العنف ضد المرأة: كيف اغتصب و قتل شرطي بريطاني شابة خطفها من وسط لندن؟

صدر الحكم بالسجن مدى الحياة على واين كوزينز، ضابط الشرطة البريطاني، لإدانته بخطف واغتصاب، وقتل ساره إيفرارد، في القضية، التي أثارت الغضب والمطالبات، بتعزيز حماية المرأة في بريطانياز

واعترف كوزينز، في المحكمة، بالجرائم التي ارتكبها، بحق سارة التي كانت في عامها الثالث والثلاثين وكانت تعمل مديرة للتسويق.

لكن تفاصيل الجرائم التي ارتكبها كوزينز لم يعلمها أحد حتى اللحظة التي صدر فيها الحكم عليه في المحكمة.

خمس نساء حول العالم يروين تجاربهن الشخصية مع الإجهاض

اكتئاب ما بعد الولادة .. قاتل صامت في العالم العربي

وكانت سارة تسير بعد التاسعة مساء في منطقة كلابام، جنوبي لندن، قبل نحو 6 أشهر، عندما تعرضت للاختطاف.

وكان اختيار كوزينز لضحيته عشوائيا لكنه كان يخطط لارتكاب الجريمة، بغض النظر عن هوية الضحية، وهو الأمر الذي أكدته المحكمة.

وقال قاضي المحكمة، إن “ضابط الشرطة خطط طويلا لارتكاب هجومه الجنسي، العنيف، بحق ضحية لم يكن قد اختارها بعد”.

وسافر كوزينز من المنطقة التي يسكنها، إلى المنطقة التي ارتكب فيها جريمته، ليدرس، كيفية التصرف، وتنفيذ الجريمة.

وقبل الجريمة بعدة أيام استأجر كوزينز سيارة، وهي التي استخدمها في ارتكاب جريمة الخطف، واشترى أدوات أخرى مثل الشريط اللاصق، الذي يباع على موقع أمازون، كمثبت للسجاد.

وبعدما أنهى كوزينز نوبة عمله فيحراسة السفارة الأمريكية في لندن، حيث يعمل ضمن طاقم حراسة البرلمانيين والديبلوماسيين، والتي تستمر 12 ساعة، خرج ليصطاد فريسة، فتاة شابة وحيدة، يختطفها ويغتصبها، حسب ما جاء في عريضة الاتهام.

واستمعت المحكمة لتفاصيل، منها استخدام كوزينز مهاراته، وخبراته، التي اكتسبها من عملة في دوريات مكافحة فيروس كورونا، وبطاقته الشرطية، لخداع الضحية، وإيهامها بأنه يعتقلها لخرق قيود مكافحة وباء كورونا.

وقام الشرطي البالغ من العمر، 48 عاما، والذي يعمل شرطيا منذ عام 2002، بوضع القيود في يدي الضحية، قبل أن يدخلها السيارة ويقودها.

وشاهد شخصان من المارة ما جرى لكنهما ظنا، أنها عملية اعتقال قانونية، بواسطة شرطي متنكر، لذلك لم يتدخلا، ولم تستغرق العملية كلها سوى أقل من 5 دقائق.

وسافر كوزينز بالسيارة نحو ميناء دوفر الجنوبي، وهناك بدل سيارته، ونقل الضحية إلى منطقة نائية قريبة، حيث اغتصبها، وقتلها خنقا باستخدام حزامه، الذي تسلمه ضمن زيه الشرطي.

بعدها بقليل شوهد كوزينز في محطة وقود، حيث ابتاع بعض المشروبات، وبعدها عاد لموقع الجريمة، مرتين، ولم يغادر إلا قبيل الصبح.

وفي اليوم التالي مع تكثيف البحث عن سارة، اشترى كوزينز بعض الوقود، واستخدمه لحرق الجثة، كما اشترى كيسين كبيرين يستخدمان عادة لتعبئة الحطام، واستخدمهما في وضع بقايا الجثة وألقاهما في إحدى القنوات المائية.

وبعد أسبوع عثر على بقايا جثة سارة، في القناة المائية على بعد أمتار قليلة، من قطعة أرض يمتلكها كوزينز.

في الوقت نفسه، عاد كوزينز لممارسة حياته الطبيعية، حتى أنه اصطحب زوجته، وطفليه في رحلة، إلى منطقة الغابات التي أحرق فيها جثة سارة.

لكنه اعتذر عن العمل في أول أيام عودته من الراحة متعللا بمرضه، وفي اليوم التالي تم القبض عليه، من منزله.

عندها كذب كوزينز على المحققين، وقال إنه كان في خلاف مع عصابة من أوروبا الشرقية، بعدما فشل في دفع المال لفتاة ليل، وإنهم طالبوه “بإحضار فتاة” لهم وإنه قاد السيارة وفيها سارة، خارج لندن وسلمها لثلاثة رجال في سيارة، دون أن يمسها أذى.

لكن العثور على جثة سارة، قرب أرضه، دفع الادعاء إلى توجيه الاتهام إليه، بقتلها.

بعد ذلك، تم فصله من العمل، لكن الشرطة لازالت تواجه مساءلات، عما إذا كانت قصرت في منع سلوكه العدواني.

وأعلنت الرقابة على الشرطة أنها تحقق في اتهامات بالفشل، من جانب الشرطة، في التحقيق في حادثين، سابقين، تضمنا إشارات مسيئة بالجسد، تورط فيهما كوزينز.

كما تحقق لجنة السلوك الشرطي، في إخفاق الشرطة في محاسبة كوزينز في حادث قام خلاله بكشف أعضائه التناسلية بشكل خاطف عام 2015.

وأقر كوزينز بالجرم، أمام المحكمة عبر مقابلة بالفيديو، لكنه حضر بنفسه أمام المحكمة في جلسة استمرت يومين، لسماع الحكم الصادر بحقه.

وهناك كان بين الحضور والدا سارة، وشقيقتها، وشرحوا للمحكمة كيف تغيرت حياتهم، بعد فقدانها، في هذه الظروف.

أما والد سارة، فطالب كوزينز بالنظر إلى عينيه ليخبره أنه لن يسامحه أبدا، على سلب حياة ابنته.

والدتها قالت إنها تحطمت تماما بعد فقدان ابنتها، وبسبب الطريقة التي ضاعت بها “فتاتها الصغيرة الرائعة”.

وقالت “عندما أنظر إلى تسلسل الأحداث، أتساءل متى شعرت بأنها في خطر قاتل”.

وأضافت “إحراق الجثة، كان الخطوة الأخيرة في إهانتها، وكان يعني أننا لن نتمكن أبدا من رؤيتها مرة أخرى، ولا مطالعة وجهها، ولن يتسنى لنا أن نودعها”.

واختتمت أقوالها أمام المحكمة بالقول “لن تعود حياتنا أبدا إلى ما كانت عليه، لقد كنا عائلة من 5 أفراد، والآن نحن 4 فقط، وقد ترك موتها، صدعا كبيرا في حياتنا لا يمكن رأبه أبدا”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.