من هو رائد الفضاء الذي رشحه بايدن لرئاسة وكالة ناسا؟
رُشح بيل نيلسون، رائد الفضاء المتقاعد والعضو السابق بمجلس الشيوخ الأمريكي، ليكون الرئيس القادم لوكالة ناسا.
ولن يتولى نيلسون المنصب رسمياً إلا بعد موافقة مجلس الشيوخ على تسميته، لكن اختياره من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، حظي بإشادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ومن جانبه، قال نيلسون إنه “يتشرف” باختياره لقيادة وكالة الفضاء الأمريكية، مضيفاً أنه “سيساعد في قيادة ناسا إلى مستقبل مثير”.
وقال البيت الأبيض في بيان بهذا الشأن: “إن نيلسون معروف بلقب السناتور الأول الداعم لبرنامج الفضاء الخاص بأمتنا لسنوات عديدة، ومان له بصمات على كل تفصيل مرتبط بقانون الفضاء والعلم”.
وقال ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا: “لا يمكنني التفكير في أي شخص أفضل منه لقيادة وكالة ناسا”.
وقال نيلسون في بيان بهذا الشأن: “إن القوة العاملة في ناسا تشع بالتفاؤل والبراعة وروح القدرة على العمل”. وأضاف: “يواصل فريق وكالة ناسا تحقيق ما يبدو مستحيلاً بينما نخوض غمار الكون”.
وكان نيلسون قوة دافعة وراء نظام الإقلاع الفضائي (صاروخ إس إل إس) التابع لناسا، المخصص للرفع الثقيل، والذي صمّم عقب تعديل برنامج الفضاء الأمريكي في عهد أوباما.
وسيخلف نيلسون جيم بريدنشتاين، الذي قاد الوكالة لما يقرب الثلاث سنوات في ظل إدارة ترامب.
وكان بريدنشتاين قد نال إشادة واسعة النطاق لجهوده في الترويج لبرامج وكالة ناسا، ولا سيما مشروع أرتيمس الذي سيشهد عودة رواد الفضاء إلى القمر في عشرينيات القرن الحادي والعشرين قبل الانطلاق بمهمة إلى المريخ.
وقال بريدنشتاين: “إن بيل نيلسون اختيار ممتاز كمدير لوكالة ناسا”، مضيفاً أن سيناتور فلوريدا السابق كان لديه “النفوذ السياسي” للتعاون مع مختلف المكاتب الحكومية، وكذلك أعضاء الكونغرس.
وتابع قائلاً: “إن لديه المهارات الدبلوماسية لقيادة تحالف دولي بشكل مستدام إلى القمر ثم إلى المريخ، ويجب على مجلس الشيوخ أن يؤكد تسمية بيل نيلسون للمنصب دون تأخير”.
ولم يكن لدى بريدنشتاين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوكلاهوما، مؤهلات رسمية في العلوم والهندسة، وكانت هناك مخاوف من أنه سيعمد إلى تسييس الوكالة غير الحزبية.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد فترة بريدنشتاين الناجحة في وكالة ناسا، اختارت إدارة بايدن تعيين سياسي آخر كرئيس للوكالة، وإن كان رائد فضاء سابقا له تاريخ طويل في العمل في قضايا الفضاء.
ولد نيلسون عام 1942، وعمل في الهيئة التشريعية لولاية فلوريدا خلال سبعينيات القرن الماضي ممثلاً عن المنطقة التي تضم مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا.
وبعد انتخابه لمجلس النواب في عام 1978، أصبح ثاني عضو في الكونغرس يسافر إلى الفضاء وكان ذلك على متن مكوك الفضاء كولومبيا في عام 1986.
وبعد فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ في فلوريدا عام 2000، واصل نيلسون المشاركة عن كثب في صياغة سياسة الفضاء.
وفي عام 2010، قال نيلسون إنه يعتقد أن الرئيس باراك أوباما “أخطأ” بإلغاء برنامج كونستليشن، وكان ذلك البرنامج بمثابة محاولة من قبل الرئيس السابق جورج دبليو بوش لإعادة رواد الفضاء إلى القمر.
وقد أثار قرار إلغاء برنامج كونستليشن، الذي كان قد تجاوز في ذلك الوقت الميزانية، كما كان متأخراً عن الجدول الزمني، رد فعل عنيفاً في الكونغرس لأسباب ليس أقلها أنه عرض آلاف الوظائف في مجال الفضاء للخطر في الولايات الجنوبية.
وإلى جانب كاي بيلي هاتشيسون، السيناتورة الجمهورية عن ولاية تكساس، أصر نيلسون على تكليف وكالة ناسا بتصنيع صاروخ جديد للرفع الثقيل في قانون تفويض الوكالة لعام 2010.
ومنح نظام الإقلاع الفضائي (إس إل إس) وكالة ناسا القدرة على إطلاق مركبة أوريون إلى القمر ووجهات أخرى في الفضاء السحيق مع تأمين قاعدة من الخبرة الهندسية في جميع أنحاء الجنوب.
لكن البرنامج تعرض لانتقادات من قبل أولئك الذين اعتقدوا أن الوكالة يجب أن تنتقل إلى إطلاق مركبة فضائية بالكامل على صواريخ تجارية مثل تلك التي صنعتها شركة “سبايس إكس”، التابعة لإيلون ماسك.
وخسر نيلسون آخر محاولة لإعادة انتخابه وانتهت فترته في مجلس الشيوخ في عام 2019.
وقال ستيف جورتشيك القائم بأعمال مدير وكالة ناسا في بيان بهذا الشأن: “بيل لديه تاريخ حافل في دعم عملنا في وكالة ناسا، وساعد في تعزيز مكانة أمريكا في الاستكشاف البشري للفضاء، والعلوم والملاحة الجوية، والتكنولوجيا”.
Comments are closed.