عاجل

«المونديال» الرئاسي عُقدة العقَد.. وورقة قائد الجيش تتقدم السباق

وقفة لتحالف متحدون وصرخة المودعين أمام مجلس النواب لإسقاط الكابيتال كونترول(محمود الطويل)

يبدو أن عقدة تغييب اللبنانيين عن متابعة مونديال قطر، مباشرة قد حلت، وان الاتفاق بين الحكومة اللبنانية وشركة «بي أن سبورت» انجز على ان تنقل قناة تلفزيون لبنان المباريات على موجتي الـ UHF وVHF، اعتبارا من عصر أمس، بحسب صحيفة النهار البيروتية.

وتقول مصادر متابعة، ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عالج الأمر في قطر، بعد مشاركته في افتتاح المونديال وفي أعقاب الحملات الاعلامية التي اندلعت في بيروت، نتيجة القصور عن تمكين اللبنانيين من مشاهدة أول مونديال تستضيفه دولة عربية شقيقة.

لكن يبقى المونديال الرئاسي عقدة العقد بالنسبة للبنان الغارق في فراغ دستوري بالغ العمق، وقد انضم الفاتيكان إلى القوى الضاغطة من أجل إخراج لبنان من لجة الشغور، وقد أفيد أمس، عن استدعاء وزير خارجية الفاتيكان سفراء 9 دول، هم سفراء الدول الخمس الكبرى، وسفراء مصر، ألمانيا، ايطاليا، والاتحاد الاوروبي، وبحث معهم في الملف اللبناني، وأبلغهم أهمية حل الازمة اللبنانية والمحافظة على الاستقرار في هذا البلد، وفق موقع «لبنان 24» القريب من الرئيس ميقاتي.

وكانت مصادر الفاتيكان نفت احتمال زيارة البابا فرنسيس الى لبنان قريبا، بسبب اوضاعه السياسية الراهنة، علما ان من شروط الزيارة البابوية، وجود رئيس جمهورية.

ولمست جهات لبنانية من ديبلوماسيين غربيين تباينات بين دول عدة، وفرنسا تحديدا، حول مقاربة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وخصوصا حيال التعامل مع حزب الله بحيث يسود الاعتقاد بوجود تشدد مع الحزب لدى الاتحاد الاوروبي، فيما تتمسك فرنسا بالمرونة المعتمدة من جانبها.

وتقول «النهار» البيروتية، ان الرئيس ايمانويل ماكرون سيثير موضوع لبنان مع الرئيس الاميركي جو بايدن الذي سيلتقيه بعد 15 يوما في واشنطن، وهذه تعد مبادرة في حد ذاتها.

وكانت «الأنباء» أشارت في عدد أمس الى تحرك خارجي باتجاه النواب المستقلين للشروع بالتداول في اسم مرشح تعتبره مناسبا للمرحلة اللبنانية، دون ذكر اسمه، والمقصود عمليا هو العماد جوزاف عون، الذي كشف عن اسمه الوزير السابق وئام وهاب. وهاب أكد حصول لقاء في وزارة الدفاع، بين قائد الجيش وموفد من حزب الله، تبين انه مسؤول التدخل في الحزب وفيق صفا.

وقال وهاب:«ان قائد الجيش لديه حظوظ رئاسية كبيرة، لافتا الى ان اللقاء الذي حصل طابعه سياسي وليس أمنيا، الا انه عاد وساوى في الحظوظ بين قائد الجيش ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل الذي لديه كتلة نيابية، ما يوصف بـ «بيضة القبان»، مازال يرفض الاثنين معا.

وقد طرح خيارات أخرى على حزب الله، لكن الحزب لايزال على موقفه، وإذا لم يتراجع فرنجية، فان الحزب لن ينسحب منه، بحسب وهاب، مشيرا الى خيار آخر، يتمثل باتفاق اميركي – ايراني عبر الفرنسيين، لصالح رئاسة العماد جوزاف عون.

ويرى وهاب في حديث متلفز، ان العقوبات الأميركية ليست العائق بوجه جبران باسيل فحسب، انما المعادلة الداخلية هي التي تمنعه، فباستثناء حزب الله، ليس من احد في الداخل مع باسيل، في حين انه شخصيا مازال غير مقتنع بذلك.

وإذا كانت خصومة باسيل لسليمان فرنجية مبررة، بالتنافس السياسي الطبيعي، على المنصب الاول في الدولة، فما مبرر ما بينه وبين العماد جوزاف عون، ابن عائلة «عمه» الرئيس السابق ميشال عون؟

وتقول قناة «أم تي في» ان العلاقة لم تكن ممتازة بين باسيل وقائد الجيش، في يوم من الأيام، وقد اراد باسيل اختيار ضابط آخر لقيادة الجيش غير عون، لكن الرئيس العماد ميشال عون، فضل ابن العائلة.

وتعاون باسيل بداية مع الأمر الواقع، والتقى عون مرارا، الا ان هذه العلاقة ما لبثت ان فترت لتبلغ حد القطيعة.

ولم يتناول قائد الجيش باسيل بشكل مباشر، ولكن عندما كان يسأل عن علاقته برئيس تيار الرئاسة، يجيب بأن علاقته مع أي سياسي مرتبطة بمدى تدخله في شؤون الجيش، ما يعني ان باسيل كان يتدخل بشؤون الجيش، وقد اصطدم مرارا مع قائده، حتى في اجتماعات القصر الجمهوري، لكن علاقة القائد كانت جيدة مع نواب التيار، كما ان رفضه التدخل بشؤون الجيش الذي هو قائده، أربك علاقته مع بعض السياسيين، كما الحال الآن في موضوع تمديد خدمة بعض الضباط القادة.

وقد يتميز قائد الجيش عن باقي أسلافه، بكونه من معدن مؤسس الجيش اللبناني، ورئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب، باني مؤسسات الدولة اللبنانية، وخطها السياسي المتوازن في الداخل والمحيط، وكانت خطوة لافتة من العماد جوزاف عون، ان تكون اولى زياراته بعد تعيينه قائدا للجيش، الى منزل الرئيس اللواء فؤاد شهاب في جونية والتقاط صورة الى جانب تمثاله الشمعي، وكأنه يعلن الانتماء الى مناقبيته العسكرية والسياسية المشهودة، واعتباره مثله الاعلى.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.