الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مبان في ضاحية بيروت الجنوبية، وحزب الله يطلق رشقة صواريخ تجاه صفد

اعمدة الدخان نتيجة غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

Reuters

طالب الجيش الإسرائيلي سكان الضاحية الجنوبية في بيروت بسرعة إخلاء بعض المباني في اثنين من الأحياء والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس، خريطة توضح أماكن الإخلاء، في حي الليلكي والحدث، مبرراً ذلك بأن هذه الأماكن “بالقرب من مصالح تابعة لحزب الله” بحسبه.

https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1839758471388115330

يأتي ذلك بعد أن أعلن حزب الله في لبنان أنه شن هجوماً صاروخياً على مدينة صفد في إسرائيل، وذلك ردا على سلسلة غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت.

وجاء في بيان حزب الله أن رشقات صاروخية استهدفت مدينة صفد، جاءت لدعم الفلسطينيين، ودفاعاً عن لبنان، “ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين”.

وقال مراسل بي بي سي في إسرائيل مهند توتنجي إنّ صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق منها الجليل الأعلى والجليل الأوسط ومدينة صفد، بعد أن أطلق حزب الله عدة صواريخ باتجاه شمال إسرائيل.

وأوضح توتنجي أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي أطلق صواريخ عدة تصدت للرشقة الصاروخية التي أطلقها الحزب من لبنان.

وأضاف أنّ السلطات الإسرائيلية أعلنت عن فتح الملاجئ للسكان، كما طُلب من سكان الشمال بضرورة الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية والبقاء بقرب الملاجئ تأهباً لأي رد من حزب الله أو إيران، خاصة بوجود تقارير تحدثت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله برفقة قائد فيلق القدس الإيراني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن “إصابة مباشرة” بصاروخ أطلقه الحزب الله على منزل وسيارة في بلدة صفد شمال إسرائيل مساء الجمعة.

وأفاد بيان لوكالة فرانس برس أن “صاروخا أطلقه حزب الله سقط في صفد”، فيما قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنها في طريقها إلى مكان الحادث.

وقالت الشرطة الإسرائيلية “لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن أضرارا كبيرة بالممتلكات وقعت”، مضيفة أن “ضباط الشرطة ووحدات إبطال القنابل يعملون حاليا على عزل مواقع الإصابة”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي كذلك عن تنفيذ سلسلة غارات جوية على عدة مواقع ضد ما قال إنها منصات إطلاق صواريخ.

تصعيد “يغير قواعد اللعبة”

من ناحية أخرى، قال علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني الجمعة إن إسرائيل تتخطى الخطوط الحمراء لطهران وإن الوضع أصبح خطيرا.

وأضاف لاريجاني في تصريح للتلفزيون الرسمي الإيراني أن “الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل؛ فمع اغتيال قادة المقاومة سيحل آخرون محلهم”.

وعلقت السفارة الإيرانية في لبنان على موقع إكس على سلسلة الغارات الإسرائيلية قائلة إنها تمثل تصعيدا خطيراً “يغير قواعد اللعبة، وسيجلب لمرتكبه العقوبة المناسبة”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل اثنين وإصابة 76 شخصا في حصيلة أولية نتيجة الغارات الإسرائيلية الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وأعلنت السلطات اللبنانية عن إنقاذ طفلين صغيرين من بين أنقاض مبنى تضرر في أحدث غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.

وهرعت فرق الإنقاذ بهما إلى سيارة إسعاف قريبة، وبدا عليهما الارتعاش لكنهما واعيان.

واشنطن: لسنا على علم مُسبق

وأصدر حزب الله في لبنان بياناً نفى فيه صحة أي بيان أو تصريح فيما يخص الهجوم الإسرائيلي علي منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية، مشدداً على أن البيانات الموثوقة تُنشر “من قبل العلاقات الإعلامية للحزب حصرا”.

فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق ولم تشارك في الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت.

جاء ذلك بعد أن نفى البنتاغون أن تكون واشنطن قد أُخطرت مسبقاً بشأن الغارات الإسرائيلية في بيروت.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين “لم تشارك الولايات المتحدة في هذه العملية، ولم نتلق أي تحذير مسبق”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة إن واشنطن لا تزال تعتقد أن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط ممكن بعد الغارة الإسرائيلية.

وصرّح بلينكن في مؤتمر صحافي “قد يبدو المسار الدبلوماسي صعبا في هذه اللحظة، لكنه موجود، وهو في تقديرنا ضروري. سنواصل العمل بشكل مكثف”.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن طائراته المقاتلة هاجمت أهدافا لحزب الله في لبنان، من بينها منصات إطلاق أسلحة ومواقع تخزين أسلحة، وذلك بعد ساعات من إعلانه عن توجيه ضربة ضد مركز قيادة حزب الله في بيروت.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن الغارات الجوية الإسرائيلية على بيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لـ”أشخاص أشرار” يخططون لشن هجوم على إسرائيل.

ورفض دانون تأكيد استهداف إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، لكنه قال إن نصر الله “ممثل شرير” و”إرهابي” يستحق العقاب.

“التصعيد الأكبر”

وأفادت مراسلة بي بي سي من بيروت كارين طربيه بوقوع سلسلة انفجارات ضخمة “هزت بيروت بشكل كامل”، بعد نحو نصف ساعة من انتهاء كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة.

وأوضحت أن عدد الانفجارات ما يزال غير دقيق، لكنه قد يصل إلى نحو عشرة، مضيفة أنها كانت “انفجاراً تلو الآخر بضخامة غير معهودة” منذ بدء الجولة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.

وقالت إن الانفجارات أسفرت عن دخان كثيف للغاية يغطي منطقة واسعة جداً من بيروت، فيما يعد “التصعيد الأكبر” في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأضافت أنه بالنظر إلى “حجم الانفجارات وعددها، يمكن توقع أن تكون هذه الحملة من الغارات قد أسفرت عن عدد كبير وربما هائل من الإصابات”.

خريطة توضح الضاحية الجنوبية لبيروت

BBC
خريطة توضح الضاحية الجنوبية لبيروت

من جهته، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الموجود في نيويورك، المعلومات المتوافرة عن سلسلة الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد رئيس الحكومة أن “العدوان الجديد يثبت أن العدو الإسرائيلي لا يأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف إطلاق النار، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ردع هذا العدو ووقف طغيانه وحرب الإبادة التي يشنها على لبنان”.

وأجرى ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أطلعه على المعلومات المتوافرة عن الغارات، كما أجرى اتصالاً بمنسق “اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات” الوزير ناصر ياسين.

وأعطى رئيس الحكومة توجيهاته لاستنفار الأجهزة المعنية كافة، لا سيما في ضوء المعلومات التي تشير إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا نتيجة هذه الغارات.

وقالت الوكالة الرسمية اللبنانية إن “الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات على منطقة الضاحية الجنوبية”.

في السياق ذاته، قال مصدر أمني لرويترز إن الجيش اللبناني فرض طوقا أمنيا وقائيا حول السفارة الأمريكية في لبنان الواقعة شمال بيروت.

وأفاد صحفيون بسماع صفارات سيارات الإسعاف عقب الانفجارات ووقوع عدد كبير من الإصابات في الغارات المتتالية التي طالت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله أن الضربات سوت ستة مبان بالأرض في منطقة حارة حريك.

صورة تظهر مبنى تضرر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
صورة تظهر مبنى تضرر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة استهداف ما قال إنه “مقر القيادة الرئيسي لحزب الله” في الضاحية الجنوبية.

ونقلت كل من وكالتي رويترز وفرانس برس عن مصدر مقرب من الحزب أن الأمين العام حسن نصر الله لا يزال على قيد الحياة وأنه “بخير”.

كما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر أمنية، أن نصر الله في مكان آمن.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش ضرب مقر حزب الله وكان فيه معظم القادة الذين بقوا على قيد الحياة حتى الآن، وإن الهدف كان حسن نصر الله.

وتقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتحقق من وجود زعيم حزب الله في المكان.

وغادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع الصحفيين بصورة عاجلة بالتزامن مع شن الغارات الأخيرة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه سيقطع زيارته إلى نيويورك ويعود إلى إسرائيل الجمعة.

وسُمِع دوي عشرة انفجارات جراء هذه السلسلة من الغارات، التي ضربت مواقع مختلفة في الضاحية، وتوصف بأنها الأعنف منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية فقد استخدمت قنابل خارقة للملاجئ في الغارات.

أشخاص يتفقدون الأضرار في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

Reuters
أشخاص يتفقدون الأضرار في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة تنفيذ غارات جديدة ضد أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بعد دقائق من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وقد أكد فيه أن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستتواصل.

ووفق مصادر إسرائيلية فإن الضربات الأخيرة قد تكون أعنف مما سبق.

وأعلن الجيش في بيانه أنه “يضرب حالياً أهدافا تابعة لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد أعلن الجمعة، أن الجيش استكمل تجنيد لواءي احتياط لمهام عملياتية في الجبهة الشمالية، وذلك في إطار رفع الاستعدادات القتالية على تلك الجبهة.

وقال الجيش الإسرائيلي “فتحنا وحدات مستودعات الطوارئ ووزعنا معدات لوجستية ووسائل قتالية على جنود الاحتياط”.

وفي صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، أن “الجيش يضرب حزب الله بقوة وسيستمر في ذلك حتى عودة الأمن إلى الشمال”، بحسب موقع واللا الإسرائيلي.

وقال: “لقد ضربنا حزب الله بقوة خلال العام الماضي وخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية”، مضيفاً: “سنواصل ونزيد من هذه الجهود، ونخطط لإرساء الأمن في الشمال وإعادة النازحين إلى ديارهم بسلام”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.