روسيا وأوكرانيا: على الغرب أن يكون واقعيا بشأن الحرب – الإندبندنت

عمل فني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصوره كأنه سوبرمان على جدار أحد المتاجر، في 15 مايو/ أيار 2022 في بريستول، إنجلترا.

Getty Images

نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الإندبندنت، حيث كتبت ميري ديجيفسكي مقالاً بعنوان “حان الوقت لنكون واقعيين بشأن الحرب في أوكرانيا”.

واعتبرت الكاتبة أن “أي قرار سينطلق من الحقائق على الأرض كما هي، وليس كما كنا نتمنى أن تكون كذلك”.

وأشار المقال إلى تراجع حضور أوكرانيا في التغطية الإعلامية بدءا من سقوط مدينة ماريوبول في 17-18 مايو/ أيار.

وأوضحت الكاتبة أن العملية التي توسطت لأجلها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي لإجلاء بعض الأشخاص، وصفت بأنها “إخلاء” فيما وصفها الروس بأنها “استسلام”.

وقالت إن “كلمة استسلام جرى تجنبها إلى حد كبير في معظم التقارير باللغة الإنجليزية”.

وقالت إنه يتعين على الغرب “ألا يتغاضى عن الواقع”، مؤكدةً أنه “من الناحية الرمزية والعملية، كانت هذه نكسة كبيرة لأوكرانيا”.

وأوضحت أنه “في غضون أسبوع منذ ذلك الحين، أصبح من الصعب القول إن أوكرانيا تفوز”.

وأضافت أنه “في 19 مايو/ أيار، في تغيير لافت للنظر في النغمة، قال زيلينسكي إن نهر دونباس يتم تدميره وأنه يوجد ‘جحيم هناك'”.

ومضت قائلةً “بعد ثلاثة أيام، قال إن أوكرانيا يمكن أن تخسر ما يصل إلى مئة مقاتل في اليوم”.

ولفتت إلى أن أوكرانيا كانت “تقدم تحديثات منتظمة للخسائر الروسية، لكنها لم تقل الكثير عن خسائرها”.

وقالت ديجيفسكي إن “ما سمعناه خلال الأسبوع الماضي هو بعيد كل البعد عن الحديث الأخير عن إمكانية فوز أوكرانيا بانتصار تام، واستعادة جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. إنه بعيد كل البعد عن تصريح وزير الدفاع الأمريكي بأن الولايات المتحدة تريد أن ترى روسيا ضعيفة إلى الحد الذي لا يمكنها فيه شن أي عملية مماثلة في المستقبل”.

وأضافت أنه “حان الوقت كي تتوقف النسخ الغربية من الحرب عن تلطيف ميزان المصالح أو التقليل من النكسات بالنسبة لأوكرانيا. أي قرار سينطلق من الحقائق على الأرض كما هي وليس كما كنا نتمنى أن تكون. كما أنه لا يمكن اعتبار أن أوكرانيا ستستعيد أراضيها في ساحة المعركة”.

وأشارت إلى أن “زيلينسكي قدّم فكرة عن خسائر أوكرانيا الأخيرة والخسائر التي قد تتعرض لها في دونباس. لكن حجم الضرر الذي لحق بأوكرانيا يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير”.

وقالت إنه وفقاً لبعض التقديرات، دمر 30 في المئة من البنية التحتية الأوكرانية. وهناك توقعات بأن الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا قد ينكمش بنسبة 30-45 في المئة في عام 2022.

وأضافت أنه “وفقاً لوزير المالية، سيرهي مارشينكو، كلفت الحرب حتى الآن أوكرانيا 70 في المئة من عائداتها المتوقعة وتواجه عجزاً قدره 5 مليارات دولار شهرياً”.

“جسد يهاجم نفسه”

شباب بالغون ينظرون إلى نصب تذكاري في مدرسة روب الابتدائية بعد إطلاق نار جماعي في 26 مايو/ أيار 2022 في أوفالدي، تكساس.

Getty Images

وننتقل إلى صحيفة الغارديان التي نشرت مقال رأي لماييف هيغينز حول إطلاق النار الجماعي الذي شهدته مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس الأمريكية.

واعتبرت الكاتبة أن “أمريكا اليوم هي بمثابة جسد يهاجم من الداخل… لقد أصبح النظام الذي استخدمناه في السابق لحماية أنفسنا خارج عن السيطرة، والآن يهاجمنا”.

وأشارت إلى أنه “قبل الهجوم على مدرسة روب الابتدائية في تكساس وقتل 19 طفلاً وشخصين راشدين، شهدت الولايات المتحدة قبل أقل أسبوعين مقتل عشرة أشخاص في إطلاق نار جماعي آخر داخل متجر في نيويورك”.

وقالت “إننا في جميع أنحاء البلاد، نستمع إلى صرخات الأقارب في ذهول. إن حزنهم ورعبنا الجماعي يثقل كاهل عقولنا وقلوبنا”.

وأضافت أنه “في المتوسط يُقتل ما يقرب من 53 شخصاً يومياً بمسدس في الولايات المتحدة. وبحسب البيانات التي جمعتها بي بي سي من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، هناك 45222 شخصاً في أمريكا ماتوا من إصابات متعلقة بالبنادق في عام 2020، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه بيانات كاملة. وكان أكثر من نصف هذه الوفيات حالات انتحار، أما 43٪ من الوفيات – تصل إلى 19384 شخصا – فكانت جرائم قتل”.

وأشارت هيغينز إلى أنه في سنوات الوباء، ارتفعت مبيعات الأسلحة.

وقالت الكاتبة إنه “يوجد بنادق هنا أكثر مما هو عليه الحال في معظم البلدان المماثلة؛ من السهل نسبياً الحصول على الأسلحة بشكل قانوني وغير قانوني. وتشير الأدلة إلى فشل شبه كامل في منع الأشخاص الخطرين من شراء الأسلحة واستخدامها لقتل وإيذاء الآخرين وأنفسهم”.

وأضافت “كجسد لا تزال الأمة الأمريكية شابة نسبياً، عمرها قرنين فقط الآن. يحتوي هذا الجسم على العديد من الأجزاء المكسورة، وهي سهولة الوصول إلى الأسلحة الفتاكة والذكورية السامة والعنصرية… والأيديولوجيات المشوهة المبنية حول الحق الدستوري في حمل السلاح”.

وختمت بالقول “بدلاً من معالجة هذه الأجزاء المكسورة، نستمر في العمل وفي نقل هذه الأجزاء التالفة معنا. لا توجد ألغاز هنا. لدينا إجابات على الأسئلة المتعلقة بكيفية السماح بحدوث ذلك ولماذا سيستمر حدوثه. السؤال الآن هو كيف نعيش في جسد يهاجم نفسه؟”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.