مساعٍ دولية لتفادي التصعيد في المنطقة، وواشنطن تعتقد أن هجوماً إيرانياً على إسرائيل قد يبدأ قريباً

جدارية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وإسماعيل هنية الرئيس الراحل للمكتب السياسي لحركة حماس

EPA
جدارية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وإسماعيل هنية الرئيس الراحل للمكتب السياسي لحركة حماس

حضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصالات أجراها، الاثنين، جميع الأطراف في الشرق الأوسط على تجنب “التصعيد”، مع تزايد المخاوف من هجوم إيراني وشيك على اسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين: “من المهم أن يتخذ جميع الأطراف خطوات في الأيام المقبلة في اتجاه الامتناع عن التصعيد وتهدئة التوترات”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان لإيران الحق في الرد، قال ميلر إن الهجوم الإيراني لن يخدم “مصالح الشعب الإيراني أو المنطقة الأوسع”.

وأضاف ميلر أن “الرسالة التي نوجهها باستمرار هي: لا تقوموا بهذه الخطوة. لستم بحاجة إلى ذلك، فهي لا تخدم بشيء إنما تعرض فقط المنطقة بأكملها للخطر”.

كما دعت عدة أطراف دولية، الاثنين، إلى تفادي التصعيد في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، في وقت أكدت إيران حقها بالرد على إسرائيل، التي “تتهمها” بتنفيذ العملية.

وفي وقت سابق، أكدت إسرائيل استعدادها “هجومياً ودفاعياً” في حال شنت إيران هجوما عليها، في حين عززت الولايات المتحدة انتشارها العسكري في المنطقة للدفاع عن إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، وصول قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل لتقييم الوضع الأمني.

في المقابل، وصل المبعوث الروسي وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو إلى العاصمة الإيرانية طهران لإجراء محادثات مع كبار القادة في إيران، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

يأتي ذلك في وقت تتزايد الدعوات إلى الرعايا الأجانب لمغادرة لبنان مع تعديلات في الرحلات الجوية وحركة الطيران من لبنان وإليه وفي اتجاه إسرائيل.

من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد لله الثاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، ضرورة “خفض التصعيد” وإرساء “تهدئة شاملة” في المنطقة كي لا تنزلق إلى “حرب إقليمية”.

وقال العاهل الأردني إن التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإنهاء الكارثة في غزة هو الخطوة الفورية التي يجب تنفيذها لحماية أمن المنطقة ومنع المزيد من الحرب والصراع.

تظاهرة في طهران عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية

Reuters
تظاهرة في طهران عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع أن واشنطن تعتقد أن هجوماً إيرانياً على إسرائيل قد يبدأ خلال ما بين 24 إلى 48 ساعة، بحسب تقارير أكسيوس، نقلا عن مصادر مطلعة على المكالمة.

ويفيد التقرير بأن بلينكن تحدث مع نظرائه وسط جهود الولايات المتحدة لتهدئة التوتر في المنطقة ومنع اندلاع حرب شاملة.

ونظرا لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم الإيراني أمر لا مفر منه بعد اغتيال كبار مسؤولي حزب الله وحماس الأسبوع الماضي، فقد أخبر بلينكن المسؤولين في المكالمة أن “الضغط على طهران للحد من هجومها هو أفضل طريقة لتجنب الحرب الإقليمية”.

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجوم الإيراني المخطط له، لكنها تعتقد أنه قد يبدأ قريبا.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تصريحات أدلى بها من مقر قيادة سلاح الجو، إن على الجيش الاستعداد لكل الاحتمالات، بما في ذلك الانتقال السريع “من الدفاع إلى الهجوم”.

وأمر غالانت، كبار ضباط سلاح الجو، بالاستعداد لما وُصِفَ بـ “أي رد إيراني”، وفقا لاذاعة الجيش الإسرائيلي.

“إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة”

وتقول إيران إنها لا تريد تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، لكنها تعتقد أنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل لمنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

وجاء تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، وسط مخاوف من تصعيد كبير وشيك.

وأشار كنعاني، إلى أن بلاده تحتفظ بحقها “في الدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا على أراضينا، ولا يحق لأحد أن يمنع إيران من حق الرد على من ارتكب انتهاكا ضدها”.

وقال إن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة قائلا: “الكيان الصهيوني الغاصب هو مصدر التصعيد للتوتر في المنطقة ويرفض كل الجهود المبذولة لإرساء الاستقرار فيها”.

وشدد كنعاني على أن ايران تبحث عن الاستقرار في المنطقة، وقال: “هذه القضية تتحقق من خلال معاقبة المعتدي وخلق رادع ضد المغامرات التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب، وعلى المجتمع الدولي دعم معاقبة المعتدي بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة”.

كما أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة،علي باقري كاني، على “ضرورة” رد إيران على إسرائيل على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز في طهران.

وجاء ذلك في اجتماع مع وزير الخارجية الأردني الزائر أيمن الصفدي.

وقال باقري في بيان وزارة الخارجية الإيرانية إن الاغتيال عطل الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وانتهك سلامة أراضي إيران وسيادتها الوطنية، مما يجعل “ضرورة الرد الحاسم على هذه الجريمة” أكثر إلحاحا.

وأضاف باقري لنظيره الأردني “يجب أن تتلقى إسرائيل ردا حاسما وحازما لتدرك أن الوحشية التي تنتهك الأمن تكلف غاليا”.

وأكد أن “دعم” الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية كان “العامل الرئيسي” وراء استمرار وتكثيف تصرفات إسرائيل.

الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم تدن الاغتيال

EPA

لماذا لا ترغب الدول الأوروبية في إدانة الاغتيال؟

وقال علي باقري كني، إن طهران فوجئت بعدم رغبة الدول الأوروبية في إدانة اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في مجلس الأمن الدولي، وذلك في اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فاجون.

وتشغل سلوفينيا حاليا مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024-2025.

وكان الأعضاء الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، قد امتنعوا عن إدانة اغتيال هنية في اجتماع طارئ عقد في نفس اليوم.

وقال باقري للمسؤولة السلوفينية إن طهران “ستمارس بلا شك حقها المشروع” في الدفاع عن أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها، و”خلق الردع” ضد إسرائيل، والسعي إلى الاستقرار والأمن الإقليميين، بحسب بيان وزارة الخارجية الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، أكدت فاجون على “حق إيران في الدفاع عن النفس”، وفقا للبيان، مضيفة أن بلادها تدين “جميع انتهاكات القانون الدولي”، وتأمل في أن تحافظ جميع الأطراف على ضبط النفس والحكمة وتتخذ خطوات نحو الاستقرار الإقليمي.

وقالت إن سلوفينيا مستعدة دائمًا لتسهيل الحوار لمنع التصعيد في الشرق الأوسط.

ويأتي ذلك في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الأسبوع الماضي وقائد كبير في جماعة حزب الله اللبنانية، التي تعهدت بالانتقام لمقتلهما.

وحث عدد متزايد من الدول ــ من بينها الولايات المتحدة والسعودية ــ مواطنيها على مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.

السوداني حث بلينكن على وضع حد لانتهاكات إسرائيل

Reuters

بلينكن يحث العراق على منع التصعيد

وبحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة عبر الهاتف.

وقال السوداني لبلينكن إن “منع التصعيد في المنطقة يتوقف فقط على وقف العدوان على غزة ومنع امتداده إلى لبنان وردع وكبح جماح نتنياهو وحكومته ومنع سلطات الاحتلال الصهيوني من مهاجمة دول المنطقة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

وحث السوداني بلينكن على وضع حد لانتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي وسيادة الدول ومحاولاتها لتمديد الصراع وتوسيع نطاق الأزمات.

وأبرز بلينكن رغبة واشنطن في أن يؤدي العراق دورا في منع التصعيد الإقليمي.

وفي الوقت نفسه، نقل موقع شفق نيوز الخاص عن “مصادر مطلعة” قولها إن بلينكن نقل رسالة شديدة اللهجة إلى السوداني بشأن عزم الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران التصعيد في مواجهة القوات الأمريكية في العراق والمنطقة.

وأكد بلنكين – بحسب الموقع – أن الإدارة الأمريكية مستعدة لفعل أي شيء لحماية قواتها ومصالحها.

وأكد السوداني أنه يعمل جاهدا لمنع أي تصعيد من جانب الميليشيات المناهضة للمصالح الأمريكية.

وأفاد موقع شفق بأن السوداني في المقابل ضمانات أمريكية بعدم شن هجمات جديدة على عناصر الحشد الشعبي والفصائل التابعة له، حتى يتمكن من السيطرة على الهدوء بين الجانبين.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.