إسرائيل تعلن استهداف “القيادة المركزية لحزب الله” في الضاحية الجنوبية، ومقتل اثنين وإصابة 76 شخصاً في حصيلة أولية

اعمدة الدخان نتيجة غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

Reuters

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل اثنين وإصابة 76 شخصا في حصيلة أولية نتيجة الغارات الإسرائيلية الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وأفادت مراسلة بي بي سي من بيروت كارين طربيه بوقوع سلسلة انفجارات ضخمة “هزت بيروت بشكل كامل”، بعد نحو نصف ساعة من انتهاء كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة.

وأوضحت أن عدد الانفجارات ما يزال غير دقيق، لكنه قد يصل إلى نحو عشرة، مضيفة أنها كانت “انفجاراً تلو الآخر بضخامة غير معهودة” منذ بدء الجولة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.

وقالت إن الانفجارات أسفرت عن دخان كثيف للغاية يغطي منطقة واسعة جداً من بيروت، فيما يعد “التصعيد الأكبر” في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأضافت أنه بالنظر إلى “حجم الانفجارات وعددها، يمكن توقع أن تكون هذه الحملة من الغارات قد أسفرت عن عدد كبير وربما هائل من الإصابات”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة استهداف ما قال إنه “مقر القيادة الرئيسي لحزب الله” في الضاحية الجنوبية.

ونقلت كل من وكالتي رويترز وفرانس برس عن مصدر مقرب من الحزب أن الأمين العام حسن نصر الله لا يزال على قيد الحياة وأنه “بخير”.

كما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر أمنية، أن نصر الله في مكان آمن.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش ضرب مقر حزب الله وكان فيه معظم القادة الذين بقوا على قيد الحياة حتى الآن، وإن الهدف كان حسن نصر الله.

وتقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتحقق من وجود زعيم حزب الله في المكان.

وغادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع الصحفيين بصورة عاجلة بالتزامن مع شن الغارات الأخيرة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه سيقطع زيارته إلى نيويورك ويعود إلى إسرائيل الجمعة.

وسُمِع دوي عشرة انفجارات جراء هذه السلسلة من الغارات، التي ضربت مواقع مختلفة في الضاحية، وتوصف بأنها الأعنف منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية فقد استخدمت قنابل خارقة للملاجئ في الغارات.

وقالت الوكالة الرسمية اللبنانية إن “الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات على منطقة الضاحية الجنوبية”.

صورة تظهر مبنى تضرر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
صورة تظهر مبنى تضرر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024

وأفاد صحفيون بسماع صفارات سيارات الإسعاف عقب الانفجارات ووقوع عدد كبير من الإصابات في الغارات المتتالية التي طالت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله أن الضربات سوت ستة مبان بالأرض.

وعلقت السفارة الإيرانية في لبنان على موقع x على سلسلة الغارات الإسرائيلية قائلة إنها تمثل تصعيدا خطيراً يغير قواعد اللعبة، “وسيجلب لمرتكبه العقوبة المناسبة”.

أشخاص يتفقدون الأضرار في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

Reuters
أشخاص يتفقدون الأضرار في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة تنفيذ غارات جديدة ضد أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بعد دقائق من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وقد أكد فيه أن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستتواصل.

ووفق مصادر إسرائيلية فإن الضربات الأخيرة قد تكون أعنف مما سبق.

وأعلن الجيش في بيانه أنه “يضرب حالياً أهدافا تابعة لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد أعلن الجمعة، أن الجيش استكمل تجنيد لواءي احتياط لمهام عملياتية في الجبهة الشمالية، وذلك في إطار رفع الاستعدادات القتالية على تلك الجبهة.

وقال الجيش الإسرائيلي “فتحنا وحدات مستودعات الطوارئ ووزعنا معدات لوجستية ووسائل قتالية على جنود الاحتياط”.

من ناحية أخرى، نفى البنتاغون أن تكون واشنطن قد أُخطرت مسبقاً بشأن الغارات الإسرائيلية في بيروت.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين “لم تشارك الولايات المتحدة في هذه العملية، ولم نتلق أي تحذير مسبق”.

وفي صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، أن “الجيش يضرب حزب الله بقوة وسيستمر في ذلك حتى عودة الأمن إلى الشمال”، بحسب موقع واللا الإسرائيلي.

وقال: “لقد ضربنا حزب الله بقوة خلال العام الماضي وخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية”، كما أضاف: “سنواصل ونزيد من هذه الجهود، ونخطط لإرساء الأمن في الشمال وإعادة النازحين إلى ديارهم بسلام”.

ميقاتي: العداون يثبت أن العدو الإسرائيلي يرفض جهود وقف الحرب

من جهته، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الموجود في نيويورك، المعلومات المتوافرة عن سلسلة الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد رئيس الحكومة أن “العدوان الجديد يثبت أن العدو الإسرائيلي لا يأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف إطلاق النار، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ردع هذا العدو ووقف طغيانه وحرب الإبادة التي يشنها على لبنان”.

وأجرى ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أطلعه على المعلومات المتوافرة عن الغارات، كما أجرى اتصالاً بمنسق “اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات” الوزير ناصر ياسين.

وأعطى رئيس الحكومة توجيهاته لاستنفار الأجهزة المعنية كافة، لا سيما في ضوء المعلومات التي تشير إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا نتيجة هذه الغارات.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.