الليرة التركية: بعد يوم من “استقالة” وزير المالية، محافظ المصرف المركزي يتوقع “انخفاض معدل التضخم”

الدولار مقابل الليرة التركية

Reuters

لمّح محافظ المصرف المركزي التركي شهاب كافجي أوغلو، الخميس، إلى وجود احتمال ضئيل لخفضٍ آخر في معدل الفائدة خلال الشهر الجاري.

وقال المحافظ إن المصرف المركزي يتوقع انخفاضًا كبيرا في معدل التضخم مع نهاية العام المقبل، وأن يعود إلى المستوى المستهدف وهو خمسة في المئة، بعدما قفز إلى 20 في المئة مؤخرا.

واضطر المصرف المركزي التركي إلى التدخل للحدّ من انهيار الليرة التي فقدت في شهر واحد 27 في المئة من قيمتها أمام الدولار.

وسحب المصرف الأربعاء قيمة غير معروفة من احتياطي الدولار لدعم الليرة، وسط تخوفات من اضمحلال احتياطي البلاد من العملة الصعبة.

وعيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليل الأربعاء نور الدين النبطي وزيرًا جديدا للخزانة والمالية، خلفاً للوزير المستقيل لطفي ألوان، الذي تنحّى بعد سنة واحدة من توليه المنصب.

وأقال أردوغان منذ منتصف 2019 ثلاثة محافظين للمصرف المركزي، بعدما عارضوا رؤيته في خفض معدل الفائدة.

ويوافق النبطي أردوغان في رؤيته الخاصة بجدوى خفْض معدل الفائدة في تحفيز النمو الاقتصادي عبر زيادة الإنتاج والصادرات، وهي رؤية تُناقض نظريات السياسة النقدية التقليدية.

وكان النبطي قد امتدح الأسبوع الماضي سياسة أردوغان النقدية قائلاً إن تركيا كانت تنشد قبل سنوات تنفيذ سياسة خفض معدلات الفائدة لكنها كانت تواجه معارضة قوية.

ضرب القدرة الشرائية

منذ سبتمبر/أيلول، أجرى المصرف المركزي التركي ثلاث عمليات تخفيض لمعدل الفائدة بحوالي 400 نقطة أساس ليصل إلى 15 في المئة الشهر الماضي.

ويؤثر ارتفاع معدل التضخم، مصحوبًا بتدنّي قيمة الليرة التركية أمام الدولار سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل ارتفاع قيمة الواردات التي تعتمد عليها تركيا بشكل كبير، خصوصًا في مجال الطاقة والمواد الأولية.

ومنذ مطلع 2021، فقدت الليرة التركية أكثر من 40 في المئة من قيمتها مقابل الدولار. وفي المقابل، سجّل الاقتصاد التركي نموًا بنسبة 7.4 في المئة خلال الفترة نفسها.

لطفي ألوان

Getty Images
لطفى ألوان

استقالة متوقعة

جاءت استقالة لطفي ألوان موافِقة لتوقعات المراقبين، في ظلّ رفْضه سياسة أردوغان النقدية الخاصة بخفض معدل الفائدة، حتى لو على حساب القدرة الشرائية لليرة.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية: “لا يمكنني أن أتفق مع (أصدقائنا) المدافعين عن معدل الفائدة”.

ويرى البعض في ألوان آخر شخصية بارزة في الحزب الحاكم، ممن يرون ضرورةً في الالتزام بتشديد السياسة النقدية في ظل انهيار العملة.

وكان ألوان قد عُيّن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 خَلفاً لـ براءت البيرق، صِهر أردوغان الذي استقال فجأة، وقبل البيرق، كان الرئيس التركي قد أقال مراد أويصال من ذات المنصب.

من هو نور الدين النبطي؟

ولد نور الدين النبطي عام 1964 في مدينة شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا.

وتقول مصادر رسمية تركية، إن النبطي درس العلاقات الدولية والعلوم السياسية والإدارة العامة، وعمل مدرساً في عدد من الجامعات.

واتجه النبطي للعمل السياسي، وانتُخب عضوًا في البرلمان في عدد من الدورات التشريعية، كما انتُخب عضوًا في المجلس المركزي لحزب العدالة والتنمية.

وشغل النبطي منصب رئيس الشؤون المالية والإدارية في مقر حزب العدالة والتنمية. وعمل النبطي نائباَ لوزير المالية السابق لطفي ألوان حتى تاريخ استقالة الأخير

أردوغان

Getty Images

ما سبب الأزمة؟

يعاني الاقتصاد التركي اضطرابات شديدة، مع ارتفاع حاد في معدلات التضخم يقابله انهيار متسارع في قيمة العملة الوطنية.

وفي أزمة مشابهة عام 2018، سحب المصرف المركزي، بحسب المعارضة، 128 مليار دولار من احتياطي الدولار لدعم الليرة.

ويواجه أردوغان انتقادات تتعلّق بادعاءات حول ممارسة ضغوط سياسية على المصرف المركزي الذي يُفترض أنه جهة تتمتع باستقلالية كاملة، في اتخاذ قرارات السياسة النقدية ووضع السياسات المالية والاقتصادية للبلاد.

ويردّ الرئيس التركي على تلك المزاعم، مؤكدًا أن المصرف المركزي التركي سوف يقرر سياسته بشكل مستقل.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.