قمة طهران الثلاثية: بوتين يبحث عن حلفاء لمقاومة الضغط الغربي – التلغراف

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر مؤتمرا صحفيا مشتركا في 19 يوليو/ تموز 2022 في طهران، إيران

Getty Images

تناولت الصحف البريطانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران وتأثيراتها الدولية لا سيما على الصراع في سوريا، بالإضافة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران

البداية مع صحيفة التلغراف التي تطرقت في تقرير إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، وهي الرحلة الخارجية الثانية له منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي حمل توقيع كون كوفلين المحرر التنفيذي للشؤون الدفاعية إن “الرئيس الروسي، المعزول دوليا بسبب حربه غير المبررة على أوكرانيا، يحتاج إلى حلفاء سعداء بمزيد من الصراع”.

وأضاف كوفلين “أدى هجوم بوتين غير المبرر على جارة روسيا الجنوبية إلى عزلة على الساحة الدولية، في حين تضرر الاقتصاد الروسي من تأثير العقوبات الغربية القاسية”.

ورأى أنه “قد تم الكشف عن المدى الحقيقي للصعوبات المالية التي تواجهها موسكو الشهر الماضي، عندما تخلفت روسيا عن سداد ديونها السيادية الخارجية لأول مرة منذ الثورة البلشفية”.

وأضاف كوفلين “انعكست عزلة موسكو الدولية في الدعم الضئيل الذي اجتذبته في تصويت الأمم المتحدة في مارس/ آذار لإدانة الغزو الأوكراني. ولم تنضم إلى روسيا سوى أربعة أنظمة استبدادية أخرى هي كوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وبيلاروسيا”.

وأوضح أنه “لذلك بوتين في حاجة ماسة إلى حلفاء جدد. ولا شك أن هذا هو الهدف الأساسي من زيارته إلى طهران”.

وأضاف الكاتب: “لكن الغرض الحقيقي من قمة طهران هو استكشاف ما إذا كان من الممكن لهذه القوى المتنافسة أن تضع خلافاتها جانبا وتتحد في القضية المشتركة المتمثلة في مقاومة الضغط الغربي”.

ورأى أنه “بصرف النظر عن الحفاظ على الحملة العسكرية الروسية للاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية، فإن الهدف الرئيسي الآخر لبوتين هو كسب الدعم لجهوده للتهرب من تأثير العقوبات الغربية”.

وأضافت التلغراف “كثيرا ما ندد الزعيم الروسي بالعقوبات ووصفها بأنها إعلان حرب اقتصادية من قبل الغرب وهو يبحث يائسا عن طرق للالتفاف على الإجراءات”.

وذكّرت بأنن “إيران – التي لديها سنوات عديدة من الخبرة في التهرب من العقوبات الغربية – عرضت بالفعل مساعدة روسيا على بيع نفطها في الأسواق الدولية باستخدام النظام المصرفي والمالي السري الذي وضعته طهران بالفعل للتهرب من العقوبات الغربية”.

وأضاف التقرير “في الآونة الأخيرة، كانت هناك مؤشرات على تعاون عسكري أوثق بين طهران وموسكو، حيث أفاد مسؤولون أمريكيون بأن إيران عرضت تزويد روسيا بمئات الطائرات من دون طيار لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا”.

ورأى أنه “في المقابل، ستسعى إيران للحصول على دعم روسي لأنشطتها في سوريا، حيث يعزز الحرس الثوري الإيراني وجوده العسكري لتهديد أمن إسرائيل”.

وقال “ستكون محاولة ضم تركيا إلى الركب تحديا أكثر أهمية للزعيم الروسي، لأسباب ليس أقلها أن أردوغان لعب دورا رئيسيا في مساعدة القوات الأوكرانية على مقاومة المحاولات الروسية لغزو بلادها”.

وأضاف “كان للطائرة بدون طيار بيرقدار تي بي 2 التركية الصنع تأثير مدمر على ساحة المعركة، حيث أدت قنابلها خفيفة الوزن الموجهة بالليزر إلى تدمير القوات الروسية”.

هل تصبح سوريا صراعاً من الماضي؟

بعد هجوم صاروخي نفذه حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في محيط مستشفى الباب في شمال سوريا

Getty Images

وفي سياق متصل، كتب مارتن تشولوف مراسل صحيفة الغارديان في الشرق الأوسط مقالا تحليليا، حول مستقبل الصراع في سوريا في ضوء المتغيرات الدولية الراهنة.

ورأى الكاتب أنه “بينما تستمر الجهود الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، فإن سوريا تخاطر بأن تصبح راسخة كصراع من الماضي”.

وقال “لقد لعب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أدوارا قيادية في بؤس سوريا لأكثر من عقد من الزمان، وكانوا مصممين على جني الفوائد من الفوضى المتبقية”.

وأضاف “بينما كانت روسيا تتقدم وتقيم منطقة حظر جوي وتمنع المتمردين في الشمال، كانت إيران مشغولة بتعزيز وجودها في بلد كان حليفا استراتيجيا لفترة طويلة، وأصبح بحلول ذلك الوقت فرصة كبيرة لطموحاتها الخاصة في مواجهة إسرائيل”.

وقال “على مدى معظم العقد الماضي، استخدمت إيران وكلاءها لمحاربة جماعات المعارضة والجهاديين، مع تأمين النفوذ في الوزارات الرئيسية والوصول إلى جميع أنحاء البلاد”.

وأضاف تشولوف “كان لدى طهران وموسكو نفس الطموحات في بداية القتال – لمنع دمشق من السقوط. ومع ذلك، لديهم تصاميم مختلفة جدا حول نوع البلد الذي يجب أن يخرج من تحت الأنقاض”.

وأضاف على مستوى الموقف التركي إن “تهديدات أردوغان العدوانية بشن توغل ثان في سوريا، لدرء حزب العمال الكردستاني وحلفائه عن الحدود، قوبلت بتوبيخ شديد من خامنئي قبل بدء قمة الثلاثاء”.

وقال “تمسكت طهران بموقفها القائل بأن الأسد هو المحاور الوحيد الصالح لسوريا وادعت أن المحادثات بشأن الشمال الشرقي الذي يقوده الأكراد يجب أن تشمل دمشق”.

وذكّر الكاتب بأنه “في الأسبوع الماضي استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لتقليص الإطار الزمني لإمدادات المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى مناطق المعارضة من عام إلى ستة أشهر”.

وقال “جاء التصويت في أعقاب ضغوط شديدة لإنهاء تسليم المساعدات تماما – وهي خطوة تخشى جماعات الإغاثة أن تصبح حتمية مع ترسيخ سوريا كمكان للصراع الدائم، في حين تستمر الجهود الدبلوماسية العالمية المرهقة في التعامل مع أوكرانيا”.

وأضاف أنه “كما كان الحال على مدى السنوات الخمس الماضية على الأقل، يجري الحديث عن مستقبل سوريا دون وجود الأسد، الذي يذكر بوتين بانتظام بأنه لا يبقى في قصره الرئاسي إلا بسبب دعمه”.

وقال “ما الذي ينتظر سوريا الآن لا يزال سؤالا محيرا كما كان دائما. وقبل القمة، قدم أردوغان استعداده لمنع انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي إذا لم يحصل على ما يريده في سوريا. ولا مصلحة لإيران أيضا في إضعاف وجودها في بلد يحمل المفتاح لإسقاطات سياستها الخارجية”.

وختم قائلاً: “قد ينسى الكثيرون سوريا، لكنها تظل محركا قويا للأحداث العالمية”.

انعدام الثقة في إيران

في وسط طهران خلال تجمع لإحياء الذكرى يوم القدس العالمي

Getty Images

والختام مع صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت تقريراً لمراسلتها في طهران نجمة بزرجمهر بعنوان “الهجمات الإسرائيلية تغذي انعدام الثقة والخوف في إيران”.

وقالت إن “اغتيال قائد عسكري في طهران زاد من المخاوف من احتمال اندلاع حرب الظل”.

وأوضحت أنه “في عرض نادر للتضامن الشعبي، وقف وزير الاستخبارات الإيراني ورئيس مخابرات الحرس الثوري هذا الشهر لالتقاط صورة، متعهدين بالعمل معا لتعزيز الأمن – الذي يفهم على نطاق واسع على أنه يعني مكافحة العمليات الإسرائيلية في الدولة الإسلامية”.

وأضافت أن “قرار الحد من التنافس بينهما يتحدث عن القلق على أعلى المستويات في المؤسسة الإيرانية وكذلك في الشارع الإيراني بشأن تصاعد الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، بما في ذلك اغتيال قائد في مايو/ أيار على عتبة داره في وسط طهران”.

وقالت إن “مدى التسلل الإسرائيلي إلى المؤسسة الإيرانية أصبح واضحا، كما يقول المحللون”.

ونقلت عن أحد المحللين المحافظين قوله “التسلل هو قضية خطيرة للغاية، والتي يحتاج النظام إلى التفكير في حل لها”.

وأشارت بزرجمهر إلى أنه “كانت هناك أيضاً تقارير عن هجمات إلكترونية إيرانية في إسرائيل”.

وقالت إنه “يشتبه في أن هجوما إلكترونيا إيرانيا كان وراء تنبيهات صفارات الإنذار الكاذبة في القدس الغربية وإيلات الشهر الماضي، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية”.

وأضافت أن “الإيرانيين اخترقوا العديد من مواقع حجز السفر الإسرائيلية الشهيرة، وتمكنوا من الحصول على معلومات شخصية لأكثر من 300 ألف إسرائيلي، وفقاً لتقارير إسرائيلية”.

وقالت “يحذر المسؤولون الإيرانيون من أنهم لن يسعوا إلى تصعيد التوترات”.

ونقلت عن أحد المطلعين عن النظام الإيراني قوله “تبقى سياسة إيران هي العمل مع قواتها الوكيلة ولن نبدأ أي هجمات ضد إسرائيل إذا لم تهاجم إسرائيل لبنان [حزب الله هو القوة الرئيسية الوكيلة لإيران]”.

وأضاف “ليس من الحكمة بالنسبة لنا أن نقاتل إسرائيل. والصهاينة أيضا يظهرون أسنانا للهجوم لكن أسنانهم ليست حادة بما يكفي للذهاب إلى حد ضرب إيران”.

وكان محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، قد أشار الشهر الماضي إلى “العمليات النفسية” للعدو التي تخلق تصورا بتورط إسرائيل في هجمات “لم ينفذوها”. وتعلق الكاتبة قائلةً “يعني ذلك ضمنا أن الولايات المتحدة ربما كانت وراء هذه الهجمات”.

ونقلت عن محللين قولهم “علاوة على تطوير الصواريخ والطائرات من دون طيار والزوارق السريعة، تحتاج إيران إلى الاستعداد لهذه الحرب النفسية والاستخباراتية”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.