“درجات الحرارة بالغة الارتفاع في الصيف ستصبح هي الأمر المعتاد الجديد” – الفايننشال تايمز
نطالع في جولتنا في الصحف البريطانية العديد من القضايا من بينها ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة تشهده أوروبا والعديد من مناطق العالم، وتصويت لجنة الدستور والقضاء في الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية على تعديل يقلص صلاحيات المحكمة العليا وقضاتها، وتقرير لهيومان رايتس ووتش عن حق المرأة في الانتقال والسفر في دول الشرق الأوسط.
نبدأ من صحيفة الفايننشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “درجات الحرارة بالغة الارتفاع في الصيف ستصبح هي الأمر المعتاد الجديد”. وتقول الصحيفة إن الرياح الساخنة المتسببة في درجات الحرارة القصوى التي يشهدها جنوب أوروبا أطلق عليها إسم ربيروس وشارون، وهما حارسا بوابات العالم السفلي في الأساطير الإغريقية، وهي تسمية تليق حقا بمثل هذه الأجواء.
وتقول الصحيفة إن الطقس الذي حطم الأرقام القياسية ليس مجرد ظاهرة أوروبية بل ظاهرة عالمية. وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا الأسبوع من أن درجات الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية في أجزاء من أمريكا الشمالية وآسيا وعبر شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط لأيام قادمة.
وتقول الصحيفة إن بعض العلماء يشعرون بالقلق من أن العالم يقترب من نقطة تحول حيث تؤدي الحرارة إلى تغييرات لا رجعة مناخية فيها. وترى الصحيفة أن الإجراءات المتخذة على المستوى السياسي أو العمل العالمي المنسق ليست على المستوى المطلوب لتجنب نتائج كارثية.
وتقول الصحيفة إن الأمر الملفت بشكل كبير في الطقس الحالي هو مدى تكرار كسر سجلات درجات الحرارة واتساعها وحجمها، حيث كان الشهر الماضي هو شهر يونيو/حزيران الأعلى في درجات الحرارة على الإطلاق، متجاوزا درجات الحرارة القياسية لعام 2019 بهامش كبير. وتضيف أن ذوبان الجليد البحري في القطب الجنوبي بلغ أقصى مستوى له في يونيو/حزيران منذ أن بدأت عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
وتقول الصحيفة إن مناطق من جنوب أوروبا تقترب من أعلى درجات الحرارة التي شهدتها القارة على الإطلاق. وسجلت الصين درجات حرارة قياسية بلغت 52.2 درجة مئوية في شينجيانغ يوم الأحد. وفي الولايات المتحدة، شهدت فينيكس في ولاية أريزونا 19 يوما متتاليا ارتفعت فيها درجات الحرارة عن ن 110 درجة فهرنهايت (43.3 درجة مئوية).
وتقول الصحيفة إن هذا الارتفاع في درجات الحرارة ليس من صنع الإنسان بصورة كاملة، حيث يشهد العالم ظاهرة النينيو، وهي المرحلة الدافئة من التقلبات المتعددة لسنوات في نظام مناخ الأرض.
وترى الصحيفة أن درجات الحرارة بلغت من الارتفاع ما يجعله من الضروري على قادة العالم اتخاذ إجراءات للحد من الاحتباس الحراري وفقا لاتفاقية باريس لعام 2015.
وتقول الصحيفة إن الآثار عميقة، وإنه يجب على السلطات التكيف بسرعة أكبر مما كان متوقعا في السابق مع الاحتباس الحراري وآثاره، ومن بينها حرائق الغابات والجفاف والفيضانات وزيادة حالات الطوارئ الصحية في الصيف.
إصلاحات نتنياهو القضائية
ننتقل إلى صحيفة التايمز، وتقرير لأنشيل فيفر من القدس بعنوان “ضباط إسرائيليون يثورون على إصلاحات نتنياهو القضائية”
ويقول الكاتب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع قادة الأجهزة الأمنية بعد أن أعلن مئات من ضباط الاحتياط أنهم سيتوقفون عن الحضور إلى الخدمة احتجاجا على الإصلاحات القانونية لحكومته.
ويضيف أنه يجري تنظيم احتجاجات عامة منذ شهور ضد قانون نتنياهو الذي من شأنه أن يضعف بشكل كبير صلاحيات المحكمة العليا. ومن بين الذين انتقدوا الخطوة جنود الاحتياط الذين تعتمد عليهم الأجهزة العسكرية والأمنية في البلاد.
ويقول الكاتب إنه في مؤتمر صحفي في تل أبيب قال متحدث باسم 300 طبيب عسكري إن كل واحد منهم كتب إلى قادته. ويتم نشر الأطباء بانتظام في العيادات العسكرية أو مع الوحدات القتالية .
ويضيف أنه في رسالة مشتركة من 161 ضابطا يشغلون مناصب رئيسية في مقر عمليات القوات الجوية قالوا إنهم لن يستمروا في الخدمة في ظل حكومة “تحول إسرائيل إلى ديكتاتورية”.
“عنف منزلي تجيزه الدولة”
وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت وتقرير لمايا أوبنهايم، محررة شؤون المرأة، بعنوان “عنف منزلي تجيزه الدولة: النساء في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتوجب عليهن الحصول على إذن الرجال للسفر”.
وتقول الكاتبة إن تقريرا جديدا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية خلص إلى أن العديد من الدول في الشرق الأوسط لا تزال تمنع النساء من السفر داخل بلدانهن، أو الحصول على جواز سفر، أو السفر إلى الخارج دون الحصول على موافقة ولي الأمر الذكر، الذي يكون عموما الزوج أو الأب أو الأخ.
وخلص تقرير المنظمة إلى أنه يمكن اعتقال النساء أو احتجازهن أو إجبارهن على العودة إلى ديارهن إذا أبلغ ولي الأمر في السعودية وقطر والأردن والكويت عن “غيابهن” عن منازلهمن. كما لا يُسمح للمرأة بمغادرة السجن دون إذن ولي الأمر الذكر في السعودية واليمن.
قالت روثنا بيغوم، الباحثة في مجال حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، لصحيفة الإندبندنت إن القوانين التي تعيد النساء إلى منازلهن وبعيدا عن المجال العام وهي أقرب إلى “العنف المنزلي الذي تجيزه الدولة”.
وأضافت: “العديد من الدول لديها قوانين تجيز العنف المنزلي وتسمح به، بما في ذلك السيطرة القسرية، وتشجع الرجال على السيطرة على حياة النساء.
وقالت إن النساء اللواتي يعشن في المنطقة “يقاتلن ضد القيود التي تدعي السلطات في كثير من الأحيان أنها من أجل حمايتهن ، لكنها في الواقع تحرم النساء من حقوقهن”.
وخلص التقرير إلى أن المشكلة تزداد سوءا في بعض الدول، مثل السعودية، حيث استحدثت المملكة أول قانون مكتوب للأحوال الشخصية في مارس/آذار 2022 ، وقد أضفى الطابع الرسمي على إجبار النساء على اتباع أوامر أزواجهن “بطريقة معقولة” أو التخلي عن المساعدة المالية من أزواجهن إذا اخترن عدم العيش في منزل الزوجية “بدون عذر مشروع”.
وتقول الكاتبة أن التقرير خلص إلى أن 15 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال تفرض قوانين الأحوال الشخصية أو الأسرة التي تجبر النساء إما على “طاعة” أزواجهن أو الإقامة معهم أو طلب موافقتهم على مغادرة منزل الزوجية أو السفر أو العمل. يمكن للمحاكم أن تأمر النساء بالعودة إلى منزل الزوجية أو إلغاء حقهن في النفقة الزوجية.
Comments are closed.