اتفاق هدنة في ناغورنو كاراباخ ينص على نزع سلاح قوات الأرمن

قوات حفظ السلام الروسية تساعد في إجلاء السكان

EPA

أعلنت القوات العرقية الأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي وقف إطلاق النار، بعد بعد مرور 24 ساعة على شن الجيش الأذربيجاني هجوما في ناغورنو كاراباخ.

وتقول تلك القوات إن اتفاق الهدنة يشمل نزع سلاح الجيش المحلي بالكامل وانسحاب أي قوات أرمينية.

ومن المقرر إجراء محادثات بشأن دمج الجيب في أذربيجان الخميس.

وقد أكدت الحكومة في باكو هذا الإعلان.

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يراقب الوضع عن قرب.

وقال لوك بيير ديفين الذي يعمل في خدمة العمل الخارجي الأوروبية لبي بي سي: “لا يزال الوضع على ما هو عليه، لم تمر سوى بضع دقائق سيرا على الأقدام وقبل دخولنا الغرفة، إلا وسمعنا من بعض وسائل الإعلام الإعلان عن ذلك”.

وأضاف: “سيتوقف إطلاق النار بين سلطات الأمر الواقع في كاراباخ وأذربيجان. وعلينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث بعد ذلك”.

ويعيش في منطقة جنوب القوقاز المعترف بها دوليا بوصفها جزءا من أذربيجان نحو 120 ألف شخص من العرق الأرمني.

وكانت أذربيجان قد استعادت قبل ثلاث سنوات مناطق في كاراباخ وما حولها، وطالبت أمس الثلاثاء بالاستسلام الكامل.

ويقول مسؤولون في كاراباخ إن 27 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب 200 آخرون، منذ أن أطلق الجيش الأذربيجاني ما سماه عمليات “مكافحة الإرهاب”.

وقالت الرئاسة الأذربيجانية إن المسؤولين سيجتمعون مع ممثلي أرمينيا في كاراباخ لإجراء محادثات بشأن “قضايا إعادة الدمج” في بلدة يفلاخ الأذربيجانية الخميس.

نازحات من القتال

Reuters

وتقع تلك البلدة على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال خانكندي، العاصمة الإقليمية لكاراباخ، المعروفة لدى الأرمن باسم ستيباناكيرت.

وقال قادة المنطقة في بيان إن قوات حفظ السلام الروسية توسطت للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف كامل للعدوان اعتبارا من الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (أي الـ09:00 بتوقيت غرينتش).

ولكن ما زال السكان يسمعون دوي انفجارات شديدة في العاصمة الإقليمية بعد بدء سريان وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قوله الأربعاء إن يريفان لم تشارك في إعداد نص اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ.

وأضافت أنه قال إن مكتبه علم بقرار الموافقة على وقف إطلاق النار من السلطات في كاراباخ.

وقالت إن باشينيان قال إن أرمينيا ليس لها قوات في كاراباخ منذ أغسطس/آب 2021.

هجوم أذربيجاني

وكانت أذربيجان قد أعلنت أن الهجوم الذي تشنه على ناغورنو كاراباخ مستمر لليوم الثاني على التوالي في إطار ما أطلقت عليه عمليات ” مكافحة إرهاب” في المنطقة المتنازع عليها.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن قواتها دمرت المعدات العسكرية التابعة للانفصاليين الأرمينيين، بما في ذلك مركبات عسكرية ومنصات لإطلاق قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للطائرات.

في غضون ذلك، نفت أرمينيا أن يكون لديها أي وجود عسكري في المنطقة، زاعمة أن الآلاف من الأرمن أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب القتال الدائر هناك.

ودعت الولايات المتحدة وروسيا وعدد من دول العالم إلى وقف القتال وسط التوتر المتصاعد على مدار الأشهر القليلة الماضية بسبب النزاع على هذا الإقليم المعترف دوليا بأنه تابع لأذربيجان.

وكانت أذربيجان قد بدأت عمليات “لمكافحة الإرهاب” في ناغورنو كاراباخ، وقالت إنها لن تتوقف حتى يستسلم الانفصاليون العرقيون الأرمن.

وتصاعدت التوترات في جنوب القوقاز منذ أشهر حول الجيب الانفصالي المعترف به دوليا كجزء من أذربيجان.

وكانت آخر مرة خاضت فيها أذربيجان وأرمينيا حربا قبل ثلاث سنوات.

وأمرت باكو “التشكيلات العسكرية الأرمنية غير الشرعية” بتسليم الأسلحة وحل “نظامها غير الشرعي”.

وخاضت أذربيجان وأرمينيا الحرب لأول مرة في أوائل التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. ثم في عام 2020، استعادت أذربيجان السيطرة على مناطق في ناغورنو كاراباخ وما حولها قبل الاتفاق على هدنة ومراقبتها من قبل قوات حفظ السلام الروسية.

ودعا الأرمن العرقيون في قره باغ يوم الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار وبدء المحادثات. لكن كان من الواضح من الإنذار الأذربيجاني أن هدف باكو هو استكمال غزوها للجيب الجبلي.

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان ببدء عملية برية تهدف إلى “التطهير العرقي”.

لكن مئات المتظاهرين الأرمن، المحبطين من رد فعل بلادهم، اشتبكوا مع الشرطة خارج البرلمان في يريفان، وأدانوا زعيمهم ووصفوه بالخائن ودعوه إلى الاستقالة.

وقالت أذربيجان إن المحادثات قد تبدأ في بلدة يفلاخ، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال مدينة خانكندي، عاصمة إقليم كاراباخ، والتي يطلق عليها الأرمن العرقيون ستيباناكيرت.

اتهامات متبادلة

ومنذ نهاية عام 2020، يراقب نحو ثلاثة آلاف روسي الهدنة الهشة، لكن انتباه موسكو تحول بسبب غزوها لأوكرانيا.

ويعيش ما يقدر بنحو 120 ألف أرمني في الجيب الجبلي. وقالت روسيا إن جنودها يقومون بإجلاء المدنيين من كاراباخ ونقلوا ما يقرب من 500 شخص من المناطق الأكثر عرضة للخطر.

على مدى الأشهر التسعة الماضية، فرضت أذربيجان حصارا فعالا على الطريق الوحيد المؤدي إلى الجيب من أرمينيا، والمعروف باسم ممر لاتشين.

وقالت أذربيجان إنها شنت عمليتها ردا على مقتل ستة أشخاص، بينهم أربعة من رجال الشرطة، في انفجار لغمين أرضيين صباح الثلاثاء.

ودوت بعد ذلك صفارات إنذار الغارات الجوية وسُمعت أصوات المدفعية وإطلاق النار في المدينة الرئيسية في المدينة الرئيسية في الإقليم. ولحقت أضرار بالمباني السكنية ووصف الصحفي سيرانوش سركسيان رؤية مبنى مجاور يتعرض للقصف.

وقال مسؤولون في كاراباخ إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات، بينهم نساء وأطفال.

وقال مسؤولون دفاعيون في المنطقة الانفصالية إن الجيش الأذربيجاني “انتهك وقف إطلاق النار على طول خط التماس بأكمله بضربات صاروخية ومدفعية”. وتحدث ممثلون آخرون في كاراباخ عن “هجوم عسكري واسع النطاق” رغم أن التقارير اللاحقة ذكرت أن كثافة إطلاق النار قد انخفضت.

وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنها لا تستهدف المدنيين أو المباني المدنية، وأن “الأهداف العسكرية المشروعة فقط هي التي تستهدف”.

واتهمت أذربيجان القوات الأرمينية “بالقصف الممنهج” لمواقع جيشها وقالت إنها ردت بشن “أنشطة لمكافحة الإرهاب في المنطقة… لنزع سلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا”.

وفي خطاب تلفزيوني قصير، رفض رئيس وزراء أرمينيا المزاعم بضلوع جيشه في الأمر.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تلقت تحذيرا بشأن الهجوم الأذربيجاني قبل دقائق فقط وحثت البلدين على احترام وقف إطلاق النار الموقع بعد الحرب في عام 2020. وقال الممثل الخاص الإقليمي للاتحاد الأوروبي، تويفو كلار، إنه توجد “حاجة ماسة لوقف إطلاق النار الفوري”.

وقال محلل شؤون جنوب القوقاز، لورانس برويرز، يوم الثلاثاء إن السكان الأرمن في قره باغ قد ضعفوا بسبب الحصار وإن العملية الأذربيجانية بدأت “على ما يبدو لاستعادة قره باغ التي يسكنها الأرمن بالكامل”.

وقال نيكول باشينيان مؤخرا إن روسيا “تغادر المنطقة بشكل تلقائي”. وفي الوقت نفسه، حظيت أذربيجان بدعم قوي من حليفتها تركيا.

ودعا حكمت حاجييف، المستشار الخاص للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الإدارة الانفصالية ذات الأصول الأرمينية إلى “حل نفسها”.

وقال لبي بي سي: “لقد قالت أذربيجان دائما إننا مستعدون لتوفير الحقوق والأمن للأرمن في قره باغ بموجب الدستور”.

ونفت أذربيجان زيادة أعداد قواتها في المنطقة. وسمحت يوم الاثنين بدخول مساعدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى قره باغ عبر طريقين، أحدهما عبر ممر لاتشين من أرمينيا والآخر على طريق أغدام الأذربيجاني.

وقبل بدء هجوم يوم الثلاثاء كانت هناك آمال في أن تهدأ التوترات.

ونشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية صورا لمركبة قالت إنها دمرت بلغم أرضي، لكن مسؤولين من أصل أرمني قالوا إن الجيش الأذربيجاني هو الذي انتهك وقف إطلاق النار.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.