حادث قطار الهند: ما مصير أكثر من 80 جثة مجهولة الهوية بعد أحد أسوأ حوادث القطارات في البلاد؟
بعد خمسة أيام من حادث تحطم ثلاثة قطارات أسفر عن مقتل 288 شخصا في الهند، لا تزال أكثر من 80 جثة مجهولة الهوية.
وشمل الحادث الذي وقع مساء الجمعة في ولاية أوديشا قطاري ركاب، وقطار بضائع.
ونقل أكثر من ألف جريح إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وتقول العديد من العائلات إنها لا تزال تبحث عن أحبائها.
يعد هذا الاصطدام المميت أسوأ حادث قطارات في الهند خلال هذا القرن.
وقال كبير أمناء أوديشا براديب جين يوم الثلاثاء، إن العدد الرسمي للقتلى ارتفع إلى 288 من الرقم السابق البالغ 275، بينما بقيت 83 جثة مجهولة الهوية.
وشهد الحادث خروج قطار ركاب عن مساره بعد أن دخل بالخطأ في مسار حلقي بجانب الخط الرئيسي واصطدم بقطار بضائع ثابت كان متوقفا هناك. ثم اصطدمت عرباته التي خرجت عن مسارها بالمركبات الخلفية لقطار ركاب ثان يسير في الاتجاه المعاكس.
يعتقد أن أكثر من ثلاثة آلاف راكب كانوا يسافرون في القطارين، وذكرت تقارير أن كلا القطارين كانا مكتظين.
- “تعرفتُ على أمي من صورة لجثمانها”
- رئيس وزراء الهند يتوعد بعقوبات صارمة على من تثبت إدانته في حادث تصادم القطارات
احتشد أفراد عائلات الركاب من أوديشا وولايات أخرى بالمستشفيات، بحثا عن معلومات عن أحبائهم. لكن في بعض الحالات، يثبت التعرف على الجثة أنه يمثل تحديا حقيقيا.
في مستشفى منطقة بالاسور في أوديشا، لم يستطع محمد نظام الدين المطالبة بجثتي حفيديه.
كان تفسير أنصاري، 16 عاما، وشقيقه، توصيف، 13 عاما، مسافرين على متن قطار كوروماندل إكسبرس مع والدهما عندما وقع الحادث.
بينما لا يزال الأب مفقودا، تم عرض صور المراهقين، إلى جانب صور العديد من الضحايا الآخرين، على جدار في المستشفى، كي يتعرف أفراد أسرهم عليهم.
وشُوهت وجوه الأولاد بسبب الإصابات، لكن جدهم قال إنه تعرف عليهم.
لذلك قرّر أن يشق طريقه إلى بوبانيسوار عاصمة الولاية، حيث تم الاحتفاظ بما يقرب من 100 جثة لم يطالب بها أحد في أربع مستشفيات، لكن مسؤولا هناك أوقفه.
أبلغه المسؤول أن عائلة أخرى قد طالبت بجثة الشاب تفسير أنصاري بالفعل، ولكن لم يتم تسليمها لهم بعد.
وقال نظام الدين وهو في حالة ذهول لبي بي سي “كيف يكون هذا ممكنا؟ هل تقصد أنني لن أتعرف على أحفادي”.
طُلب منه الآن الاتصال بالمسؤولين المدنيين في بوبانيسوار الذين تم تكليفهم بفحص المطالبات ووثائق الهوية، واتخاذ الإجراءات للتأكد من أن الجثة تذهب إلى الأسرة المناسبة.
وقال فيجاي أمروتا كولانج، مفوض بلدية بوبانيسوار، لبي بي سي “إذا قمت بالاطلاع على قاعدة بيانات الصور، سترى العديد من الجثث قد تعرضت للضرر بحيث يتعذّر التعرّف عليها. كما أنها تتحلل الآن”.
وقال إنه في الحالات التي ادعت فيها أكثر من عائلة أن الجثة تخصهم، كان يتم إجراء اختبار الحمض النووي لمساعدة العائلات في تحديد الهوية، مضيفا أنه “سيتم الاحتفاظ بالجثث مجهولة الهوية في مشرحة المستشفى لمدة 10 أيام”، و”لن تتسرع الحكومة في حرقها أو دفنها”.
في عطلة نهاية الأسبوع، زار رئيس الوزراء ناريندرا مودي مكان الحادث وتعهد بأن أي شخص يُدان “سيعاقب بشدة”.
اكتملت أعمال الإنقاذ يوم السبت وتمت إزالة السكك من الحطام. تمت استعادة حركة القطارات بالفعل على أحد الخطوط، وقال المسؤولون إن الخطوط المتبقية ستتم إعادة فتحها أيضا بحلول يوم الأربعاء.
الهند لديها واحدة من أكبر شبكات القطارات في العالم. وتدير أكثر من 12 ألف قطار ركاب يوميا، يستخدمها عدة مليارات من الركاب للسفر عبر البلاد سنويا، لكن الكثير من البنية التحتية للسكك الحديدية بحاجة إلى تحسين.
تمتلئ القطارات بشكل عام في هذا الوقت من العام، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يسافرون خلال العطلات المدرسية.
وكانت أسوأ كارثة قطار في البلاد في عام 1981، عندما انفجر قطار مكتظ بالركاب وسقط في نهر خلال إعصار في ولاية بيهار، مما أسفر عن مقتل حوالى 800 شخص.
Comments are closed.