إيلون ماسك: هل تقف مخاوف حقيقية وراء إعلان الملياردير الأمريكي “تعليق” عملية استحواذه على تويتر
قال إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، إنه سيعلق مؤقتا استحواذه المقترح على موقع تويتر.
ونشر ماسك تغريدة قال فيها إنه لا يزال ينتظر تفاصيل تفيد بأن الحسابات المزيفة على المنصة لا تشكل أكثر من خمسة في المئة.
وقال ماسك في وقت لاحق أنه “لا يزال ملتزما بالاستحواذ”، لكن تعليقاته أثارت الشكوك في وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض سعر سهم تويتر.
وانخفضت أسهم تويتر بنسبة 10 في المئة في التعاملات الصباحية في نيويورك. وكان سعر السهم قد انحدر عن مستوى 54.4 دولارا حتى قبل تعليقات ماسك، ما يشير إلى أن الأسواق ليست على قناعة أنه سيكمل عملية الشراء.
ويرى بعض المحللين أن ماسك قد يسعى إلى إعادة التفاوض على سعر الاستحواذ على تويتر أو أنه قد يصرف النظر عن الأمر برمته.
وخلال الشهر الماضي، وافق مجلس إدارة تويتر على عرض بقيمة 44 مليار دولار من رئيس شركة تسلا للاستحواذ على الشركة.
- إيلون ماسك: لماذا كان الملياردير حريصاً على شراء المنصة الاجتماعية؟
- إيلون ماسك يكشف عن ستة أسرار للنجاح من أغنى رجل في العالم
“من سيرك إلى فيلم رعب”
وقال المحلل التكنولوجي في شركة الاستثمار ويدبوش للأوراق المالية، دان آيفز، إن تغريدة ماسك “ستحول موضوع صفقة الاستحواذ الذي كان حتى الآن أشبه بسيرك إلى فيلم رعب” .
وأضاف أن الكثيرين قد ينظرون إلى تسليط ماسك الضوء على عدد حسابات البريد العشوائي على الموقع كحجة “للانسحاب من الصفقة في سوق يتغير بصورة كبيرة”.
وقال “إن طبيعة ماسك التي تخلق الكثير من عدم اليقين من تغريدة أمر مثير للقلق بالنسبة للأسواق … والآن لا توجد إجابات محددة بشأن مسار هذه الصفقة “.
وبموجب شروط الصفقة، في حالة انسحاب تويتر أو ماسك، فإن الطرف المنسحب يجب أن يدفع للطرف الآخر رسوم إلغاء تعاقد قيمتها مليار دولار.
وكان ماسك قد دعا أكثر من مرة إلى “هزيمة روبوتات البريد المتطفل العشوائي” على تويتر، قائلا إن الأمر يشكل واحدا من أولوياته بعد إتمام صفقة الاستحواذ.
ولطالما واجه تويتر مشكلة مع الحسابات الآلية المزيفة التي يكثر استخدامها لنشر المحتوى.
وكان تويتر قد قال منذ أكثر من أسبوعين أن الحسابات المزيفة تمثل أقل من 5 في المئة من المستخدمين النشطين يوميا على الموقع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وحذرت الشركة حينها من أن تقديرها “للحسابات الخاطئة أو غير المرغوب فيها قد لا يمثل بدقة العدد الفعلي لهذه الحسابات”، مضيفة أن العدد الفعلي “قد يكون أعلى من التقديرات”.
مخاوف حقيقية؟
وقالت المحللة في “هارجريفز لانسدون”، سوزانا ستريتر إن عدد حسابات البريد العشوائي على الخدمة يعد أمرا هاما، حيث أن وجود عدد أعلى من التقديرات لهذا النوع من الحسابات يمكن أن يضر بالقدرة على زيادة إيرادات الإعلانات أو الاشتراكات المدفوعة.لكنها أكدت أنه من غير الممكن التأكد من مدى صدق ماسك في مخاوفه. وأضافت: “ستكون هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الحسابات المزيفة هي السبب الحقيقي وراء تكتيك المماطلة هذا، بالنظر إلى أنه يبدو أن الترويج لحرية التعبير بدلاً من التركيز على تكوين الثروة هو ما شكل الدافع الأساسي وراء صفقة الاستحواذ لدى ماسك”.
ويشغل ماسك أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وقد استخدم قدرا كبيرا من أسهمه في شركة صناعة السيارات الكهربائية للمساعدة في تمويل عملية الاستحواذ على تويتر.
وباع ماسك ما قيمته 8.5 مليار دولار من الأسهم في تسلا وخطط لاقتراض 12.5 مليار دولار بضمان أسهمه، ولكنه قلص قيمة القرض 6.5 مليار دولار.
وانخفض سعر سهم تسلا بشكل حاد منذ أن كشف ماسك عن رغبته في شراء تويتر بسبب مخاوف من أنه قد يضطر إلى بيع المزيد من الأسهم.
ولكن بعد أن غرد ماسك أن الصفقة معلقة مؤقتًا قفز سعر سهم تسلا بنسبة 6.7٪ في تداول ما قبل السوق.
تحليل لزوي كلاينمان – محررة التكنولوجيا
تطور آخر في قصة محاولة إيلون ماسك امتلاك تويتر .
يقول الملياردير الأمريكي إن إحدى أولوياته كانت “تنظيف” المنصة والتخلص من حسابات الروبوتات والبريد العشوائي.
ولا يتطلب الأمر إلا تمضية بعض الوقت على تويتر للعثور على أدلة على وجود كليهما.
وقال تويتر إن أقل من 5 في المئة من المستخدمين النشطين مزيفون.
فهل هذا يعني أن تويتر لا يمثل جوهرة تحتاج إلى أن يتم صقلها لتظهر قيمتها الحقيقة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يجعله ذلك أقل قيمة؟
بالطبع من الممكن أيضا أن يكون تردد ماسك ناجمًا عن الطريقة التي يعتزم بها تمويل الصفقة، فقد اضطر بالفعل إلى بيع بعض أسهمه القيّمة في تسلا لجمع الأموال، وكان لذلك تأثير على شركة السيارات أيضًا.
يجب على ماسك التفكير مليا في الأمر.
وجاء إعلان ماسك الأخير بعد وقت وجيز من تأكيد تويتر أن اثنين من مديريها سيرحلان في واحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة منذ توصل ماسك لاتفاق للاستحواذ على الشركة.
وكان المديران التنفيذيان يقودان عمليات الاستهلاك والعائدات في تويتر.
وبدءا من هذا الأسبوع، أوقفت الشركة أيضا معظم عمليات التوظيف، باستثناء “الأدوار المهمة في العمل”.
وقال متحدث باسم تويتر لبي بي سي: “إننا نلغي التكاليف غير المتعلقة بالعمالة للتأكد من أننا نتحلى بالمسؤولية والكفاءة”.
ونشر كل من كايفون بيكبور، الذي كان يقود قسم الاستهلاك في تويتر، وبروس فلاك، الذي كان يشرف على قسم الإيرادات، تغريدات على موقع تويتر يوم الخميس قالا فيها إن الرحيل لم يكن قرارهما.
وقال بيكور إنه الآن في إجازة أبوة، وشعر بخيبة أمل بعد أن طلب منه باراغ، الذي “يريد أن يأخذ الفريق في اتجاه مختلف”، الرحيل.
ونشر فالك تغريدة قال فيها: “سأوضح أنني طُردت أنا أيضا من قبل (باراغ)”. لكن يبدو أن فالك قد حذف التغريدة في وقت لاحق. وتقول سيرته الذاتية على موقع تويتر الآن إنه “عاطل عن العمل”.
وسيصبح جاي سوليفان، الذي كان يقود قسم الاستهلاك خلال إجازة بيكبور، رئيسا دائما للقسم. كما سيشرف على قسم الإيرادات حتى يتم تعيين مدير جديد.
Comments are closed.