روسيا وأوكرانيا: مغنية روسية بارزة تتعرض لحملة تنمر على الإنترنت لمعارضتها الحرب

مانيجا سانغين

Getty Images
احتلت مانيجا المرتبة التاسعة في مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2021

تتعرض المغنية التي مثلت روسيا في مسابقة الأغنية الأوربية (يوروفيجن) لعام 2021 لحملة تنمر عبر الإنترنت، بسبب معارضتها للحرب في أوكرانيا.

كانت مانيجا سانغين من أشد المنتقدين للغزو، ووصفته بأنه “نزاع الإخوة” ويتعارض مع “إرادة” الشعب الروسي.

الآن، تحاول حملة منسقة عبر الإنترنت وضع النجمة في القائمة السوداء في روسيا.

تم إلغاء العديد من حفلاتها هذا الصيف، بعد نشر بيانات المنظمين على وسائل التواصل الاجتماعي، ما مثل تهديدا لسلامتهم.

وقال المتحدث باسم سانغين، سيرغي ياكوفليف، لبي بي سي: “لقد تلقت هي وفريقها والمروجون العديد من التهديدات”.

تتضمن إحدى الرسائل التي تمت مشاركتها على موقع التواصل الاجتماعي، تليغرام، أرقام هواتف وعناوين منظمي مهرجان قلعة ألكساندروفسكايا في سبتمبر/ أيلول، والذي يحتفل بثقافة القوزاق في أوكرانيا وجنوب روسيا.

وحثت الرسالة الناس على “الكتابة والمطالبة بإلغاء عرض مانيجا”، معتبرة أنها “تعارض الجيش الروسي”.

وتضيف: “الأهم من ذلك، كن مؤدبًا وغير مسيء. من المهم أن يكون هناك الكثير من المطالبات، لذا انشر الكلمة”.

وأكد منظمو المهرجان أنهم تعرضوا لوابل من الشكاوى. وقالوا لبي بي سي: “لسوء الحظ، تلقينا بالفعل قدرًا كبيرًا من الرسائل الإلكترونية والمكالمات السلبية، من أشخاص يبدو أنهم غير راضين عن دعم مانيجا للسلام”.

“ومع ذلك، لا نرى أي تناقض في موقف مانيجا، حيث إن السلام شرط مسبق ضروري للاحتفال بالتنوع والتعددية الثقافية، وهو ما يدور حوله مهرجاننا في نهاية المطاف”.

في وقت كتابة هذا التقرير كان المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة “فولنو ديلو” الخيرية، يعتزم إبقاء مانجيا ضمن جدوله. ومع ذلك، قام منظمو مهرجانات أخرى بإسقاطها من جداولهم.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، سحبت مجلة Sobaka.ru قصة غلاف عن النجمة، بينما كانت مدرجة في قائمة غير رسمية لـ “الفنانين المدرجين على القائمة السوداء”، والتي تم تداولها بين شركات الإعلام الروسية في وقت سابق من هذا العام.

مانيجا سانغين

Getty Images
تعهدت المغنية الروسية بمواصلة التسجيل والأداء

المغنية، التي خطيبها نصف أوكراني، تحدثت مرارًا وتكرارًا عن “إحباطها” من الغزو الروسي.

وكتبت على إنستغرام في وقت سابق من هذا العام: “لا أريد شيئًا سوى السلام. يموت الأطفال والنساء والجنود هنا وهناك”.

تستند معارضتها جزئيًا إلى تجارب طفولتها في الفرار من الحرب الأهلية في طاجيكستان. وقالت لشبكة “إن بي آر” الإخبارية الأمريكية: “عندما ترى هذه المآسي من الداخل، يكون موقفك واضحًا تمامًا: أنت لا تريد أن يحدث هذا لأي شخص مرة أخرى أبدًا”.

بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي، أصدرت أغنية بعنوان “الجندي”، كُتبت في الأصل عن الحرب في وطنها، والتي تحتوي على العبارة المتكررة: “أوقفوا الحرب”.

جاء ذلك في الوقت الذي وقع فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قانونًا يمنع الشخصيات العامة من استخدام كلمتي “حرب” أو “غزو”، لوصف ما تسميه روسيا “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا. وتصل عقوبة مخالفة ذلك إلى السجن لمدة 15 عاما.

ونتيجة لذلك، كانت هناك دعوات لأفراد الجمهور لإبلاغ وزارة الشؤون الداخلية الروسية عن سانغين، باعتبارها شخصا “ارتكب أعمالًا تهدف إلى تشويه سمعة القوات المسلحة للاتحاد الروسي”.

كما تم اتهامها بالفرار من روسيا إلى فرنسا في وقت سابق من هذا العام، ووصفها بـ “الخائنة” التي عادت لكسب المال فقط من خلال إقامة حفلات موسيقية.

وأوضحت سانغين أن رحلتها إلى باريس جاءت بعد إصابة شقيقتها، التي تعيش هناك، بجروح خطيرة في حادث.

وقال المتحدث باسم سانغين إنه لا يعرف من يقف وراء الحملات. “قد يكون هؤلاء أشخاص يدعمون الحملة العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أو أولئك الذين يظهرون عدم التسامح تجاه أصل مانيجا القومي (طاجيكستان)”.

في غضون ذلك، تقيم سانغين حفلات موسيقية على الهواء مباشرة (عبر الإنترنت) وتساعد اللاجئين الأوكرانيين من خلال مؤسستها الخيرية “سلسلة”، بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف المتحدث باسمها “بالطبع هناك مخاوف” على سلامتها “لكنها ترغب في الاستمرار في العمل والعيش في روسيا “.

كما أعلنت المغنية عن سلسلة من الحفلات هذا الخريف، أطلق عليها اسم “الجولة غير الملغاة”، ومن المقرر أن تقام عروضها في أرمينيا، جورجيا، كازاخستان، وقيرغيزستان.

أغنية “الشيطان” تعرّض قبرص لضغوط كي تنسحب من “يوروفيجن”

قناة روسية ترفض بث مسابقة يوروفيجن للأغاني

سانغين ليست الفنانة الروسية الوحيدة التي واجهت انتقادات لمعارضتها الحرب.

في مايو/ أيار استجوبت قوات الأمن أسطورة موسيقى الروك، يوري شيفتشوك، بعد إدانته للغزو خلال حفل موسيقي.

قال النجم، وهو المغني الرئيسي في فرقة “دي دي تي” إن “الوطن الأم ليس حمار الرئيس”، وليس على الشعب أن يصفق له طوال الوقت.

وعلى الرغم من إسقاط التهم التي وجهت إليه بنشر “معلومات كاذبة” حول الغزو في نهاية المطاف، فقد علقت فرقة “دي دي تي” خطط حفلاتها الموسيقية المستقبلية.

واحتلت سانغين المركز التاسع في مسابقة الأغنية الأوروبية في عام 2021، بأغنية Russian Woman أو المرأة الروسية.

تم منع روسيا من المشاركة في مسابقة هذا العام، حيث فازت فرقة “كالوش أوركسترا” الأوكرانية بالمسابقة.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.