إسرائيل تستهدف “المئات من أهداف حزب الله” في جنوب لبنان والآلاف يفرون من منازلهم

استمرار القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل

BBC

تجدد القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، إذ أعلن حزب الله عن استهداف مطار مجيدو العسكري غرب ‏العفولة بـ”صليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2″ عدة مرات.

كما أعلن الحزب في سلسلة بيانات متتالية فجر الثلاثاء، عن استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بـ”صلية من صواريخ فادي 2″، وقاعدة عاموس بـ”صلية من صواريخ فادي 1″ وهي “القاعدة ‏الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية”، بالإضافة إلى “مصنع المواد المتفجرة ‏في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كيلومتراً” بحسب بيانات حزب الله.

في المقابل، أعلنت إسرائيل تنفيذ عدة غارات فجر الثلاثاء، استهدفت “المئات من أهداف حزب الله، بما في ذلك منصات الإطلاق ومراكز القيادة والبنية التحتية الإرهابية في مناطق عديدة في جنوب لبنان”.

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له، أن عدد الأهداف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية وصل إلى حوالي 1600 هدف في جنوب لبنان وسهل البقاع، مشيراً إلى أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت عدداً من القذائف التي انطلقت من لبنان، فيما سقط بعضها “في مناطق مفتوحة”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 492 شخصاً قتلوا، من بينهم 35 طفلاً و58 سيدة، وأصيب 1645 آخرين بجروح جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان.

وفي وقت سابق، أكد حزب الله نجاة القيادي علي كركي من غارة جوية شنها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت، مؤكداً أن “كركي بخير وفي كامل صحته وعافيته، وقد انتقل إلى مكان آمن”.

ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، فإن علي كركي يعد من أحد كبار القادة في مجلس الجهاد التابع لحزب الله، و كان يقود القيادة الجنوبية ومسؤولاً عن العمليات العسكرية في جنوب لبنان.

وقد ورد اسم كركي في قائمة “عقوبات الإرهاب” التي فرضتها الولايات المتحدة، عام 2019، على عدد من قادة حزب الله، برفقة فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد حيدر.

خارطة لبنان تتضمن الضاحية الجنوبية

BBC

نتنياهو للّبنانيين: حرب إسرائيل ليست معكم بل مع حزب الله

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعب اللبناني إلى “أخذ تحذير إسرائيل على محمل الجد”، وقال إنهم “سيكونون قادرين على العودة إلى ديارهم بعد انتهاء القتال”.

وقال نتنياهو في بيان مصور: “حرب إسرائيل ليست معكم، بل مع حزب الله”، مضيفاً “منذ فترة طويلة، يستخدمكم حزب الله كدروع بشرية”.

وأضاف نتنياهو “لقد وضع صواريخ في غرف معيشتكم وصواريخ في مرآبكم، هذه الصواريخ والقذائف موجهة مباشرة إلى مدننا، مباشرة إلى مواطنينا”.

وأضاف نتنياهو، في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان: “ابتداء من هذا الصباح، حذركم الجيش الإسرائيلي من التعرض للخطر”.

وفي ذات السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي “يسحق” البنية التحتية لحزب الله التي تم بناؤها على مدى عقود في الضربات التي شنتها إسرائيل اليوم في لبنان، وأن زعيم الجماعة الإرهابية حسن نصر الله أصبح الآن وحيداً”.

ونقلت تايمز أوف إسرائيل عن مكتب وزير الدفاع قوله “في الأيام الماضية، هدمنا ما بناه حزب الله على مدى عشرين عاماً، وبقي نصر الله وحيداً، ولم تعد وحدات كاملة من قوة الرضوان فاعلة، وتم تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ”.

وزير الصحة اللبناني: تفعيل خطة طوارئ خاصة بالنازحين

وشهدت الطرقات الرئيسة في لبنان حركة نزوح كبيرة شملت الآلاف من المناطق المستهدفة بالضربات الإسرائيلية باتجاه مناطق أكثر أماناً.

وفي مؤتمر صحفي الإثنين، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إنه جرى تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بالنازحين، مشيراً إلى تخصيص مراكز الرعاية في مراكز الإيواء لتقديم المساعدة وفق الأولوية، وتشمل الأولويات النازحين المصابين أو من يحتاجون إلى غسيل الكلى، مرضى السرطان، النساء الحوامل، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأشار الوزير إلى تخصيص خط ساخن لتقديم المساعدة للنازحين، الذي سيكون متاحاً ابتداءً من يوم غدٍ من الساعة 8 صباحاً حتى 8 مساءً، للرد على استفسارات النازحين وتوجيههم إلى أماكن تقديم الخدمات المناسبة.

نزوح اللبنانيين

EPA

كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن “الأوتوستراد” و”مثلث خلدا” شهدا ازدحاماً كبيراً في كلا الاتجاهين وصولاً إلى بيروت، نتيجة إغلاق الجامعات والمدارس وحضور الأهالي لاصطحاب أبنائهم، بالإضافة إلى النزوح المتزايد من الجنوب بسبب التطورات الأمنية.

وفي مدينة صيدا، شهدت الشوارع الرئيسية ازدحاماً خانقاً بعد تقليص ساعات التدريس في المدارس والمعاهد وطلب الأهالي اصطحاب أبنائهم، نتيجة تفاقم الأوضاع في الجنوب، كما سجل المدخل الجنوبي للمدينة ازدحاماً في اتجاهها بسبب حركة نزوح أهالي القرى الجنوبية المستهدفة بالضربات الإسرائيلية.

وأفادت مراسلة بي بي سي في بيروت بأن مئات المركبات اصطفت أمام محطات الوقود لتعبئة البنزين، وسط تصاعد الأعمال الحربية، حيث شهدت جميع المحطات في منطقة المتن ازدحامات كبيرة.

وذكر مراسل من رويترز في جنوب لبنان أن سكان الجنوب تلقوا اتصالات هاتفية من رقم لبناني تأمرهم بالابتعاد فورا مسافة ألف متر عن أي موقع تستخدمه جماعة حزب الله اللبنانية. وتلقى مراسل رويترز المكالمة.

ووصلت هذه المكالمات حتى العاصمة بيروت.

وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أن الوزارة لن تفعل، وقال لرويترز “هذه حرب نفسية”.

وقالت لبنانية تعيش في حي المنارة ببيروت إن عائلتها تلقت مكالمة على الخط الأرضي، وأضافت “لقد كانوا مذعورين وأنا شعرت بالذعر أيضا لأننا اعتقدنا أن المنطقة التي نعيش فيها آمنة لأن السفراء يعيشون بالقرب منا”.

وذكرت “تقع السفارة السعودية على مسافة قريبة جدا (من منزلنا) على بعد دقيقتين سيراً على الأقدام، لكنهم يستهدفون الجميع الآن على ما يبدو، لقد كانت رسالة طويلة مدتها 30 إلى 40 ثانية”.

صور من النزوح

أشخاص يسافرون في سيارة محملة بالأمتعة بينما تتجه حركة المرور شمالاً من مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان حيث يفر بعض اللبنانيين من القصف الإسرائيلي العنيف، لبنان 23 سبتمبر 2024.

Reuters
يحمل الناس أمتعتهم على الشاطئ أثناء فرارهم وسط الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في صور بجنوب لبنان 23 سبتمبر 2024

Reuters
سيارات تتجه شمالا من مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان بينما يفر بعض اللبنانيين من القصف الإسرائيلي العنيف، لبنان 23 سبتمبر 2024

Reuters
أشخاص يقودون سياراتهم في حركة مرورية كثيفة شمالاً من مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان حيث يفر بعضهم من القصف الإسرائيلي وسط أعمال عدائية عبر الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في لبنان 23 سبتمبر 2024

Reuters
أشخاص يقودون سياراتهم في حركة مرورية كثيفة شمالاً من مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان حيث يفر بعضهم من القصف الإسرائيلي وسط أعمال عدائية عبر الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في لبنان

Reuters

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.