الإمارات وسوريا: ما دلالات زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقائه الأسد؟

وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، يلتقي الرئيس السوري، بشار الأسد في دمشق

Reuters
وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، يلتقي الرئيس السوري، بشار الأسد في دمشق

استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، الثلاثاء 9 من سبتمبر/تشرين الثاني، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات.

وضم الوفد الإماراتي عددا من المسؤولين من بينهم، علي محمد الشامسي، رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.

وذكرت الرئاسة السورية، في بيان، أن الجانب السوري والوفد الإماراتي بحثا “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون”.

وأضاف البيان أن الرئيس الأسد أكد على قوة العلاقات بين البلدين ونوه بـ “المواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشددا على أن الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري”.

كما نقلت الرئاسة السورية عن وزير الخارجية الإماراتي “دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، معتبرا أن ما حصل في سوريا أثَّر على كل الدول العربية، معربا عن ثقته أن سوريا وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب”.

وأشارت الخارجية الإماراتية إلى أن عبد الله بن زايد أكد “حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا الشقيقة ودعمها لكل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية وترسيخ دعائم الاستقرار بالبلاد وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق في التنمية والتطور والرخاء”.

وتعد الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع إلى دمشق منذ بداية الأزمة السورية 2011.

ومن جانبها، رحبت إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، بالخطوة الإماراتية.

كما قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق تساوي “الاعتراف” بانتصار الرئيس بشار الأسد على المعارضة المسلحة التي كانت تمولها دول خليجية.

“هل كانت الخطوة الإماراتية مفاجئة؟ وهل تتبعها خطوات عربية أخرى؟”

وجاءت الزيارة بعد أقل من شهر على اتصال هاتفي جرى، في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول، بين الرئيس السوري وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.

ولم يكن الاتصال الأول بينهما، إذ أجرى محمد بن زايد اتصالا سابقا بالرئيس السوري، في مارس/آذار 2020، قالت أبو ظبي – في حينها – إنه يهدف إلى مساعدة سوريا في دعم جهود مكافحة وباء كورونا.

وكانت الإمارات قد أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق وأعلنت عودة بعثتها الدبلوماسية للعمل، في ديسمبر/كانون الأول 2018.

وتُعد الإمارات أحد أهم الشركاء التجاريين لسوريا. وتأتي الإمارات في المرتبة الأولى عربيا والثالثة عالميا بالنسبة لحجم التجارة مع سوريا، إذ تستحوذ على ما يتجاوز 14 في المئة من حجم تجارة سوريا الخارجية.

وتشير بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية إلى أن مليار درهم (نحو 272 مليون دولار) هو حجم التبادل التجاري، غير النفطي، بين الإمارات وسوريا خلال النصف الأول من عام 2021.

وبلغ حجم التبادل التجاري، غير النفطي، بين الدولتين نحو2.6 مليار درهم (نحو 707 مليون دولار) خلال عام 2020.

ولا يقتصر الانفتاح على النظام السوري على دولة الإمارات. إذ أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، للمرة الأولى منذ عشر سنوات. كما أعيد فتح الحدود بين البلدين أمام حركة التجارة.

كذلك اجتمع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره السوري، فيصل المقداد، في سبتمبر/ أيلول 2021، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعد الاجتماع الأعلى من نوعه بين مسؤولي البلدين منذ بدء الأزمة السورية.

“الموقف الأمريكي والدولي”

وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها من زيارة وزير خارجية الإمارات إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، “نحن قلقون من الزيارة ومن الرسالة التي قد تفهم من وراء تلك الزيارة”. وأشار المتحدث إلى أن واشنطن أبلغت شركاءها المقربين في المنطقة، بمن فيهم الإماراتيون، بموقفها بكل وضوح.

وأضاف برايس: “لن نقوم بتطبيع أو ترقية علاقاتنا الدبلوماسية مع نظام الأسد، ولا ندعم تطبيع أو ترقية علاقات الدول الأخرى معه نظرا للفظائع التي ارتكبها هذا النظام بحق الشعب السوري”.

كما ذكَّرت واشنطن بـ “الفظائع التي ارتكبها هذا النظام، والتي ارتكبها بشار الأسد نفسه ضد الشعب السوري على مدار العقد الماضي، إضافة إلى جهود النظام المستمرة لحرمان معظم سوريا من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن”.

وأكدت الولايات المتحدة أنها لن ترفع العقوبات، بما فيها إجراءات تجميد أصول، عن أي شخص يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته.

ولا تختلف مواقف الكثير من الدول الغربية عن موقف واشنطن.

ويرى المعارضون للخطوة الإماراتية أنها تتجاهل معاناة ملايين السوريين خارج وداخل سوريا، كما تفتح الطريق أمام إعادة احتضان النظام السوري.

ويضيف المعارضون أن الخطوة الإماراتية وما قد يتبعها من دول أخرى تضعف موقف المعارضة السورية في أي تفاوض مع النظام، كما تلغي العزلة العربية التي كان يعاني منها النظام.

ويتساءل هؤلاء لماذا يُقدم نظام الأسد أي تنازلات للمعارضة في حال إنهاء عزلته الإقليمية!

برأيكم،

  • لماذا أقدمت الإمارات على هذه الخطوة؟
  • هل تتبع دول عربية أخرى خُطى الإمارات في الانفتاح على النظام السوري؟
  • كيف ترون انتقاد واشنطن للخطوة الإماراتية؟
  • هل تضعف خطوة الإمارات المعارضة السورية؟
  • ما خيارات المعارضة السورية حال انفتاح المزيد من الدول العربية على نظام الأسد؟
  • وما مصير ملايين السوريين المشردين خارج سوريا وداخلها؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.