قناة السويس: هل تتأثر عائدات مصر من القناة بسبب الحادث الأخير؟

سمحت إدارة هيئة قناة السويس لعدد من السفن بالمرور عبر المجرى الملاحي القديم للقناة، بينما تستمر جهود سحب وتعويم السفينة التي جنحت صباح الثلاثاء وأدت إلى تكدس السفن في شمال وجنوب القناة.

وفشلت الحفارات وسفن القطر في تخليص السفينة، التي يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً، من بين جانبي المجرى الجديد لقناة السويس حتى مساء الأربعاء رغم مرور أكثر من 30 ساعة على جنوحها.

وكان سوء الأحوال الجوية المصحوب بعاصفة ترابية قد أدى إلى فقدان التحكم في السفينة البالغة حمولتها 223 ألف طن وجنوحها، بحسب بيان لهيئة قناة السويس.

وجنحت السفينة عند الكيلو متر 151 خلال عبورها ضمن قافلة الجنوب في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام في هولندا.

وقال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، إن هناك ثماني قاطرات تعمل على إعادة تعويم السفينة “إيفرغرين”، مضيفاً أن قوات الإنقاذ فرغت مياه الاتزان من السفينة للمساعدة في تعويمها.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن الهيئة ستعمل بأقصى جهد بعد تعويم السفينة لتعويض فترات الانتظار للسفن الأخرى التي تسبب جنوح السفينة البنمية في تعطيلها.

وبنيت هذه السفينة عام 2018، وتديرها شركة النقل إيفر غرين للنقل البحري.

تعويم السفينة يحتاج وقتاً

يرى خبير النقل البحري، حمدي برغوت، إن محاولات تعويم السفية قد تمتد إلى 48 ساعة لتعود السفينة مرة أخرى للحركة.

وعن ملابسات الحادث، يشير خبير النقل البحري إلى أن تهدئة سرعة مرور السفينة مع سوء الأحوال الجوية لم يكن ممكناً لأن هناك سفناً أخرى في الأمام والخلف، ويتحرك الجميع وفق مسار زمني وفي المساحة الوقتية الآمنة.

ويؤكد برغوت لبي بي سي أن أرباح القناة لن تتأثر كثيراً بعد تعطل أحد مجرييها، لأن حركة التجارة العالمية بطيئة في هذه الأوقات بسبب تداعيات وباء كورونا.

كيف ستتأثر قناة السويس بالحادثة؟

لم يكن المجرى الملاحي المتعطل موجوداً قبل 2015، حين افتتحته الحكومة المصرية بطول 35 كيلو متراً، حيث كانت السفن تمر في اتجاهين في مجرى واحد.

وقناة السويس التي افتتحت عام 1869 تختزل 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وبلغت عوائدها لمصر العام الماضي 5.61 مليار دولار.

ويبلغ طول قناة السويس حوالي 193 كم وتضم ثلاث بحيرات طبيعية على طول المجرى الملاحي.

ومع تراجع حركة التجارة العالمية، بسبب وباء كورونا، لجأت بعض سفن الشحن إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، بدلا من استخدام قناة السويس، للحد من التكلفة المادية، رغم طول الوقت المستغرق في الرحلة.

وتوفر قناة السويس، وهي ممر مائي اصطناعي يربط البحر الأحمر بالمتوسط، ما يتراوح بين خمسة إلى 15 يوما في المتوسط، من وقت الرحلة عبر الطرق الأخرى.

أما طريق “رأس الرجاء الصالح” فهو طريق بحري، يربط بين آسيا وأفريقيا عبر الدوران حول أفريقيا، وكانت تمر به السفن التجارية المتوجهة من وإلى آسيا، قبل حفر ممر قناة السويس.

ويخشى كثيرون من أن تؤثر الحادثة على قرارات السفن العالمية بشأن استخدام مجرى قناة السويس، لكن خبراء يرون أنها حادثة نادرة لن تترك آثاراً طويلة المدى.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.