هل تنهي استقالة قرداحي الأزمة بين لبنان والسعودية؟

هل تنهي استقالة قرداحي الأزمة بين لبنان والسعودية؟

Getty Images
هل تنهي استقالة قرداحي الأزمة بين لبنان والسعودية؟

قدم وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الجمعة 3 من ديسمبر/كانون الأول، استقالته من الحكومة على إثر أزمة دبلوماسية بين لبنان وعدة دول خليجية، سببها حديث سابق له قبل تعيينه في منصبه الرسمي.

وقال قرداحي إنه تعرض لحملة “مسعورة تضمنت الكثير من التحامل والتجني والتطاول” عليه وعلى أسرته.

وأضاف قرداحي أنه بسبب هذه الحملة “باشرت السعودية ودول التعاون الخليجي وعلى الفور إجراءات مقاطعة دبلوماسية واقتصادية وتجارية بحق لبنان وطالبت باستقالتي من الحكومة”.

وأشار قرداحي إلى أن هذه الحملات تسببت في حالة من القلق لدى اللبنانيين في دول الخليج الذين خافوا على أعمالهم ومصالحهم وإقاماتهم.

وتساءل قرداحي مستنكرا عن كيفية تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قاله بحسن نية.

وأوضح قرداحي أنه رفض الاستقالة في بداية الأزمة ليقول إن “لبنان أولا لا يستحق هذه المعاملة” وثانيا إنه “ولو كان لبنان يمر بصعوبات كبيرة في هذه الأيام ولو كان يبدو لأشقائه بأنه دولة ضعيفة، إلا أن في لبنان شعبا له كرامته وعزة نفسه واستقلاله وحريته وسيادته”.

وبخصوص توقيت الاستقالة، أوضح قرداحي أنه فهم من رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أن الفرنسيين يريدون استقالة له تسبق زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض وتساعد ربما على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان ومستقبل العلاقات.

واشار قرداحي إلى أنه لا يقبل أن يستخدم كسبب لأذية لبنان واللبنانيين في السعودية ودول الخليج.

“خلفية الأزمة”

أثارت تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقبل، جورج قرداحي، قبل تعيينه في منصبه الوزاري حول حرب اليمن غضبا سعوديا كبيرا واستدعاء سفراء لبنان في عدة دول خليجية للتعبير عن الاحتجاج. وتجاوزت السعودية والبحرين والكويت خطوة الاحتجاج إلى استدعاء سفرائهم في بيروت والطلب من السفير اللبناني والقائم بالأعمال المغادرة، وكذلك أوقفت السعودية كل الواردات اللبنانية إليها.

وتعود تصريحات قرداحي إلى لقاء له مع برنامج “برلمان شعب” الذي يبث على إحدى منصات قناة الجزيرة الرقمية.

وسُجلت الحلقة مع قرداحي بصفته إعلامي لبناني، في 5 أغسطس/آب 2021، أي قبل تسميته في منصبه الوزاري بنحو شهر. إلا أن الحلقة بثت في تاريخ 25 من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد تولي قرداحي منصبه الوزاري.

وتقوم فكرة برنامج “برلمان شعب” على محاكاة البرلمانات الشعبية واستضافة أحد الشخصيات البارزة ومساءلته في عدة قضايا من قبل مجموعة شباب ينحدرون من دول عربية مختلفة للتعبير عن قضايا وهموم المنطقة العربية.

وفي رده على سؤال حول الحوثيين في البرنامج، رأى قرداحي أن “الحوثي يدافع عن نفسه في وجه اعتداء خارجي”. وأضاف أن “الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.

ورفض قرداحي المساواة بين الأضرار التي تنال السعودية من المسيرات التي يرسلها الحوثيون والأضرار التي تلحق باليمنيين الذين “يُقصفون في منازلهم وفي بيوتهم وفي قراهم وفي ساحاتهم وفي جنازاتهم وفي أفراحهم”.

ونأت الحكومة اللبنانية بنفسها عن تصريحات قرداحي. وقالت إن التصريحات لا تمثل لبنان الرسمي بأي شكل من الأشكال وإنها سبقت تعينه في المنصب الرسمي.

كما أكد قرداحي نفسه، عقب بث المقابلة، أنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، وأنه يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.

وتسببت تصريحات قرداحي في انقسام لبناني داخلي بين من رأى أنه يجب على الوزير الاستقالة تغليبا لمصلحة لبنان ومن رأى أن استقالة قرداحي ستعتبر تعديا صارخا على سيادة لبنان واستقلاله.

“أزمة لبنان الداخلية ودور فرنسا في تقريب وجهات النظر”

ويعتمد تشكيل الحكومة اللبنانية على الكثير من التوازنات السياسية والطائفة، ويُخشى أن تتسبب استقالة قرداحي في أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات السياسية والاقتصادية المتراكمة التي يعيشها لبنان.

ومما يصب في هذه الاتجاه ما أعلنه زعيم تيار المرده، سليمان فرنجيه، من أنه لن يسمي وزيرا جديدا بعد استقالة الوزير قرداحي.

وكان تيار المرده هو من سمى قرداحي لمنصب وزير الإعلام.

ومن جانبه، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن “استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية”.

كما توجه ميقاتي بالشكر إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على جهوده في حل الأزمة بين لبنان والسعودية.

وأجرى ماكرون جولة في عدة دولة خليجية اختتمها بلقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي نجح في تقريب وجهات النظر بين الرياض وبيروت. إذ جرى اتصال هاتفي ثلاثي، السبت 4 من ديسمبر/كانون الأول، جمع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أبدى “التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل ما من شأنه تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ورفض كل ما من شأنه الإساءة إلى أمنها واستقرارها”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إنه “تم الاتفاق بين الدول الثلاث على العمل المشترك لدعم الإصلاحات الشاملة الضرورية في لبنان”. كما تم “التأكيد على حرص المملكة العربية السعودية وفرنسا على أمن لبنان واستقراره”.

ويعيش لبنان أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية، في ظل انخفاض كبير في قيمة العملة الوطنية وارتفاع نسب البطالة ونقص في إمدادات الوقود والكهرباء.

برأيكم،

  • هل تنهي استقالة قرداحي الأزمة بين السعودية ولبنان؟
  • هل تساعد الاستقالة حكومة ميقاتي أم تزيد من متاعبها؟
  • هل أثرت استقالة قرداحي في صورة لبنان واستقلالية قراره؟
  • كيف ترون الدور الفرنسي في تقريب وجهات النظر وحلحلة الأزمة؟
  • وهل أراد الفرنسيون استقالة قرداحي قبل زيارة ماكرون إلى الرياض، كما أشار الوزير المستقيل؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 6 من ديسمبر/كانون الأول.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.