التفاصيل الكاملة لحـادثة إطـلاق النـار داخل محل “سي سويت” في الزوق
كثيرةٌ هي الأنباء التي جرى تناقلها عن حادثة إطلاق النار داخل محل “سي سويت” في ذوق مكايل، فجر اليوم الأحد.
ففي بادئ الأمر، قيلَ أنّ الشخص الذي تعرّض لإطلاق النار قد توفيَ متأثراً بجراحه، في حين قيلَ أيضاً أنّ مُطلق النار قد فرَّ لحظة وقوع الحادثة.
كذلك، قيلَ إن الإشكال الذي حصل سبقه إشكالٌ في أحد المطاعم في منطقة جونيه.. حتماً، الكلام المتناقل كثير، فما الذي حصل حقاً؟ وماذا في التفاصيل الواقعية للحادثة التي أصبحت على كلّ لسانٍ في لبنان؟
تفاصيل الحادثة
مصدر أمني كشف نتيجة التحقيقات عما جرى وقال: “الحادثة حصلت في لحظتها، أي لم يسبقها أي إشكالٍ سابق.. هذا أولاً.. أما ثانياً، فإنّ ما قيلَ عن أنّ مطلق النار قد فرّ لحظة إطلاق النار، فهو أمرٌ غير صحيح، والحقيقة هو أنّ مُطلق النار والذي يُدعى “خليل الخطيب” (من بلدة برجا – إقليم الخروب)، هو رقيبٌ في أمن الدولة، وفور حصول الحادثة بادر إلى تسليمِ نفسه إلى المركز الذي يعمل ضمنه وتحديداً في منطقة الجناح، ومن هناك جرى نقله إلى مركز أمن الدولة التابع لمحافظة جبل لبنان في الدكوانة.
إضافة إلى كل ذلك، فإنّ المصاب جراء إطلاق النار ما زال على قيد الحياة، وقد تم نشر فيديو له من داخل المستشفى وهو يتحدّث ويُطمئن عائلته عن وضعه الصحي وعن هذا الأمر، تكشف مصادر أنّ “المصاب وهو من آل إدريس (بعلبك – العين)، بوضعٍ صحي مستقر، وقد أصيب بـ5 رصاصات جراء الإشكال، وسيخضع يوم غدٍ لعملية جراحيّة”.
ويضيف المصدر:
“الحادثة حصلت قرابة الثالثة فجراً.. فالخطيب (مُطلق النار) كان مع والديه وشقيقته وخطيبته وأحد أقارب الأخيرة، والجميع كانوا يحضرون حفلةً في أحد المطاعم في نطاق منطقة جونيه.
وعلى مسار الطريق، قصدت العائلة متجر “سي سويت” لشراء “الكنافة”.
في تلك اللحظات، بادر الخطيب وقريبه نحو صندوق المحاسبة لدفع ثمن المأكولات، فقال الأول للآخر: “ما بقبل تدفع.. أنا بدفع عنك”.. عندها، تدخل المحاسب رافعاً صوته باتجاه الخطيب وقريبه طالباً منهما “الإستعجال” بطريقة فجّة.
ما تبين هنا هو أن الخطيب (عنصر أمن الدولة) قد شعر بالاستفزاز مما حصل معه ومع قريبه، فحصل التلاسن مع المُحاسب. وبحسب فيديو مُتداول، فإنّ الأخير لم يبدِ ردة فعلٍ كبيرة بشأن ما حصل، إلا أن الخطيب استشاط غضباً وظلّ يتردد إلى المحاسب قائلاً له أكثر من مرة: “بتحكي معنا بأدب.. وبتروق”، مع جملةٍ من الشتائم.
كذلك، فقد تبين أيضاً أن الخطيب وضع مسدسه على الطاولة أمام المحاسب.
وتابع المصدر:
“بعد ذلك، خرج الخطيب من المتجر من دون أن يحصل أي شيء.
وفي تلك اللحظات، كان الأخير يطلق الشتائم أثناء توجهه لسيارته، فاعترض الشخص من آل إدريس الذي كان يتواجد أمام المتجر على الأمر، طالباً من الخطيب التوقف عن الشتم باعتبار أن “هناك صبايا موجودين”.
عندها، توجه الخطيب إلى إدريس مُخاطباً إياه قائلاً: “شو خصّك.. ما عم بحكي معك”، ليكمل بعد ذلك طريقه إلى السيارة التي كانت تقلّ عائلته.
وأثناء عودته إلى داخل المتجر، حصل تلاسنٌ بينه وبين الشخص الذي تحدث معه عند المدخل، فوقع إشكالٌ تدخل على إثره كل من كان هناك، ومن ضمنهم والد الخطيب المتقاعد في أمن الدولة”.
وأكمل المصدر: “في تلك اللحظات، تبين أن خليل الخطيب قد تعرّض لضربة على وجهه من الشخص الذي تواجه معه، فتدخل والده هنا وسادت حالة من الهرج والمرج.. وفي تلك الأثناء، توجه شبان إلى سيارة سوداء ومعهم والد خليل الخطيب الذي كان يسعى للتهدئة.
هنا، بادر خليل إلى إطلاق النار بالهواء قبل أن يتطور الأمر إلى تلاسن مجدداً وتشابك.. وعندها، حاول والده تهدئة الأمور مجدداً وأبعد نجله، لكن الأخير سارع مجدداً باتجاه الشخص من آل إدريس الذي تواجه معه.. وفي تلك اللحظات، قام الخطيب بتقبيل الأخير برأسه قائلاً له: “بعتذر عن المسبة وبسحبها.. خلينا ننهي المشكل”.. إلا أن التلاسن هنا لم ينتهِ، فوالد الخطيب رفع سلاحه أيضاً، فتطور الأمرُ إلى تلاسن أكبر.. وإثر ذلك، دخل الشخص من آل إدريس إلى داخل المحل فتبعه والد خليل الخطيب وقال له: “عم قلك إنت خيي”، ليقوم بدفشه.. عندها، بادر ذاك الشخص من آل إدريس إلى ضرب الوالد محاولاً استخدام أداة لصفعه بها مع توجيه الشتائم له.. وفي تلك اللحظات، تدخل خليل الخطيب ضارباً الشخص من آل إدريس، وأطلق عليه النار.
وقال المصدر: “اثر ذلك، حصلت حالة من الهرج والمرج أمام “سي سويت”، وقد حصل نقاش بين الوالد ونجله، فبادر الأخير ومعه عائلته بالتوجه نحو بيروت، وأبلغ من كان معه أنه سيسلم نفسه إلى مركز أمن الدولة في الجناح، في حين توجهت العائلة إلى منطقة برجا – إقليم الخروب.
أما والده، فتم إستدعاؤه إلى التحقيق مع الشخص الذي كان موجوداً معه، وقد جرى توقيفهما على ذمة التحقيق. وبحسب آخر المعطيات، فإنه تجري اتصالات لتهدئة الوضع حيث أكّدت عائلة الخطيب أنها تحت القانون ولا تتمنى إلا الخيرَ للمصاب، مؤكدة إصرارها على إنتهاء الأمر بمحبّة وإتمام مصالحة شاملة وجامعة مع عائلة إدريس.
مصدرٌ في أمن الدولة يعلق ومساء اليوم، أعلن مصدر في أمن الدولة أن “ما حصل خلال إشكال فجر الأحد بين أحد عناصر أمن الدّولة وأحد المواطنين، لا يشبهنا ولا يمثّلنا”، مشيراً، وفق قناة الـ”MTV”، إلى أن “أقصى العقوبات المسلكيّة والقضائيّة ستُساق بحقّ كلّ مرتكب، إذا ثبت تحمُّلُه لمسؤوليّة الإشكال”.
وأضاف: “المديريّة تنتظر نتائج التحقيقات التي تجري تحت إشراف القضاء”.
Comments are closed.