فيروس كورونا في الهند: نقص اللقاحات يعرقل حملة تطعيم من تفوق أعمارهم 18 عاما
أصبحت الهند أول دولة تسجل أكثر من 400 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد، وأُطلقت حملة لقاح على مستوى البلاد وسط أزمة في الإمدادات.
وتم تسجيل حوالي 3523 وفاة رسميًا خلال الـ 24 ساعة الماضية ،ولكن يُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير حيث لا يتم الإبلاغ عن العديد من الوفيات.
وجميع البالغين في الهند مؤهلون الآن للتطعيم.
لكن عدة ولايات تقول إنها لا تملك الجرعات اللازمة لإتمام حملة التطعيم.
وكانت الهند قد ركزت في السابق على تطعيم العاملين في الخطوط الأمامية والذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا. وتواجه البلاد نقصًا حادًا في الأكسجين وأسرّة المستشفيات، حيث تعصف الموجة الثانية المدمرة من وباء كوفيد 19 بالنظام الصحي للبلاد.
كيف تسير عمليات طرح اللقاحات في الهند؟
تم إعطاء حوالي 150 مليون جرعة لقاح، أي ما يعادل 11.5٪ من سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.
على الرغم من كونها أكبر منتج للقاحات في العالم إلا أن البلاد تعاني من نقص داخلي وقد فرضت تعليقًا مؤقتًا على جميع صادرات أسترازينيكا لتلبية الطلب المحلي.
وتم تسجيل أكثر من 13 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عامًا للحصول على اللقاح، لكن ولايات من بينها ماديا براديش ومهاراشترا المتضررة، قالت إنها لن تبدأ في تطعيم هذه الفئة العمرية في 1 مايو / أيار كما هو مخطط بسبب مشاكل الإمداد.
وطلب رئيس الحكومة الإقليمية في دلهي، أرفيند كيجريوال، من الناس عدم الوقوف في طوابير للحصول على اللقاح لأن العاصمة الهندية لم تتلق بعد الجرعات.
وقال كيجريوال: “بمجرد وصول اللقاحات، سنخبركم، ثم يمكنكم القدوم للحصول على اللقاح. نناشدكم عدم التجمهر في مراكز اللقاح في الأيام القليلة المقبلة”. وأعلن لاحقًا أنه سيتم تمديد الإغلاق في دلهي لمدة أسبوع آخر.
ويعتقد الخبراء أنه يجب على الهند تكثيف التطعيم في المناطق التي تنتشر فيها العدوى بشكل كبير، وفي خمس ولايات تجري فيها الانتخابات.
وقال بيرامار موخيرجي، خبير الإحصاء الحيوي في جامعة ميشيغان، لبي بي سي إن البلاد بحاجة إلى توزيع 10 ملايين جرعة لقاح يوميًا “بدلاً من الاكتفاء بثلاثة ملايين”.
الحرائق ونقص الأكسجين يسببان مآس جديدة
ومنذ بدء الوباء، أكدت الهند أكثر من 19 مليون حالة إصابة، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. كما أبلغت عن أكثر من 200 ألف حالة وفاة.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستقيد السفر من الهند، بدءًا من يوم الثلاثاء، في محاولة لوقف انتشار كوفيد 19. خطت أستراليا خطوة أبعد من ذلك، حيث منعت مواطنيها مؤقتا من العودة إلى بلادهم.
وتعاني المستشفيات في البلاد من نقص الأكسجين والأسرة.
وفي أحد مستشفيات دلهي، توفي عدد من الأشخاص يوم السبت عندما تُرك مرضى في حالة حرجة بدون أكسجين لنحو 80 دقيقة قبل وصول ناقلات إعادة الإمداد، وفقًا لتقارير إعلامية محلية.
وكان فيجاي جوبتا، 62 عامًا، يعاني مصاعب شديدة في التنفس أمام مستشفى في جنوب شرق العاصمة الهندية لأن جميع أسِرَّته كانت ممتلئة.
وقال صديق له لوكالة رويترز للأنباء “كنا نجوب الطرقات منذ الساعة 06:00 بحثا عن سرير”. “إلى أين يمكن أن نذهب؟”.
في سريناغار، المدينة الرئيسية في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، قال رجل إنه كان ينتظر توفير اللقاحات في مركز صحي، ولكن طُلب منه العودة للمنزل والقدوم مرة أخرى.
وقال إن اثنين من أقاربه كانوا معه يعانون من متاعب صحية.
وقال لبي بي سي “أنا قلق للغاية بشأنهم لكننا ما زلنا ننتظر”.
وفي يوم السبت أيضًا، أدى حريق في جناح كوفيد 19 في مستشفى في مدينة بهاروش الغربية إلى مقتل 18 شخصًا، وهو أحدث حريق من بين سلسلة من حرائق المستشفيات المميتة في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع.
وتواجه محارق الجثث مصاعب شديدة في التعامل مع أعداد الوفيات الناجمة عن كوفيد 19، واضطر البعض لبناء محارق جنائزية مؤقتة.
ما اللقاحات التي تستخدمها الهند؟
تستخدم الهند لقاحين، هما أوكسفورد أسترازينيكا (المعروف محليًا باسم كوفيشيلد) وآخر من صنع شركة بهارات بايوتك الهندية (كوفاكسين).
كما تمت الموافقة على استخدام لقاح سبوتنيك في الروسي الصنع، ووصلت أول 150 ألف جرعة يوم السبت.
والتطعيم طوعي في الهند. وتقدم العيادات والمستشفيات التي تديرها الدولة جرعات مجانية، ولكن يمكن للناس أيضًا دفع 250 روبية “3.4 دولارا” للجرعة في المنشآت الطبية الخاصة.
وتنفق الحكومة حوالي 5 مليارات دولار لتوفير جرعات مجانية في العيادات التي تديرها الدولة ومراكز الصحة العامة والمستشفيات.
هل وقعت “أحداث سلبية” بعد التطعيم؟
يمكن أن يعاني الناس من آثار جانبية من اللقاحات.
والهند لديها برنامج مراقبة عمره 34 عاما لرصد “الآثار السلبية” بعد الحصول على اللقاحات. ويقول الخبراء إن عدم الإبلاغ بشفافية عن مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى إثارة الخوف حول اللقاحات.
وأبلغت الهند حتى الآن عن 18904 “آثار سلبية” بعد التطعيم. وقالت الحكومة إن معظم هذه الأحداث كانت “طفيفة”، مثل الدوار وارتفاع درجة الحرارة والألم، وتعافى جميع المرضى.
وفحص برنامج المراقبة 617 حالة من تلك الحالات، بما في ذلك 180 حالة وفاة بعد التطعيم حتى مارس/آذار، حسب التقارير.
وخلص إلى أن “الوفيات حدثت في حالات كان الشخص يعاني فيها من أمراض كامنة، بما في ذلك مشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري”.
Comments are closed.