب.
وقال كاتس لهينيس بلاسخارت “أي منزل في جنوب لبنان يُعاد بناؤه كقاعدة إرهابية سيواجه بالتدمير، وسيستهدف كل تسليح وإعادة تجميع للإرهابيين، وسيجرى إحباط كل محاولة لتهريب الأسلحة وتدمير أي تهديد لقواتنا أو للمواطنين الإسرائيليين على الفور”.
في حين، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن “لا عذر” لإسرائيل لرفض وقف إطلاق النار في لبنان بوساطة أمريكية وفرنسية.
على الجانب الآخر، قال حسن فضل الله، المسؤول البارز في حزب الله وعضو مجلس النواب، الثلاثاء، إن حزب الله سيظل نشطاً بعد انتهاء حربه مع إسرائيل، بما في ذلك مساعدة النازحين اللبنانيين على العودة إلى قراهم وإعادة بناء المناطق التي دمرتها الضربات الإسرائيلية.
وقال فضل الله لرويترز إن لبنان يواجه “ساعات خطيرة وحساسة” قبل الإعلان المتوقع عن وقف إطلاق النار، في ظل تكثيف القوات الجوية الإسرائيلية للضربات بعد ظهر الثلاثاء على بيروت وضواحيها الجنوبية.
وقال النائب عن حزب الله أمين شري الثلاثاء إن إسرائيل تريد الانتقام من الشعب اللبناني، لاسيما مناصري الحزب، قبل وقف إطلاق النار المحتمل.
وقال شري للصحافيين في موقع الغارة الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية: “العدو الإسرائيلي يسعى للانتقام من أنصار المقاومة ومن كل اللبنانيين”.
وأفادت تقارير بوقوع غارة كبيرة على الأقل وسط بيروت. وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن السكان لم يتلقوا أي تحذير من أن المنطقة ستتعرض للقصف.
ووصفت سيدة من سكان المنطقة في العاصمة اللبنانية لبي بي سي ما رأته قائلة: “كنا في المنزل وفجأة وقعت الغارة. لقد طرنا بعيداً، وتحطم الزجاج وسقطت الجدران فوقنا”.
وقال شاهد آخر لبي بي سي عن الغارات الإسرائيلية التي تعرضت لها بيروت الثلاثاء: “لقد ضربوا المبنى المقابل لنا، ضربوا المبنى بأكمله؛ دُمرت الجدران وغرفة المعيشة وجميع الغرف وانهارت تجاهنا”، في إشارة إلى المبنى الذي يعيش فيه.
تحذيرات جديدة
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1861420455518740645
في الوقت الذي يُنتظر فيه إعلان بشأن اتفاق بين حزب الله وإسرائيل، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذار عاجلاً إلى السكان في منطقة بيروت، باعتبارها هدفاً لغارات إسرائيلية وشيكة.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على إكس خرائط لمبانٍ في أربع مناطق وهي “راس بيروت، والمزرعة، ومصيطبة وزقاق البلاط”، قائلاً إن الجيش سيشن غارات ضدها، مستهدفاً طوابق محددة “تقع فيها البنى الإرهابية” بحسبه.
يأتي ذلك بعد مقطع مصور لأدرعي، حذر فيه سكان لبنان بشكل عام، قائلاً إنه على المدى الزمني القريب “سنقوم بمهاجمة فروع عديدة لجميعة القرض الحسن”، مضيفاً أنها أهداف تحتوي على “أموال تمويل ايرانية وأخرى من مصادر الدخل لحزب الله، تستخدم لإدارة وتخزين مصالح حزب الله”.
“تفاؤل حذر”
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي: “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين” من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات “لم تنتهِ بعد”.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق الاثنين بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب “أصبح أقرب” رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما أعرب مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول دبلوماسي، أن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون هشاً “لكنه من مصلحة إسرائيل”، مضيفةً أن الاتفاق سيجري تقييمه يومياً، ولن لن يكون نهايةً للحرب.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، عن وزراء لم تسمهم، بأن اعتبارات “معقدة وسرية” تدفع إسرائيل إلى المضي قدما للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان “رغم نواقصه”، على حد تعبيرهم.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، إن الولايات المتحدة ستنشر قوات لها قريباً في لبنان لأداء دور المراقبة وليس لتطبيق بنود الاتفاق.
وعبّر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، عن معارضته سحب القوات الإسرائيلية من لبنان حاليا، وقال إن ذلك “سيصعب على إسرائيل مهاجمة لبنان وسيسهّل على حزب الله إعادة بناء قدراته”.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الاثنين، عن مسؤول أمريكي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان توصلتا إلى شروط لإنهاء الصراع، وإنه من المتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن أربعة مصادر لبنانية رفيعة المستوى، أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة وفرنسا عن وقف إطلاق النار في “القريب العاجل”.
ويتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وقفا لإطلاق النار في لبنان خلال 36 ساعة، وفق ما ذكرت المصادر اللبنانية.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على تقارير تفيد بأن إسرائيل ولبنان اتفقا على نص اتفاق وقف إطلاق النار.
انسحاب إسرائيلي “محتمل”
قبل الغارات الكثيفة الأخيرة على الضاحية الجنوبية، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، الثلاثاء.
وأفادت الوكالة عن بدء “طيران العدو الإسرائيلي شن غاراته على الضاحية الجنوبية” لبيروت.
وجاء ذلك، بعد أن وجه الجيش الإسرائيلي تحذيراً بالإخلاء لسكان مناطق في الضاحية الثلاثاء. وقال إن سكان تلك المناطق “موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد العمليات في قطاع الساحل لحزب الله، أحمد صبحي، معتبرا ذلك “ضربة أخرى” لقدرات الجماعة في تنفيذ عمليات من جنوب لبنان نحو شمالي إسرائيل. في حين لم يعلق الحزب على الإعلان الإسرائيلي.
من جهة أخرى، نشر الجيش الإسرائيلي صورا لما قال إنه وصول لجنوده نحو منطقة نهر الليطاني، لكن جريدة الأخبار اللبنانية قالت إن “الموقع المصور يقع في الوادي في سفح قلعة الشقيف وتسلل إليه المشاة من دير ميماس التي دخلوا إليها قبل أيام قبل أن يتراجعوا منها سريعاً”.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1861368512763040002
وخلال الليل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق حزب الله 10 صواريخ على منطقة الجليل الغربي، واعترض بعضها فيما سقط البعض الآخر في المنطقة.
وتحدثت خدمة الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة شخصين بجروح في نهاريا، أحدهما بـ “حالة خطيرة”.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارات عند الحدود اللبنانية السورية مستهدفا ما قال إنه طرق تستخدم لنقل أسلحة من إيران إلى حزب الله.
الوكالة الوطنية تحدثت عن مقتل شخصين في غارات إسرائيلية على النبطية في جنوب لبنان.
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نحو 20 عاماً؟
- في يوم استقلال لبنان: حضرت الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، وغاب الرئيس و”الاستقلال”
- ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
Powered by WPeMatico
Comments are closed.