“النظام البدائي للرسائل المشفرة يُبقي السنوار على قيد الحياة” – وول ستريت جورنال
يثير استمرار تواري زعيم حماس عن الأنظار وعدم قدرة إسرائيل على الوصول إليه بعد أكثر من 11 شهرا، أسئلة كثيرة عن الوسائل التي تمكنه من ذلك. وبينما نشرت الفاينانشال تايمز مقالا تناول “آليات” وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في الهيمنة على الشرطة، نجد في صحيفة القدس العربي اللندنية، مقالا يتطرق لكيفية إعادة تنافس الولايات المتحدة والصين “صياغة النظام الدولي”.
عنونت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالا أعدته سمر سعيد و روري جونز بـ “النظام البدائي للرسائل المشفرة هو من يبقي زعيم حماس على قيد الحياة”.
يرى كاتبا المقال أن زعيم حركة حماس الحالي، يحيى السنوار، لم يكن ليظل حيا حتى اليوم لولا نظام الاتصالات منخفض التقنية، المصقول في السجون، والذي يحميه من الشبكة الاستخباراتية الإسرائيلية.
ويضيف المقال أن السنوار تجنب، إلى حد كبير، المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها، والتي أودت بحياة قادة آخرين للفصائل المسلحة.
وبدلا من ذلك، فإنه “يستخدم نظاما معقدا من الموصلات والرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد والتي تسمح له بتوجيه عمليات حماس حتى أثناء الاختباء في الأنفاق تحت الأرض”.
وبحسب المقال فإن لمحة عن كيفية بقاء السنوار على قيد الحياة تأتي من الوسطاء العرب الذين نقلوا الرسائل ذهابا وإيابا خلال محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ضمن المحادثات غير المباشرة.
إذ يقوم السنوار “بكتابة رسالة بخط اليد أولا ومن ثم تُمرر إلى عضو موثوق به في حماس ينقلها على طول سلسلة من الرسل، وغالبا ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة لمستلمين مختلفين في ظروف وأوقات مختلفة، بناءً على نظام طوره السنوار وغيره من السجناء أثناء وجودهم في السجون الإسرائيلية. لتصل الرسالة بعد ذلك إلى وسيط داخل غزة أو إلى أحد عناصر حماس الآخرين الذين يستخدمون الهاتف أو أي وسيلة أخرى لإرسالها إلى أعضاء الجماعة في الخارج”.
ويعود هذا النهج البدائي في الاتصالات إلى نظام استخدمته حماس في سنواتها الأولى، والذي تبناه زعيم حماس عندما اعتقل في عام 1988 وسُجن لاحقا في سجن إسرائيلي٬ وأنه على الأرجح تمكن في غزة من إنشاء نظام اتصالات يتغلب على جمع المعلومات الاستخباراتية الحديثة٬ وفقا لما ينقله التقرير عن خبراء.
وبحسب الكاتبين فقد أصبحت أساليب اتصالات السنوار أكثر حذرا وتعقيدا خصوصا بعد تمكن إسرائيل من العثور على قادة رفيعي المستوى وقتلهم.
ويرى التقرير أنه من غير الواضح إذا ما كانت تأخيرات الاتصال التي تحصل أحيانا أمرا تكتيكا تفاوضيا أم انعكاسا لبروتوكولات السنوار الصارمة.
وذلك نظرا لتمكن السنوار من التواصل بسرعة عندما يكون ذلك ضروريا كما حدث عند مقتل أبناء هنية، أو رسالته مؤخرا لزعيم حركة أنصار الله الحوثية.
“كيف يبسط بن غفير نفوذه على الشرطة الإسرائيلية؟”
وإلى صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية ومقال كتبه نيري زيلبر من تل أبيب بعنوان “كيف يبسط بن غفير نفوذه على الشرطة الإسرائيلية؟”.
يشير الكاتب إلى أن مسؤولين كبارا سابقين في الشرطة الإسرائيلية ومحللين قانونيين ونشطاء مناهضين للحكومة يقولون إن الشرطة الإسرائيلية، التي يبلغ قوامها 30 ألف فرد، يجري تسييسها بما يتماشى مع أجندة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، في الوقت الذي تزداد فيه التوترات الناجمة عن الحرب مع حماس في غزة.
ويحذرون، بحسب المقال، من أن إعادة تشكيل القوة من قبل رجل يُخبر الفلسطينيين بفخر أن اليهود هم “أسيادهم” قد يكون له عواقب بعيدة المدى على سلوك الشرطة وسيادة القانون وحتى الديمقراطية الإسرائيلية.
ويضيف التقرير أنه بالنسبة لضباط شرطة سابقين، فإن بن غفير استخدم تأثيره من خلال الأبواب الخلفية٬ إذ يكمن “جوهر قوة بن غفير في التعيينات.. حيث قام بإجراء مقابلات شخصية حتى مع القادة من الرتب المتوسطة لترقيتهم، وتحدث مباشرة مع رؤساء المناطق.. هناك فوضى داخل الشرطة، وهو يزرع الخوف في الضباط وفقا لأجندته الخاصة. إنه يشكل الشخصيات التي تقود الشرطة، وللآخرين يظهر لهم أين يجب أن تكمن ولاءاتهم”.
ويضيف الكاتب أن الثقة العامة في الشرطة انحدرت بشكل عام، بحسب استطلاعات الرأي٬ وهبطت الروح المعنوية، واستقال العديد من الضباط من ذوي الرتب المتوسطة والعليا أو هددوا بذلك، وفقا لمقابلات وتقارير إعلامية واتصالات داخلية اطلعت عليها صحيفة فاينانشال تايمز، وشمل ذلك استقالة ستة نواب مفوضين في الشهرين الماضيين فقط.
ومنذ تولي بن غفير مسؤولية الإشراف على شرطة البلاد، اتُهمت بالتراخي في التعامل مع عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، واتباع تكتيكات عدوانية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، والفشل في وقف هجمات اليمين المتطرف على قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة المحاصرة. وفي الوقت نفسه، سعى بن غفير إلى تغيير القواعد الراسخة التي تحكم المكان الأكثر قدسيّة في القدس، وهو المسجد الأقصى، والمعروف لدى اليهود باسم جبل الهيكل٬ وفقا للكاتب.
“أمريكا تحاول منافسة الصين أيديولوجيا”
وننهي جولة الصحافة في صحيفة القدس العربي اللندنية، ومقال رأي للكاتب المصري عمرو حمزاوي بعنوان “كيف يعيد تنافس الولايات المتحدة والصين صياغة النظام الدولي؟”.
يقول الكاتب إن النقاش السياسي الراهن، في العاصمة الأمريكية واشنطن حول مستقبل العلاقات الدولية، يظهر أن الولايات المتحدة ممثلة في نخب الحزبين الديمقراطي والجمهوري والنخب الفكرية والبحثية والإعلامية وجماعات المصالح والضغط والشرائح البيروقراطية العليا في المؤسسات الرسمية تتوافق على كون الصين هي عنوان التحدي الأخطر للهيمنة الأمريكية.
وبينما يعتبر الكاتب أن هذه النخب الأمريكية لم تستقر بعد على سياسات وتكتيكات المواجهة٬ لكنه يرى أنها لن تنتظر تمدد المنازعة الصينية لأمريكا في المجالين العسكري والتكنولوجي٬ حيث تدرك واشنطن أهمية الاعتماد على استمرار التفوق العسكري والتكنولوجي لاحتواء تحدي بكين أو فيما يخص اجتذابهما للحلفاء والأصدقاء على امتداد خريطة العالم.
وبحسب المقال٬ تحاول الولايات المتحدة جاهدة، أن تضيف إلى تفوقها العسكري والتكنولوجي تفوقا أيديولوجيا يروج لأفضلية “النموذج الديمقراطي” الأمريكي على حساب “النموذج الديكتاتوري” الصيني فيما يخص استقرار وتقدم الدول والنمو المستدام للمجتمعات وصون حقوق وحريات المواطنات والمواطنين.
غير أن نخب واشنطن، يقول الكاتب، تتناسى أن ادعاءات الحرب الباردة بكون الديمقراطيات ترفض الغزو والاحتلال صارت فارغ المضمون منذ غزت الولايات المتحدة أفغانستان والعراق، وأن الحكومات الديمقراطية لا تقبل الاعتراف بنتائج الغزو والاحتلال ودون أدنى درجات المصداقية نظرا لازدواجية معايير الأمريكيين خصوصا والغربيين عموما ومواقفهم الصادمة من إسرائيل التي غزت واحتلت وهجرت واستوطنت وأقامت نظاما للفصل العنصري٬ وفقا للكاتب.
ويخلص المقال إلى أن المنازعة الصينية لهيمنة أمريكا تفرض في المستقبل القريب على القوى الكبرى (الدول والكيانات المؤثرة عالميا) والقوى الوسيطة (الدول والكيانات المؤثرة في أقاليم بعينها) الاختيار بين التوجه نحو واشنطن وبين الذهاب إلى بكين من أجل تطوير علاقات تحالف تشمل العناصر الاقتصادية والتجارية والعسكرية والتكنولوجية ومعها التعاون الدبلوماسي والأمني.
وأن بلدان العالم الواقعة بينها وبين بكين لا تقبع فقط في محل المفعول به، بل إنها قد تمتلك من مصادر القوة والأدوات التفاوضية ما قد يمكنها من فرض إرادتها على القوتين العظميين في بعض القضايا والأحيان٬ بحسب المقال.
- “للفوز بالحرب يجب على إسرائيل توسيع اتفاقيات أبراهام”- تايمز أوف إسرائيل
- بي بي سي في كواليس انتخاب السنوار رئيساً لحماس
- كيف تفوقت الصين على الولايات المتحدة دبلوماسيا؟
Comments are closed.