عشرات القتلى والمفقودين في غارة إسرائيلية على بيت لاهيا، وحماس تؤكد استجابتها لطلب الوسطاء بحث مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار

وزارة الصحة: ​​93 قتيلاً ومفقوداً على الأقل في غارة إسرائيلية على غزة

EPA

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 93 شخصاً على الأقل قتلوا أو فقدوا بعد غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة.

وقالت فرق الإنقاذ إن مبنى سكنياً من خمسة طوابق أصيب، وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي جثثاً مغطاة بالبطانيات على الأرض.

ولم يصدر أي تعليق فوري على الضربة من الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ هجوماً جديداً في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن قال إن حركة حماس “تعيد تجميع صفوفها هناك”.

وتحدث شهود عيان لبي بي سي عن ما يصفونه بـ”مجزرة جديدة” في بيت لاهيا ليلة الثلاثاء جراء قصف طائرات إسرائيلية مربعاً سكنياً جديدا ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين بجراح، وفقاً لما أعلنته قناة الأقصى.

‏وقال جهاز الدفاع المدني في تصريح عاجل له إن “مجزرة جديدة وقعت في بيت لاهيا والمواطنين يناشدون طواقم الدفاع المدني والاسعافات لكن للأسف محافظة شمال غزة بلا دفاع مدني ولا خدمات طبية”.

وقال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، في مؤتمر صحفي إن الجيش الإسرائيلي اعتقل أكثر من 600 فلسطيني من شمال غزة وفي ظروف لا إنسانية حسب تعبيره، وقال: “أُخذوا عُراةٌ وكدَّسهم الجيش الإسرائيلي في شاحنات، ولا يُعْلَمُ مَصيرُهم حتى الآن”.

وكانت القوات الإسرائيلية تعمل في شمال غزة خلال الأسبوعين الماضيين، وخاصة في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

غزيون يبكون أفراد أسرهم

Reuters

أكد الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة لبي بي سي بأن “الوضع كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى لا سيما بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للمستشفى وقيامه باعتقال كافة الكوادر الطبية ولم يتبق إلا طبيب واحد وهو طبيب أطفال.

وأضاف في حديثه لبي بي سي أن طبيعة الحالات التي تصلهم كلها إصابات جراحية وتحتاج لتدخل جراحي بشكل عاجل وهناك عظام خارجة من أجساد الجرحى لا تستطيع الكوادر الطبية أن تقدم لهم أي شيء، “نحن نقدم فقط إسعافات أولية أما الحالات التي تحتاج لتدخل علاجي جراحي تحتاج لاستكشاف وإيقاف للنزيف”، على حد قوله.

داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى الأسبوع الماضي قائلة إنه يستخدم من قبل مقاتلي حماس.

وتقول إسرائيل إن عملياتها في شمال غزة تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها وتتهمها بالتسلل بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.

وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، قالت إنها قتلت 40 “إرهابياً” في جباليا، وفي وسط غزة قالت إنها “قضت على العديد من الإرهابيين” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بما في ذلك بعض الذين “حاولوا زرع متفجرات بالقرب من القوات”.

يواجه شمال قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعيش مئات الآلاف من الناس في ظروف يائسة.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك يوم الجمعة إن “الجيش الإسرائيلي يعرض سكاناً بالكامل للقصف والحصار وخطر المجاعة”.

وصوّت البرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين على تشريع يحظر على وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، العمل في البلاد، مما أثار تحذيرات من أن تسليم المساعدات إلى غزة قد يتأثر بشدة.

شنت إسرائيل حملة لتدمير حماس رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الجماعة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي قتل فيه حوالي 1,200 شخص واختطف 251 آخرون.

وقُتل أكثر من 42,924 شخصاً في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

لا تسمح إسرائيل للصحفيين الدوليين من المؤسسات الإعلامية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بالوصول المستقل إلى غزة، مما يجعل من الصعب التحقق من الحقائق على الأرض.

محادثات وقف إطلاق النار

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن بلاده ستواصل العمل مع الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف الأنصاري أن قطر لا تتوقع أي نتيجة سلبية قد تُخلِّفها الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة، على عملية الوساطة نفسها، وقال: “نعتقد أننا نتعامل مع مؤسسات، وفي بلد مثل الولايات المتحدة، فإن المؤسسات مهتمة بإيجاد حل لهذه الأزمة”.

من جهته أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، أن الحركة استجابت لطلب الوسطاء لبحث مقترحات جديدة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، وبأنهم منفتحون على أي مقترحات أو أفكار تنهي معاناة سكان قطاع غزة ، وتوقف إطلاق النار نهائيا، وتؤدي إلى انسحاب “الاحتلال” من كل القطاع، وترفع الحصار وتقدم الإغاثة والدعم والإيواء وتُعيد الإعمار، وتنجز صفقة جدية للتبادل، على حد قوله.

وحول المفاوضات التي استضافتها الدوحة مطلع الأسبوع الجاري لبحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، قال الأنصاري إنه لا يمكن التعليق على محتوى المفاوضات، “لكن تم تحقيق الكثير”، لافتاً إلى أن اللقاءات مستمرة في الدوحة والقاهرة وعواصم أوروبية.

ومضى الأنصاري قائلاً: “هدفنا احتواء الصراع في غزة، وعدم توسع التصعيد في المنطقة”، مشيراً إلى وجود ما وصفه بـ “خطوط متوازية”، للعمل على خفض التصعيد في لبنان وقطاع غزة.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.