خطة إسرائيلية بـ “خروج آمن” للسنوار من قطاع غزة، والجيش ينفي علمه بها

صورة يظهر فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بمناسبة يوم القدس

Getty Images
صورة يظهر فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بمناسبة يوم القدس

قدمت إسرائيل عرضا جديدا للإدارة الأمريكية والوسطاء المصريين والقطريين حول إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين “دفعة واحدة”.

وتفيد هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها بأن المقترح الإسرائيلي يقضي في المقابل بالموافقة على خروج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار وقادة آخرين من قطاع غزة عبر ما سُمي “صفقة الخروج الآمن”.

ولم يعلق مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو حركة حماس على هذا المقترح بشكل رسمي.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وممثل الجيش لشؤون الرهائن نيتسان ألون، قالا إنهما لم يكونا على علم بخطة “الخروج الآمن” المتداولة حاليا. كما وجها “انتقادات” لمنسق ملف الأسرى والمفقودين غال هيرش، بأنه يثير آمالا غير واقعية لدى عائلات الرهائن، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

يأتي ذلك في ظل الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن الصفقة، ونشوب خلافات بين مواقف الطرفين لم يتمكنا من حلها بعد.

وتقول صحيفة معاريف نقلا عن مصادر مُطلعة إن هناك تفاهما بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية على أن الخطوط العريضة للصفقة السابقة “لا يمكن إتمامها” في المفاوضات، مشيرة إلى أنه من الواجب العمل على أفكار بديلة.

وتفيد صحيفة “دافار” الإسرائيلية أن عائلات الرهائن اعتبرت غال هيرش يتلاعب “بشكل رخيص وساخر”، وفق تعبيرهم.

وترى عائلات الرهائن أن الغرض من ذلك هو افشال المقترح الأمريكي لإطلاق سراح الرهائن ووقف حرب غزة “على حسابهم”.

ما هي تفاصيل المقترح؟

في المرحلة الأولى من الصفقة تفرج حماس عن جميع الرهائن الأحياء وأيضا جثامين القتلى منهم دفعة واحدة، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (لم يتم تحديده).

وتلتزم إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة على أن يشرف الوسطاء على تنفيذ الاتفاق بواسطة قوى متعددة الجنسيات تعمل على تطبيق بنود الاتفاق بما فيه نزع السلاح من القطاع وتدمير الأنفاق ومخازن الأسلحة التابعة للحركة، حسبما ذكرت صحيفة معاريف.

وستسمح إسرائيل للسنوار بمغادرة القطاع برفقة قادة آخرين إلى دولة ثالثة دون العودة إلى غزة أو أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وتقول صحيفة جيروزاليم بوست نقلا عن مصادر إن عددا ممن سمتهم “الارهابيين” الذين قد يتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية لن يتم السماح لهم بالعودة إلى غزة أو الضفة على أن يتم نفيهم إلى “بلد ثالث”.

وأضافت الصحيفة أيضا نقلا عن مسؤول مصري رفيع المستوى عقب حديثه مع مسؤولين أمريكيين إن السنوار يصر على ضمان أمنه بمعنى “ألا تستهدفه إسرائيل بعد تنفيذ الاتفاق”.

وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار بعث برسائل واضحة متوقعا أن تصل إلى كبار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

“المقترح عُرض على أهالي الرهائن”

والتقى منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش بعائلات الرهائن وأبلغهم بالمقترح الجديد، حيث وصف المقترح “بصفقة الخروج الآمن”.

واعتبر هيرش المقترح “خطة ثانوية” في حال فشلت جهود الوسطاء لوقف الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن.

ومن وجهة نظر مسؤول إسرائيلي فإن مقترح “الخروج الآمن” يتيح اختصار المراحل وصفقة يكون تنفيذها بشكل أسرع تضمن إنهاء الحرب، في حال مغادرة السنوار قطاع غزة.

منسق شؤون الاسرى والمفقودين غال هيرش في مؤتمر صحفي مع عائلات الرهائن الإسرائيليين في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023

Getty Images
منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش في مؤتمر صحفي مع عائلات الرهائن الإسرائيليين في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023

تقول صحيفة معاريف إنه إذا لم يتم الاتفاق خلال فترة معينة وهي محددة مسبقا في الاتفاق، فسيعتبر ذلك “انتهاكا للاتفاق”.

وأكد تقرير الصحيفة أن إسرائيل ستحتفظ بحق العودة إلى قطاع غزة.

“منطقة عسكرية مغلقة”

جنود إسرائيليون على دبابة على طول الحدود مع قطاع غزة

Getty Images
جنود إسرائيليون على دبابة على طول الحدود مع قطاع غزة

يأتي حديث صفقة “الخروج الآمن” بالتزامن مع مطالبات وزراء إسرائيليين في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتصديق على خطة لإعلان منطقة عسكرية مغلقة شمال قطاع غزة.

وتتحدث الخطة عن إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه والإعلان عن المكان “منطقة عسكرية مغلقة”.

وهذه الخطة تتطابق مع رؤية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وغيرهم من اليمين المتطرف الذين طالبوا بذلك منذ بداية الحرب.

وكان المحلل السياسي لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل قلل من احتمال أن يطبق الجيش خطة الجنرالات التي تقضي “بضم شمال قطاع غزة إلى إسرائيل وطرد سكانها وتجديد البناء الاستيطاني”.

حيث اعتبر هرئيل في مقاله أن هذه الإجراءات “جرائم حرب” من وجهة نظر القانون الدولي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.