تسمم الطالبات في إيران: صحيفة الإندبندنت تشكك في مصداقية إعلان طهران القبض على الجناة
تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم عدة قضايا متعلقة بالشرق الأوسط من بينها المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والموقف من المهاجرين الأفارقة في تونس بجانب أحدث تطورات قضية تسمم الطالبات في إيران.
ونستهل عرض اليوم بتقرير لبورزو دراغاهي مراسل الشؤون الدولية في الإندبندنت، بعنوان “إيران تعلن عن اعتقالات بسبب تسمم تلميذات، لكنها تقدم إجابات قليلة مع استمرار الغموض”.
ويقول الكاتب “أعلنت السلطات الإيرانية، توقيف عدد من الأشخاص يُزعم أنهم وراء سلسلة من حالات التسمم الغامضة التي تسببت في مرض الآلاف من طالبات المدارس في عشرات المدن في جميع أنحاء البلاد”.
ويضيف “زعمت وزارة الداخلية أن أعضاء فرقة مؤلفة من أربعة أفراد من النشطاء المناهضين للنظام على صلة بوسائل إعلام ‘أجنبية’ يقفون وراء عمليات التسمم، التي تقول إنها ‘محاولة لإثارة الخوف والرعب’ بين الإيرانيين”.
وكانت عمليات التسمم “أثارت الغضب في إيران وخارجها، مما ضغط على النظام للتحرك. وبدأت الأنباء عنها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة قم المقدسة، قبل أن تبلغ 127 مدرسة على الأقل في 25 من مقاطعات البلاد البالغ عددها 31 عن وقوع حوادث”، يورد الكاتب.
ويذكر الكاتب أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تطرق يوم الاثنين الماضي إلى الموضوع للمرة الأولى، وحث السلطات على ملاحقة المشتبه بهم بقوة. وقال في كلمة “جريمة بهذا الحجم لا تغتفر. يجب معاقبة الجناة بشدة. هؤلاء الناس لن يحصلوا على عفو”.
ويشير الكاتب إلى أن “ادعاء إيران بأنه تم تنفيذ اعتقالات جاء في أعقاب خطاب السيد خامنئي. لم يعلن المسؤولون عن أسماء أي مشتبه بهم، ولم يحددوا العدد الدقيق للمعتقلين، أو بثوا صور الجناة المزعومين، كما يفعلون في كثير من الأحيان عند اعتقال المعارضين السياسيين أو المشتبه بهم جنائيا”.
“ديناميكية جديدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”
ومن إيران إلى التطورات في الأراضي الفلسطينية التي كانت محور تقرير نشرته صحيفة الغارديان لمراسلتها في القدس بيثان ماكيرنان وسفيان طه، بعنوان “الحواجز بين فصائل الضفة الغربية تتلاشى مع تنامي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
ويقول الكاتبان “كانت شوارع مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة مليئة برجال يرتدون ملابس سوداء ويضعون أقنعة ويحملون بنادق من نوع “إم -16″، ذات الذخيرة الرخيصة. كان قرقعة إطلاق النار شبه المستمر تصم الآذان، وكادت المدينة تغرق في هتافات (سنلقّن تل أبيب درسا)”.
ويعتبر الكاتبان أن العدد الهائل من المسلحين واختلاط الأعلام التي تنتمي إلى عدة فصائل مختلفة، حماس وفتح والجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي لفت بها جثتا مسلحين قتلا في هجوم للجيش الإسرائيلي، “يشيران إلى ديناميكية جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
ويضيفا “في تحدٍ للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تتزايد المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، وتتلاشى الحواجز بين الفصائل مع بدء اندماج مصالحها”.
ونقلت الصحيفة عن شاب يبلغ من العمر 25 عاما يرتدي عصبة رأس فضية وشعار كتائب الأقصى التابعة لفتح، والذي تحدّث بشرط عدم ذكر اسمه “السلطة الفلسطينية ضدنا، تعتقلنا وتعذبنا.. لقد باعوا القضية مقابل المال بينما نحمي هذه الأرض بدمائنا.. جئت من نابلس اليوم لدعم إخواننا. نحن نواجه الاحتلال أينما كان. يمكنك أن ترى من خلال أرقامنا، انظر كم عدد الموجودين هنا اليوم. مقابل كل شهيد يقتلون 10 يحلون محله”.
وتقول الصحيفة إن “مؤشرات تظهر على أن مجموعات الشبان الذين نظموا في بلداتهم للرد على التوغلات الإسرائيلية بدأت بالتنسيق عبر مدن مختلفة: أن مطلق النار في حوارة، وهو عضو في حماس من نابلس، اختار الاختباء في مخيم جنين للاجئين، حيث تم إيواؤه من قبل مقاتلين محليين، يشير إلى أن هذه الروابط تتعزز. يضع هذا التنسيق الأساس لعودة الصراع الشامل مع إسرائيل، حتى لو كانت السلطة الفلسطينية ونصف حركة فتح الحاكمة المنقسمة ضدها”.
وترى الصحيفة أنه بالنسبة لسكان مدن نابلس وجنين ورام الله، عادت الحرب بالفعل، فقد قتلت القوات الإسرائيلية حوالى 70 فلسطينيا حتى الآن في عام 2023، نصفهم من المسلحين والنصف الأخر من المدنيين، وفقا لجماعات حقوقية. في المقابل فإن المسلحين الفلسطينيين قتلوا 14 إسرائيليا، جلهم من المدنيين باستثناء شخص واحد.
وقالت ناديا، 55 عاما، “أعتقد أن هذا أسوأ من الانتفاضة الثانية. الآن، في كل مرة (الإسرائيليون) يدخلون، يقتلون.. إنهم لا يفرقون بين المدنيين والمسلحين”.
“مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل مطرد، وارتكاب المستوطنين أعمال عنف مثل تلك التي شوهدت في حوارة مع الإفلات من العقاب، يتبخر القليل من الاحترام الذي لا تزال تتمتع به السلطة الفلسطينية”، تقول الصحيفة “بينما أشاد الفلسطينيون المحبطون، في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بما وصفوه بطولة الشهداء، فيما انتقدوا السلطة الفلسطينية بصفتها متعاونين”.
وتختم “المستقبل القريب لا يبشر بالخير. شهر رمضان، عندما تتفاقم التوترات في كثير من الأحيان، يبدأ في 23 مارس/آذار. يبدو أن إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، من المرجح أن يصب الوقود على النار من خلال المضي قدما في أوامر هدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة”
“تونس معزولة”
وننتقل إلى تقرير لمراسل الشرق الأوسط في التايمز ريتشارد سبنسر وجاين فلانغان، بعنوان “خطاب الرئيس التونسي المناهض للمهاجرين أجّج عنف الغوغاء العنصريين”.
ويقول الكاتبان “ذات مرة كانت الأمل العظيم للربيع العربي. لكن الآن أصبحت تونس معزولة عن جيرانها الأفارقة ومعرضة لخطر المقاطعة من قبل المؤسسات المالية العالمية بعد أن أطلق رئيسها الغريب الأطوار والاستبدادي بشكل متزايد حملة على الهجرة”.
ويضيفا “قامت حكومات غرب إفريقيا بإجلاء المئات من مواطنيها من تونس وستقوم بنقل المزيد هذا الأسبوع بعد أن أدعى الرئيس سعيّد أن هناك ‘مؤامرة إجرامية’ لجعل دولته ذات الغالبية العربية والإسلامية دولة أفريقية بحتة”.
“أدى خطابه إلى موجة من الهجمات على الأفارقة السود في البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد. اضطر سعيّد لإدانة العنف، لكن الاتحاد الأفريقي ألغى بالفعل مؤتمرا كان يعتزم عقده في تونس هذا الشهر”.
كما أنه “وفي ضربة قوية لاقتصاد تونس المتعثر، قال البنك الدولي إنه سيعلّق الإقراض الجديد للبلد الذي يعاني من ضائقة مالية. بينما، اتهمت جماعات حقوق الإنسان سعيّد بتأجيج كراهية الأجانب للابتعاد عن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي كان من المفترض أن يحلها انقلابه ضد البرلمان ورئيس الوزراء في عام 2021، لكنه تفاقم”، يوضح الكاتبان.
- بعد اتهامها بالعنصرية تونس تعلن عن إجراءات عاجلة لحل أزمة المهاجرين الأفارقة
- بعد الجدل بشأن الأفارقة في تونس: هل تشيع عنصرية اللون في العالم العربي؟
في غضون أيام، هاجم الغوغاء المهاجرين من جنوب الصحراء. وتعرض المئات للضرب والاعتقال والقذف من وسائل النقل العام والطرد من وظائفهم وطردهم من منازلهم، يورد التقرير.
ويشرح الكاتبان “جعل القرب من أوروبا تونس نقطة جذب للمهاجرين خاصة من غرب إفريقيا، ولكن ليس بأعداد كبيرة. يقدّر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن هناك 21 ألف مهاجر غير شرعي من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة”.
Comments are closed.