روسيا التي أعاد بوتين صياغتها وفق رؤيته
تمكنت روسيا، أكبر الدول مساحة، من أن تستعيد دورها كقوة عالمية يحسب لها حساب بعد عقد من الفوضى السياسية والاقتصادية في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.
ومكنت عوائد الموارد الطبيعية التي تزخر بها روسيا، وأهمها النفط والغاز، البلاد من التغلب على الانهيار الاقتصادي الذي واجهته في عام 1998، ولكن انهيار أسعار النفط في عام 2014 وضع حدا للرخاء الذي استمر عدة سنوات.
ولا تزال شركة غازبروم المملوكة للدولة تزود القارة الأوروبية بنسبة كبيرة من احتياجاتها من الغاز.
وعزز الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، الذي يهيمن على الحياة السياسة الروسية منذ عام 2000، قبضته على مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام وترافق ذلك مؤخراً مع تصاعد حدة المشاعر القومية وزيادة معاداة الغرب.
ونتيجة لذلك باشر بعملية غزو عسكري واسع لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 في محاولة لتعزيز هيمنة روسيا على الدول المجاورة لها.
معلومات أساسية
القيادة
الرئيس: فلاديمير بوتين
أصبح فلاديمير بوتين الشخصية السياسية المهيمنة في روسيا منذ انتخابه رئيسا في عام 2000، فقد تولى الرئاسة لفترتين أعقبها باربع سنوات كرئيس للوزراء قبل أن يتولى الرئاسة ثانية عام 2012 ويعاد انتخابه في عام 2018.
ومنذ إعادة انتخاب بوتين في انتخابات صورية عمدت السلطات الروسية إلى تشديد سيطرتها على وسائل الاعلام وأسكتت كل حركة معارضة في مهدها.
كما تبني بوتين نهجا قومياً واضحا وأحيا ذكريات القوة التي كانت تتمتع بها البلاد إبان الحقبة السوفيتية من أجل حشد التأييد الداخلي.
ويقدم بوتين نفسه بوصفه زعيما قويا أنقذ روسيا من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها في تسعينيات القرن الماضي ودافع عن مصالح روسيا الأساسية خصوصا في مواجهة الغرب حسب منظوره.
ولكن معارضيه يقولون إنه قوّض مؤسسات الدولة وأوقف تطورها الديمقراطي ورسخ هيمنة نخبة صغيرة وثرية على البلاد.
الاعلام
وتهيمن على الفضاء التلفزيوني في روسيا قنوات إما تدار من قبل الدولة مباشرة أو تملكها شركات لها صلات قوية بالكرملين.
فالحكومة تسيطر على القناة التلفزيونية الأولى وقناة روسيا الأولى، وهما اثنتان من القنوات الوطنية الكبرى الثلاث، بينما تملك شركة غازبروم الحكومية العملاقة التي يديرها أحد المقربين من بوتين قناة أن تي في.
ويعد التلفزيون مصدر الأخبار الرئيسي لمعظم الروس، وهناك قطاع نام للتلفزيون مدفوع الأجر.
ورغم أن الفضاء الرقمي أقل عرضة للرقابة الصارمة في روسيا لكن الحكومة وسعت دائرة الرقابة على هذا الفضاء مؤخراً بهدف الحد من نفوذ وقوة عمالقة الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك.
محطات مهمة في تاريخ روسيا
1547 : أمير موسكو إيفان الرابع (الملقب بايفان الرهيب) أول حاكم يحمل لقب قيصر روسيا.
من 1689 الى 1725 : القيصر بطرس الكبير يعتمد إصلاحات واسعة النطاق.
من 1798 الى 1815 : روسيا تشارك في تحالفات أوروبية ضد فرنسا بقيادة نابوليون، وتدحر الغزو النابوليوني في عام 1812 وتسهم في الإطاحة به.
من 1853 الى 1857: تفشل روسيا في محاولتها احتلال أراض تابعة للدولة العثمانية المتهاوية، وتتعرض للهزيمة في حرب القرم.
من 1904 الى 1905 : التوسع الروسي في منشوريا الصينية يؤدي إلى اندلاع حرب مع اليابان ويؤدي أيضا إلى اندلاع ثورة عام 1905 التي أجبرت القيصر نيكولا الثاني على سن دستور وتأسيس برلمان أطلق عليه اسم الدوما.
1914 : التنافس الروسي النمساوي في البلقان يسهم في اندلاع الحرب العالمية الأولى التي حاربت فيها روسيا إلى جانب بريطانيا وفرنسا ضد ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية.
1917 : القيصر نيكولا الثاني يتنازل عن العرش، والبلاشفة الشيوعيون بقيادة لينين يطيحون بالحكومة المؤقتة ويستولون على الحكم.
من 1918 الى 1922 : حرب أهلية بين الجيش الأحمر الشيوعي وقوات روسيا البيضاء المعادية للشيوعيين.
1922 : الشيوعيون يؤسسون الاتحاد السوفييتي على أنقاض الامبراطورية الروسية.
1941 : الغزو الألماني النازي للاتحاد السوفيتي. السوفيت يقاومون المحتلين ويطردونهم ويسقط أكثر من 20 مليون قتيل.
1945: انتصار الحلفاء على المانيا النازية والذي أسهم الاتحاد السوفييتي فيه مساهمة كبرى، تعقبه هيمنة الاتحاد السوفييتي على أوروبا الشرقية والوسطى ومنطقة البلقان وبدء الحرب الباردة مع الغرب.
1953 : وفاة الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين تؤدي إلى تخفيف بعض القيود القمعية، ولكن هيمنة الحزب الشيوعي تستمر.
1991 : روسيا تستقل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. تشكيل رابطة الدول المستقلة مع أوكرانيا وروسيا البيضاء، وهو اتحاد تنضم إليه في نهاية المطاف معظم الجمهوريات السوفيتية السابقة.
2000: استقالة الرئيس بوريس يلتسين ورئيس الوزراء بوتين يتولى منصب الرئيس الذي يدشن مرحلة التحول عن النهج الديمقراطي والتعاون مع الغرب وينتهج سياسات قومية وسلطوية.
2014 : روسيا تحتل شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
2015: التدخل العسكري الروسي في سوريا دعما لحكم الأسد مما رجح الكفة لصالح الأسد.
2022: تغزو روسيا أوكرانيا ويرد الغرب بفرض عقوبات صارمة عليها وتنشب أزمة بين روسيا والغرب غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة.
Comments are closed.