روسيا وأوكرانيا: مخاوف من تفشي الكوليرا في مدينة ماريوبول
تواجه مدينة ماريوبول الأوكرانية، التي دُمرت إثر قصف استمر لعدة أسابيع خضعت بعده لسيطرة القوات الروسية، خطر انتشار مرض الكوليرا، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.
وقالت تقارير صادرة من الأمم المتحدة إن البنى التحتية في ماريوبول لحقت بها أضرار بالغة أو دُمرت بشكل كامل، مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب في المدينة بمياه الصرف الصحي.
وعادة ما تصيب الكوليرا الإنسان بسبب تلوث الطعام والمياه، كما أن الإصابة بهذا المرض مرتبطة بتدهور نظم الصرف.
وظهرت حالات كوليرا في المدينة في وقت سابق، وتم الإبلاغ عن حالات هناك الشهر الماضي.
وفي تصريحات لبي بي سي، حذر العمدة الأوكراني لماريوبول فاديم بويتشينكو من “وجود حالات كوليرا ودوسنتاريا وأمراض معدية أخرى ظهرت في المدينة”، مؤكدا أن المدينة قد أُغلقت لتجنب اتساع نطاق الانتشار.
ولم يتسن لبي بي سي التحقق من تلك المزاعم في حين يقول عمدة ماريوبول المعين من قبل السلطات الروسية إن فحص المشتبه في إصابتهم مستمر، لكنه أكد عدم تسجيل أي حالات كوليرا في المدينة.
وقالت وزارة الصحة الأوكرانية إن الفرص محدودة جدا أمامها للحصول على معلومات من ماريوبول، لكنها أجرت فحوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية ولم تكتشف أي حالات مصابة بالكوليرا.
وقالت الأمم المتحدة، في تقرير أصدرته في وقت سابق من هذا الأسبوع إن مياه الشرب اختلطت بمياه الصرف الصحي في ماريوبول، مما يزيد من خطر انتشار الكوليرا. وقالت منظمة الصليب الأحمر إن تدمير البُنى التحتية للصرف الصحي مهد الطريق أمام انتشار الأمراض التي تنتقل عبر المياه.
وتشهد أوضاع الصحة والنظافة الصحية في المدينة تدهورا حادا مع تراكم القمامة في الشوارع واستمرار وجود جثث تحت أنقاض المباني المنهارة.
وقالت أنستاسيا زولوتاروفا، المقيمة في العاصمة الأوكرانية كييف، لبي بي سي: “الكثير من الجثث تركت لتتعفن. هناك الكثير من الصراصير والذباب وأكوام القاذورات والقمامة التي لا يجمعها أحد”.
وسقطت ماريوبول في أيدي القوات الروسية في مايو/ أيار الماضي بعد هجوم عنيف استمر لحوالي ثلاثة أشهر لتتحول المدينة إلى أنقاض.
- روسيا وأوكرانيا: سيناريوهات التضليل الروسي في سوريا تتكرر في أوكرانيا- التلغراف
- روسيا وأوكرانيا: خمسة سيناريوهات محتملة لانتهاء الحرب في أوكرانيا
وقال العمدة الأوكراني للمدينة إن نحو 10000 مدني قُتلوا جراء هذا الصراع. واستمرت المعركة لعدة أسابيع بعد ذلك، مما يرجح أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك.
وبُنيت مقابر مؤقتة على أطراف المدينة للتعامل مع الأعداد الهائلة من الجثث، كما دفن عدد كبير منها في الباحات الخلفية للمنازل، والحدائق، والميادين، وفقا لبويتشينكو.
وحذرت بلدية ماريوبول في وقت سابق من هذا الأسبوع من إمكانية تفشي مرض الكوليرا الذي قد يقتل عشرات الآلاف. وعدد المجلس البلدي العوامل التي قد تؤدي إلى ذلك التفشي المحتمل، والتي تضمنت أنه مرض “سريع الانتشار، وبائي”. وحذر من أن النقص الكبير في الأدوية والمنشآت الطبية قد يؤدي إلى تفشي الكوليرا في المدينة.
وقال العمدة الأوكراني للمدينة: “لقد دمروا (الروس) مستشفيات علاج الأمراض المعدية وما كان فيها من معدات طبية، وقتلوا الأطباء”.
وزعم مسؤول أوكراني آخر وجود عجز “كارثي” في الطواقم الطبية في المدينة. وذكر أن السلطات التي عينتها روسيا تحاول إقناع الأطباء المتقاعدين، حتى من تجاوزوا سن الثمانين منهم، بالعودة إلى العمل.
ولا يريد المسؤولون المعينون بمعرفة روسيا أن تظهر ماريوبول بمظهر المدينة التي بها جثث ترقد تحت أنقاض المباني وتنتشر بها جبال من القمامة.
ويفضل هؤلاء المسؤولون وصف المدينة بأنها تعود إلى الحياة الطبيعية مع نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي لأطفال يعودون من المدارس وشاحنات تجمع القمامة.
لكن أغلب المدينة تحول إلى ركام، مما يجعل انتشار الكوليرا أو أي مرض معدي يمثل تحديا كبيرا لمن تبقى فيها من سكان، الذين يقدر عددهم بحوالي 100000 نسمة، بعد الرعب الذي سيطر على المنطقة في الأشهر القليلة الماضية.
Comments are closed.