المفتي الجوزو: النظام الفاسد لا ينتج إلا إنسانا فاسداً
إعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن “النظام الفاسد لا ينتج إلا إنساناً فاسداً، يعيش لنفسه فقط، يعتدي على مقدرات شعبه، ويهوى به الى الحضيض”، وسأل: “لماذا لا يكون الشعب اللبناني موحدا، يكره الطبقية ويحارب الغرور والتسلط والفردية؟”.
وقال في تصريح: “إننا نريد لبنان العصر والعلم والحضارة والمساواة واحترام الإنسان لأخيه الإنسان”. ودعا الى أن “نتحرر من النظام الذي قام على الطائفية، الذي يئن من عيوبها وأخطائها وفسادها”.
أضاف الجوزو: “يقول الشاعر العربي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
نظام فاسد، وحكم فاسد، والطائفية عمياء صماء تدين بحكم الفرد، وتدين بالطائفية لا بد أن يسقط الوطن كله وينهار . الشعب اللبناني كله ثائر، يريد أن يتحرر من حكم الفرد، وأن يتحرر من الطائفية، وأن ينال حريته التي فقدها بسبب هذا النظام”.
وسأل أيضاً: “أين الديموقراطية، وأين العدالة والمساواة؟”، وقال: “لا بد من التغيير نحو الأفضل، والى قيام وطن يعيش فيه الإنسان حراً، كرامته مصانة، وحقوقه محترمة، لا يخضع لجبروت فرد فاسد، في نظام فاسد .. ألم يأن لهذا الشعب أن يدخل عصر الحرية والمساواة والعدلة؟ ألم يثبت الحكم فساده في إدارة الدولة؟ ألم يدمر حكم الفرد في لبنان، الذي ينهار ويسقط ويشيع فيه الفساد .. متى يتحول لبنان الى دولة عصرية حرة، لا تحكمها مركبات النقص والجهل والضياع والفساد”.
وتابع الجوزو: “في عصر العلم لم يعد هناك من مجال لقيام نظام فاسد، يقوم على الطائفية والتعصب والتخبط وجنون العظمة وبيع الأوطان .. لبنان الذي نضج سياسيا وأصبح يؤمن بالعلم وبالحرية والمساواة وإحترام قيمة الإنسان، وإحترام الأديان. هكذا تعيش الدول المتحضرة، والتي لا تفرّق بين إنسان وآخر، بإسم الطائفية العمياء الصماء، التي تدمر كل شيئ، والتي تعتدي على حرية الإنسان كإنسان”.
وقال: “ان الشعب اللبناني اليوم في قمة التجربة الحية، والتي وصل فيها الخراب والضياع والتشتت، على هذا الشعب أن يتخلص من حكم الفرد وحكم الطائفية والعنصرية والطبقية والتفرقة والكراهية. على الشعب اللبناني كله ان يثور، فلم يعد باستطاعته السكوت على الذل وعلى الانحطاط والفردية والجهل والجنون والقضاء على القيم الإنسانية والحضارة”.
وختم: “أما آن أن تعلمنا التجربة ان قيام الأوطان لا يقوم على حكم الفرد، وان يكون هذا الفرد هو الذي يفعل ما يشاء من أخطاء جسيمة، وتحميه الطائفية. أصلحوا النظام أولا قبل أن تكرروا الأخطاء التاريخية والإستعمارية.. ونكون كلنا للوطن”.
Comments are closed.