تطمينات بلا ضمانات لسلامة مطار بيروت، كيف يعمل الطيران المدني في وقت الحرب؟

صورة تظهر طائرة تحلق في أفق سماء بيروت حيث تظهر المنازل والبنايات ومن خلفها البحر

Reuters
مطار رفيق الحريري الدولي هو المطار الوحيد في لبنان

ربما تبادر لذهنك هذا السؤال مع تكرار الأخبار عن القصف الإسرائيلي المتكرر لمحيط مطار بيروت خلال الأسابيع الماضية، أو مع مشاهدة طائرات تقلع أو تهبط إلى مطار رفيق الحريري الدولي وفي خلفيتها تظهر مشاهد القصف أو الصواريخ، فكيف يعمل الطيران المدني في أوقات الحروب؟ وما الضمانات التي تحصل عليها الدول لسلامة حركة الطيران المدني في أوقات النزاع؟

مطار بيروت.. تطمينات بلا ضمانات

قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبنانية في تصريح صحفي على حمية إن “لبنان يتلقی خلال اتصالات دولية تشمل تطمينات من ناحية عدم استهداف اسرائيل لمطار بيروت، لكنها لا ترقى إلى ضمانات”.

وقال إن الحكومة اللبنانية “تسعى إلى أن تبقي المرافق العامة برّاً وبحراً وجوّاً سالكة وأوّلها مطار رفيق الحريري الدولي”.

ومطار رفيق الحريري الدولي هو المطار الوحيد في كل لبنان، تزايدت المخاوف بشأن توقفه عن العمل مع توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية في لبنان وتكثيف القصف على العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية التي يقع المطار على أطرافها، خلال الأسابيع الماضية.

تقييم يومي للمخاطر

صورة تظهر منازل مدمرة وشجرة محترقة في أعقاب غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

EPA-EFE/REX/Shutterstock
الغارات طالت مناطق قريبة من مطار بيروت

الخبير في شؤون الطيران ورئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان مازن السماك، يوضح في حديث مع “بي بي سي” أن عمل الطيران المدني في أوقات الحروب، يعتمد بشكل أساسي على تقييم يومي للمخاطر تجريه شركات الطيران، وسلطات الطيران في الدولة بشكل يومي، لاتخاذ القرارات بإقلاع أو هبوط أي طائرة.

ويضيف السماك “في حالة الحروب شركات الطيران كلها تتبع خطط استجابة طارئة معدة مسبقا، كما أن لديها فرق لتقييم المخاطر تعمل على مدار الساعة، لتقييم الأجواء التي ستعبر خلالها الطائرة، والظروف التي ستمر بها”.

وحول الوضع في مطار بيروت، يقول السماك “هناك خلية أزمة في مطار رفيق الحريري، وهذه الخلية على اتصال مع وزارتي الداخلية والدفاع ورئاسة الوزراء، كما أن هناك تنسيق غير مباشر مع إسرائيل لضمان سلامة الطيران المدني، لكن هذا التنسيق لا يتم عن طريق الدولة اللبنانية كون لبنان يعتبر إسرائيل دولة عدوة وليس لديه معها أي علاقات”.

كما أوضح السماك أن مرحلة الخطر التي يجب أن يتوقف فيها المطار عن العمل تبدأ حين يتم استهداف مباني المطار أو مدارجه أو محيطه القريب، ويضيف “طالما أن هذه المناطق لم تتعرض للخطر ستتمكن الطائرات من الإقلاع والهبوط بشكل آمن وسيتمكن المطار من العمل”.

“طيران غير طبيعي”

مع بداية التصعيد بين إسرائيل وحزب الله أوقفت معظم شركات الطيران الدولية رحلاتها التجارية من وإلى المطار، واقتصر العمل على شركات الطيران الوطني اللبنانية “طيران الشرق الأوسط”، إلى جانب رحلات الإجلاء التي تنظمها الدول المختلف لإجلاء رعاياها، وطائرات المساعدات الإنسانية التي ترسل من عدد من الدول.

أستاذة الطيران المدني في جامعة ساري البريطانية نادين عيتاني قالت في حديث لبي بي سي إن أغلب الرحلات المُشغلة من مطار رفيق الحريري حاليا هي رحلات “غير طبيعية” لإجلاء أو إيصال المساعدات، وأن عادة ما يكون لهذه الرحلات ضمانات من “المنظمات الدولية والمؤسسات التي تقوم بتقييم المخاطر”.

وأوضحت عيتاني أن هناك العديد من المنظمات الدولية المسؤولة عن سلامة الطيران، مثل المنظمة الدولية للطيران، والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران.

وبحسب دليل تقييم المخاطر الصادر لعمليات الطائرات المدنية فوق مناطق النزاع، الصادر عن منظمة الطيران الدولي (إيكاو)، فإن الدول تتمتع بسيادة مطلقة على مجالها الجوي، وأنه في حالة نشوب نزاع مسلح أو احتمالية نشوبه يجب على الدول التي تشارك قواتها في النزاع أن تنسق مع خدمات الحركة الجوية.

ويضيف الدليل أنه في حالة عدم توافر المعلومات اللازمة أو عدم وجود خطط للطوارئ، فينبغي على الدول التي لديها عمليات طيران أن تتأكد من طبيعة المخاطر من مصادر أخرى، مثل مشغلي الطائرات، ورابطات قطاع الطيران المدني والطيارين وغيرهم.

كما أشار الدليل إنه لا يجب السماح باستمرار عمليات الطيران المدنية إلا إذا كانت المخاطر في المستوى “المقبول”.

في السياق ذاته، قال مستشار رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد عزيز في تصريحات إعلامية إن فريق تقييم المخاطر بالشركة الوحيدة العاملة بمطار رفيق الحريري حاليا يعمل بشكل يومي، وإن الجيش اللبناني هو من يدير المطار بشكل كامل.

وأضاف عزيز “نقول لكل من يتخوف من تهريب الأسلحة لحزب الله عبر مطار بيروت، أن الجيش اللبناني هو من يدير المطار إداريا ولوجستيا”.

ولطالما اتهمت إسرائيل حزب الله بإدخال الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر مطار بيروت، وهي الاتهامات التي تنفيها الحكومة اللبنانية وحزب الله. وقبل أسبوعين اخترق الجيش الإسرائيلي موجة برج المراقبة بالمطار وحذر طائرة إيرانية من الهبوط، وهدد باستخدام القوة في حال لم تغير الطائرة مسارها.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.