الجزائر والمغرب: هل يذهب البلدان إلى مواجهة عسكرية؟

الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994

Getty Images
الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994

اتهمت الرئاسة الجزائر، الأربعاء 3 من نوفمبر/تشرين الثاني، المغرب بالمسؤولية عن مقتل ثلاثة مواطنين جزائريين، في خطوة من شأنها زيادة حدة التوتر بين البلدين.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان: “تم اغتيال ثلاثة (3) رعايا جزائريين، بشكل جبان في قصف همجي لشاحناتهم، أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة”.

وأضاف بيان الرئاسة أن عدة عناصر تشير إلى ضلوع المغرب في هذا الهجوم.

وتعهدت الجزائر بالرد على مقتل مواطنيها، مضيفة أن “اغتيالهم لن يمر دون عقاب”.

ونفى الجيش الموريتاني، في بيان، وقوع أي هجوم على أراضيه.

ولم يصدر رد رسمي من المغرب، إلا أن وسائل إعلام محلية نقلت عن مصدر مسؤول – لم تسمه – نفي الاتهامات الجزائرية.

وأكد المصدر ذاته أن المغرب “لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”.

وأضاف المصدر: “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

ويأتي التصعيد الأخير ضمن توتر متصاعد بين البلدين الجارين.

“علاقات متوترة وأزمات متلاحقة”

وجاء الحادث بعد أيام من قرار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأحد 31 من أكتوبر/تشرين الأول، عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب.

وأرجع بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية عدم التجديد إلى ما أسماها “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس/ آب 2021، على خلفية اتهام الجزائر للرباط بالقيام بـ “أعمال عدائية”.

كما منعت الجزائر الطائرات العسكرية والمدنية المغربية من استخدام مجالها الجوي.

كذلك اتهمت الجزائر المغرب بدعم جماعات تقف وراء حرائق هائلة شهدت عدة ولايات جزائرية خلال فترة الصيف.

وعرض المغرب على الجزائر، في حينها، المساعدة في جهود إخماد الحرائق. إلا أن الجزائر رفضت العرض المغربي.

ويتهم المغرب النظام الجزائري بخلق مشكلات متتالية لا أساس لها.

“قضية الصحراء الغربية”

وتعد مسألة الصحراء الغربية إحدى أهم قضايا الخلاف المغربي الجزائري.

وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية. في المقابل، يرى المغرب الصحراء جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود بسبب قضية الصحراء.

وفي خطوة رأتها الجزائر تصعيدية من جانب المغرب، قدم الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في يوليو/ تموز 2021، ورقة إلى أعضاء مجموعة عدم الانحياز يدعوهم لدعم ما وصفه بـ “تقرير المصير للشعب القبائلي”، واصفا منطقة القبائل بأنها “خاضعة للاستعمار الجزائري”.

وجاءت الخطوة المغربية بعد إعلان الجزائر البدء في إجراءات ترسيم الحدود مع جبهة البوليساريو. وتعترف الجزائر بجبهة البوليساريو دولة مستقلة.

ووقع المغرب اتفاقا مع الولايات المتحدة، في ديسمبر/كانون الأول 2020، تعترف بموجبه واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

ودخلت إسرائيل على خط الأزمة بين المغرب وإسرائيل. إذ هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الجزائر أثناء زيارته إلى المغرب، في أغسطس/آب 2021، قائلا إن الجزائر باتت “أكثر قربا من إيران”، وإنها “تشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب”.

“هل من حل لقضية الصحراء الغربية؟”

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من مساحة الصحراء الغربية، منحه المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادتها.

في المقابل، تطالب جبهة البوليساريو، التي تحظى بدعم الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.

وطرحت الرباط عام 2007 خطة تمنح بموجبها منطقة الصحراء الغربية قدرا كبيرا من الحكم الذاتي ولكن مع الاحتفاظ برموز السيادة المغربية كالعلم والنشيد الوطني والعملة المغربية.

وتتبنى الدولة المغربية الحكم الذاتي كأقصى ما يمكن أن تقدمه كحل للنزاع على المنطقة.

ونجحت الأمم المتحدة في دفع المغرب وجبهة البوليساريو إلى توقيع وقف لإطلاق النار عام 1991 حافظ على سلام هش في المنطقة المتنازع.

ولا تزال الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994.

برأيكم،

  • هل تتجه الجزائر والمغرب إلى مواجهة عسكرية؟
  • من يتحمل مسؤولية التصعيد بين البلدين؟
  • هل تعد قضية الصحراء الغربية قلب الخلاف بين الجزائر والمغرب؟
  • لماذا تصر الجزائر على دعم جبهة البوليساريو؟
  • ولماذا لا يوافق المغرب على استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.