حماس تختار يحيى السنوار رئيساً لها خلفاً لإسماعيل هنية
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رسمياً اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً لإسماعيل هنية.
والسنوار هو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصاراً بـ (مجد).
ويعتقد أنه “العقل المدبر”، إلى جانب محمد الضيف، لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي سياق منفصل، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الثلاثاء، إن حزبه وإيران “ملزمان بالرد” على اسرائيل؛ بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقائد عمليات حزب الله في جنوب لبنان فؤاد شكر.
وفي خطاب ألقاه خلال حفل تأبين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال نصر الله إن “ردنا آت، قوياً مؤثراً فاعلاً أياً تكن العواقب، سواء بشكل منفرد أو مشترك مع محور المقاومة في اليمن وإيران”.
وأوضح نصر الله أن إيران بعد مقتل هنية “تجد نفسها ملزمة بالرد، والعدو ينتظر بتأهب كبير وضياع” هذا الرد.
واعتبر الأمين العام لحزب الله “الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع لهذا الرد جزءاً من العقاب”.
وأضاف في خطابه أن إسرائيل “لم تعد قوية كما كانت وهيبتها وإمكانات دفاعها لم تعد كما كانت”، مشيراً إلى أن حزب الله يمكنه “خلال نصف ساعة أو ساعة تدمير مصانع الكيماويات والتكنولوجيا والأغذية في شمال إسرائيل، التي استغرق العمل على بنائها نحو 34 عاماً”.
- من هو فؤاد شكر الذي قالت إسرائيل إنها قتلته في هجوم على بيروت؟
- كيف تغيّر حزب الله منذ حربه مع إسرائيل عام 2006؟
وقُتل فؤاد شكر مع مستشار إيراني كان برفقته، إضافة إلى خمسة مدنيين في ضربة استهدفت شقة، الثلاثاء الماضي، في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد ساعات، تم إعلان مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، بضربة نُسبت أيضاً إلى إسرائيل.
وإثر مقتلهما، توعدت إيران وحلفاؤها بينهم حزب الله، بالرد على اسرائيل، التي أكدت بدورها استعدادها “هجومياً ودفاعياً”.
وكانت إيران أكدت رغبتها في تجنب “تصعيد التوترات”، لكن مع تمسكها بـ”حقها” في الرد و”ردع” إسرائيل، التي تتهمها منذ أعوام بتنفيذ هجمات على أراضيها.
اختراق جدار الصوت في بيروت
هذا، وقد خرقت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الثلاثاء، جدار الصوت فوق العاصمة اللبنانية مرتين على التوالي خلال دقائق، تزامناً مع بدء الاحتفال التأبيني لفؤاد شكر.
وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض، اخترقت جدار الصوت فوق بيروت قبل الكلمة المرتقبة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وقال شهود عيان إنهم تمكنوا من رؤية الطائرات بالعين المجردة، وشعروا باهتزاز النوافذ. وكان صوت الطائرات هو الأعلى الذي سمع في بيروت منذ سنوات، وهو ما دفع الناس في المدينة إلى الركض بحثاً عن مأوى، قبل خطاب نصر الله.
وتعليقاً على خرق جدار الصوت في لبنان، قال نصر الله في خطابه إن “العدو يلجأ إلى خرق جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية في محاولة استفزازية لأن عقله صغير”، مضيفاً أن “أهم جدار صوت نقوم به هو إطلاق صفارات الإنذار في كيان العدو، بمجرد إرسال المسيرات”.
استهداف مقرات عسكرية في عكا ونهاريا، وإصابات في صفوف الإسرائيليين
وقبيل خطاب نصر الله، أطلق حزب الله اللبناني سرباً من الطائرات الهجومية بدون طيار ضد أهداف عسكرية في شمال إسرائيل، الثلاثاء.
وأصدر حزب الله بياناً قال فيه إنه شن هجوماً بواسطة طائرات مسيرة استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا، شمالي إسرائيل.
وبحسب البيان فإن “المُسيرات الانقضاضية أصابت أهدافها بدقّة وحققت إصابات مؤكدة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن 19 شخصاً، أحدهم في حالة حرجة جداً، أُصيبوا في هجوم طائرات مسيرة أُطلقت من جنوبي لبنان على مدينة نهاريا ومحيطها شمالي إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الإصابات في بلدة “المزرعة” الواقعة بين مدينة عكا ونهاريا وقعت بسبب صاروخ إسرائيلي مضاد “أخطأ هدفه”، بحسب التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش.
وقال رئيس مجلس المزرعة فؤاد عوض لبي بي سي إن “رجلاً في الأربعينات من عمره وهو من سكان المزرعة أصيب و حالته حرجة”، مشيراً إلى أن هويته لا تزال مجهولة، بينما أصيبت سيدة إصابة متوسطة، بالإضافة إلى 5 إصابات طفيفة أخرى لسكان في القرية.
وعلّق عوض بأن “إسرائيل هي المسؤولة عن حماية مواطنيها”، مؤكداً أن الدولة “لا تعمل على ذلك من خلال توفير الملاجئ المتنقلة”.
وقال شاهد عيان على تحطم طائرة مسيرة على طريق في بلدة المزرعة الشمالية إنه “نجا بأعجوبة” من الانفجار لأنه استلقى على الطريق، ما أنقذه من الشظايا المتطايرة التي أصابت عدة أشخاص آخرين، أحدهم في حالة حرجة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فأن حزب الله اللبناني استخدم طائرة بدون طيار جديدة خلال هجومه على مناطق الجليل الغربي، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
وكانت خدمات الإسعاف الإسرائيلي قد أعلنت عن إصابتين في انفجار طائرة مُسيرة بمنطقة الجليل الغربي إحداهما بحالة خطيرة.
ودوت صافرات الإنذار في مدينة عكا ونهاريا ومحيطها شمال إسرائيل خشية تسلل مسيّرات وإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.
وقال مصدر داخل حزب الله لرويترز إن “ذلك لم يكن انتقاماً لقتل قائد حزب الله فؤاد شكر في بيروت الأسبوع الماضي”، والذي تعهد حزب الله بالانتقام له، ما أثار مخاوف من تصعيد كبير قد يتحول إلى حرب شاملة.
وجاء في بيان حزب الله أن العملية في إطار دعم الفلسطينيين في غزة، و”رداً على عملية الاعتداء والاغتيال” في بلدة عبا أمس الاثنين.
- إسرائيل وحزب الله : هل تندلع حرب شاملة بعد هجوم مجدل شمس؟
- هل تختلف ضربة إيران المرتقبة لإسرائيل عن ضربتها السابقة؟
وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ القادمة بسبب الخوف من سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضية. وقال الجيش إن صفارات الإنذار التي انطلقت لاحقا، في الساعة (12:56) ظهرا بالتوقيت المحلي، كانت إنذارات كاذبة.
ونقلت وكالة “تايمز أوف إسرائيل” عن الرجل الذي تحدث لإذاعة كان الإسرائيلية، أنه سمع صفارات الإنذار واستلقى، ثم سمع طائرة بدون طيار تحلق في السماء، ثم كان هناك انفجار كبير “وطارت الشظايا من فوقي”.
وقال الشاهد، الذي يقول إنه من كريات آتا: “نجوتُ فقط لأنني استلقيت، لقد كانت معجزة. لم أر مثل هذا الشيء من قبل”.
ووصف المشهد بأنه “مروع”، مضيفاً أن نظام القبة الحديدية أخطأ الطائرة المُسيرة وسقطت أيضاً شظايا من الصواريخ الاعتراضية في مكان قريب.
وقال شاهد عيان آخر يدعى ماور أمسلّم لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه كان يقود سيارته شمالاً عندما سمع صفارات الإنذار، فتوقف على جانب الطريق ورأى الطائرة المُسيرة على بعد نحو 7 أمتار فوقه تنفجر وتضرب سيارة تسير جنوبا.
وأضاف أمسلّم: “تحطم الزجاج. وسمعت صراخاً لا نهاية له. ورأيت مصابين. لم أر شيئاً كهذا من قبل! ما زلت أرتجف!”.
جاء ذلك بعد أن أكّد الجيش الإسرائيلي استخدام طائرات مقاتلة لضرب ما سماه “الهيكل العسكري” الذي يستخدمه حزب الله في بلدة ميفدون في جنوب لبنان.
ونشرت القوات الإسرائيلية لقطات جوية للهجوم في بلدة ميفدون التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً (19 ميلًا) شمال حدود لبنان الجنوبية، والتي تشهد غارة إسرائيلية لأول مرة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة قُتلوا في الغارة الإسرائيلية، وأفادت التقارير بأن الغارة أصابت منزلاً كان يؤوي عناصر من حزب الله.
- كيف تغيّر حزب الله منذ حربه مع إسرائيل عام 2006؟
- لماذا قتلت إسرائيل أبناء وأحفاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية؟
- “كارثة تفوق الخيال”، مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله
Comments are closed.