الجيش الإسرائيلي يستدعي لواءين للحدود مع لبنان، وبايدن يحذر من اندلاع “حرب شاملة” في الشرق الأوسط

عائلة من أطفال ونساء ورجال تنزح من مناطق القصف في لبنان

EPA-EFE/REX/Shutterstock
آلاف ينزحون من جنوب لبنان وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، بيروت – 24 سبتمبر/أيلول 2024

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء من خطر اندلاع “حرب شاملة” في الشرق الأوسط، الأمر الذي اعتبره “محتملاً”، وأضاف بايدن في مقابلة مع شبكة ايه بي سي أنه يعتقد “أنه لا يزال بالإمكان التوصل إلى اتفاق يمكنه أن يغير المنطقة برمتها”.

ويلتقي بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد طلب فرنسا لمجلس الأمن الدولي النظر بشكل طارىء مساء الأربعاء في خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الاوسط .

ودعا الرئيس الفرنسي الذي تحدث مساء الثلاثاء مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، دعا إيران إلى “دعم وقف التصعيد بشكل عام” في الشرق الأوسط.

وقد بحث رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في نيويورك الأربعاء مع وزير الخارجية الأمريكي مساعي وقف إطلاق النار بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.

من جانب آخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستخدم “القوة الكاملة” في لبنان حتى عودة سكان الشمال، ولم يعلق نتياهو على جهود الولايات المتحدة لتأمين اتفاق وقف إطلاق نار.

ودعا الأربعاء رئيس الأركان الإسرائيلي جنوده إلى الاستعداد لـ”دخول محتمل” إلى لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل “مهام عملياتية” في الشمال.

وخاطب هرتسي هاليفي عناصر لواء مدرع بحسب بيان أصدره الجيش قائلا: “يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب حزب الله”.

وقال هاليفي “لن نتوقف. سنواصل مهاجمتهم وإيذاءهم في كل مكان” مضيفاً أن هذه التحركات “ستسمح لنا بإعادة سكان الشمال بأمان في وقت لاحق”.

ولم يتضمن البيان تفاصيل بشأن اللواءين اللذين تم استدعاؤهما.

ويتألف لواء المشاة الإسرائيلي عادة من حوالى 1000 إلى 2000 جندي، في حين يتألف لواء الدبابات المدرع من حوالي 100 دبابة.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان، وتسببت في مقتل 51 شخصاً على الأقل الأربعاء وإصابة 223 آخرين، بحسب ما أفاد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحفي، في وقت يقترب فيه عدد النازحين اللبنانيين من “نصف مليون”.

وعلى الجانب الآخر، أعلن مدير الإسعاف الإسرائيلي إصابة 3 إسرائيليين، أحدهم في حالة خطيرة، جراء سقوط شظايا صواريخ في كيبوتس ساعر قرب نهاريا شمالي إسرائيل.

وبحسب مراسل بي بي سي، سُمع دوي 10 اعتراضات على الأقل من منظومة القبة الحديدية بين مدينة حيفا والناصرة.

حطام على الأرض في موقع غارة إسرائيلية ضربت بلدة الجية الساحلية اللبنانية في وقت مبكر من صباح الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
حطام على الأرض في موقع غارة إسرائيلية ضربت بلدة الجية الساحلية اللبنانية في وقت مبكر من صباح الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2024

غارات “موسعة”

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يشنّ غارات “موسعة” على مناطق في جنوب لبنان وشرقه.

وأدّت غارات على بلدات عين قانا وبنت جبيل وتبنين في جنوب لبنان إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة العشرات، وفق وزارة الصحة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني لبناني تأكيده أن الغارة في المعيصرة استهدفت منزلاً.

وأفاد سكان من القرية الواقعة في كسروان ذات الغالبية المسيحية، عن سماع صوت انفجارين.

ورأت شاهدة عيان منزلاً ومقهى مدمّرين بالكامل في مكان القصف.

وتحدثت الوكالة الرسمية اللبنانية عن “سقوط صاروخين” في الغارة غير المسبوقة بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه “يشنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع” الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا.

وفجر الأربعاء، أعلن حزب الله إطلاق صاروخ بالستي نحو تل أبيب للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل نحو عام، مستهدفاً مقراً لجهاز الموساد، لكن الجيش الإسرائيلي اعترضه.

وفي وقت سابق أعلنت ما تسمي نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق “- الحليف لحزب الله والمدعومة من إيران- أنها هاجمت بواسطة صاروخ الأرقب “كروز مطور” هدفاً حيوياً في إسرائيل. وأكدت استمرار عملياتها ضد إسرائيل.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن سلاح الجو “اعترض مسيرة جنوب منطقة بحيرة طبريا أطلقت من جهة الشرق واخترقت الاجواء الاسرائيلية عبر سوريا، ولم تقع إصابات أو أضرار”.

وتستهدف غارات إسرائيلية عنيفة منذ الإثنين جنوب لبنان وشرقه، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين إسرائيل وحزب الله منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، على خلفية حرب غزة.

وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر/أيلول، توسيع أهداف الحرب في غزة لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة، إلى منازلهم، مدشنة بذلك سلسلة عمليات عسكرية عنيفة ضد حزب الله.

ويؤكّد حزب الله من جانبه أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل “حتى ينتهي العدوان على غزة”.

نزوح مئات الآلاف

آلاف النازحين من جنوب لبنان يركبون سياراتهم ويغادرون صباحاً وسط الغارات الجوية الإسرائيلية

EPA-EFE/REX/Shutterstock
آلاف النازحين من جنوب لبنان وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، بيروت – 24 سبتمبر/أيلول 2024

دفع القصف والغارات العنيفة مئات الآلاف من اللبنانيين إلى النزوح من منازلهم.

وقالت نور حمد (22 عاماً)، وهي طالبة جامعية من مدينة بعلبك، “نعيش حالة من الرعب منذ أربعة أيام، ننام ولا نعرف إذا كنا سنستيقظ أم لا… صوت القصف مخيف جدا يخيف الأطفال والكبار… لم أعد قادرة على سماع أي صوت”، وفق ما أوردت فرانس برس.

وأضافت: “لا يمكن أن نصف مرارة ما يحصل معنا ولا يستطيع أي إنسان أن يتحمله. لا نريد أن نبقى هكذا… نريد أن تُحلّ الأمور ونعود إلى حياتنا الطبيعية”.

وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قد أعلن أنّ عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله “يقترب من نصف مليون” نازح.

وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة الإرسال التي نسبها حزب الله لإسرائيل في 17 و18 سبتمبر/أيلول، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثمانين شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين. وتلتها غارة إسرائيلية في 20 أيلول/سبتمبر على الضاحية الجنوبية لبيروت قتل فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي تعد وحدة النخبة فيه، بينهم قائدها.

وأعلن حزب الله الثلاثاء مقتل إبراهيم محمد قبيسي، أحد قادته العسكريين، في غارة إسرائيلية في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت، وفق وزارة الصحة، عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 15 آخرين.

وتقرّر إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية الأسبوع في لبنان، وأوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.

ردود فعل

وأرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التصعيد، لكنه لم يعلن إلغاءها بالكامل.

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء في لقاء مع عسكريين قدامى إن “بعض القوى الفاعلة والقيّمة في حزب الله استشهدت، وهذا بلا شك ألحق ضربات بحزب الله، لكن قوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو، والاغتيالات لن تهزّ حزب الله”.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن لبنان يقف “على حافة الهاوية”.

وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من “حرب شاملة” في لبنان، مؤكدا على ضرورة “وضع اللمسات الأخيرة” على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً الأربعاء، بناءً على طلب فرنسا. وهيمنت المخاوف من التصعيد في المنطقة على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وحذّر وزراء خارجية مصر والعراق والأردن من أن “إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة”، منددين بـ”العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

وعبّر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن خشيته من “حرب شاملة” ومن أن يتحوّل لبنان إلى غزة ثانية، التي دمرتها الحرب الدائرة فيها منذ نحو عام.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.