غزة: “عقبة” تواجه اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع
يواجه اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تتوسط مصر لإبرامه بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، عقبة، حسب مصادر مصرية.
وقالت المصادرلبي بي سي إن الاتفاق “اصطدم بعقبة” لم تُوضح طبيعتها.
وأضافت المصادر المصرية أن هذا الاتفاق سيُرفع للمناقشة بين الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.
وكان رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، قد التقى الخميس رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، في القاهرة، قبل أن تفيد مصادر بأن وفدا أمنيا مصريا بصدد التوجه إلى إسرائيل لمناقشة الهدنة المقترحة.
وتشير مصادر إلى أن مصر حاولت التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين ليل الثلاثاء والأربعاء لكن جهودها لم تكلل بالنجاح بعد ما وصفه قياديون في حركة الجهاد، بمماطلة إسرائيل في تقديم التزام بوقف سياسة الاغتيالات وتسليم جثمان المعتقل الفلسطيني، خضر عدنان، إلى الحركة.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الخميس، في تصريحات صحفية إن “جهود مصر لتهدئة الأمور واستئناف العملية السياسية لم تثمر بعد”.
وحث شكري، خلال لقائه مع نظرائه الأردني والفرنسي والألماني في برلين، الدول الراعية للسلام على “التدخل ووقف الهجمات”. وقال إن على إسرائيل “وقف الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدف إلى تدمير مستقبل الدولة الفلسطينية”.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 30 شخصا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، في هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية منذ يوم الثلاثاء، بينما تسببت صواريخ أطلقت من غزة في مقتل إسرائيلي واحد وإصابة خمسة آخرين.
ووسط جهود الوساطة التي تبذلها مصر، لم يُبد أي من الجانبين استعدادا لوقف أكبر تصعيد منذ أغسطس/ آب، والذي بدأ قبل ثلاثة أيام.
وكانت حركة الجهاد قد أعلنت عن مقتل أحمد أبو دقة، أحد كبار قادتها، في قصف إسرائيلي لمنزل في خان يونس بقطاع غزة.
كما أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، مقتل قائد الوحدة الصاروخية بها علي غالي، في هجوم نفذته إسرائيل فجر الخميس.
وبعد اغتيال أبو دقة وغالي، قال نتنياهو، في بيان مسجل بالفيديو صدر خلال زيارة لقاعدة جوية “نحن في ذروة حملة هجومية ودفاعية. من يأتي ليؤذينا دمه مباح”.
وبمقتل غالي وأبو دقة، ارتفع عدد قادة حركة الجهاد الذين اغتالتهم إسرائيل إلى خمسة منذ أن بدأت عمليتها العسكرية على غزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وأكدت الحركة، ثانية كبريات جماعات المقاومة المسلحة في غزة بعد حركة حماس، في بيان “لن نتراجع. الاغتيالات ستقوينا. انتقامنا مستمر”.
وأطلقت الحركة مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، وسمع صوت صفارات الإنذار في أقصى الشمال حتى تل أبيب.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاجاري، إن حوالى 1.5 مليون إسرائيلي – 16 بالمئة من السكان – تلقوا أوامر بالذهاب إلى الملاجئ.
وتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 96 في المئة من الصواريخ، وفقا للجيش. وأصاب صاروخ مبنى سكنيا في رحوفوت، جنوب تل أبيب، يوم الخميس. وقال مسعفون إن رجلا مسنا قتل، وأصيب خمسة آخرين.
وقال رئيس المكتب الإعلامي لحركة حماس، سلامة معروف، إن 80 شخصا على الأقل أصيبوا في الضربات الجوية التي دمرت خمسة مبان وألحقت أضرارا بأكثر من 300 شقة.
وقال المتحدث باسم الحركة، داوود شهاب “مرة أخرى تحاول إسرائيل التنصل من مسؤوليتها عن قتل المدنيين من خلال الافتراءات والأكاذيب”.
وأغلقت إسرائيل جميع المعابر بينها وبين قطاع غزة، وقيدت حركة الأشخاص والبضائع منذ يوم الثلاثاء.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الخميس إن التصعيد الحالي في قطاع غزة يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني “القاسي” بالفعل على اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، ومن بينهم العديد من النساء والأطفال”، معتبرة “أن الخسائر في الأرواح بين المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال هي مأساة حقيقية”.
وأشارت الأونروا، في بيان رسمي، إلى أنها “تواصل الاستجابة لاحتياجات الناس، وتستمر بتقديم الخدمات الأساسية بما فيها توزيع الأغذية، وخدمات الصحة والصرف الصحي، ونقل النفايات الصلبة وتشغيل آبار المياه”.
ودعت الوكالة، التي أدى التصعيد الراهن إلى إغلاق مدارسها في قطاع غزة، جميع أطراف النزاع إلى “حماية المدنيين في كل الأوقات”، قائلة إنها تدعم “الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى يحصل المدنيون، بمن فيهم اللاجؤون الفلسطينيون في قطاع غزة، على بعض الراحة والسلامة”.
وتجاوز عدد ضحايا أكثر من عام من العنف الإسرائيلي الفلسطيني المتصاعد 140 قتيلا فلسطينيا وما لا يقل عن 19 شخصا من الجانب الإسرائيلي وأجنبيا واحدا منذ يناير/ كانون الثاني.
Comments are closed.