هل تسعى إيران لـ “فرض” أجندتها على إدارة جو بايدن أم أنها “تمتحن” قدرته؟ – صحف عربية

بايدن يوقع أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي

Reuters

ناقش معلقون في صحف عربية مستقبلَ العلاقات الأمريكية الإيرانية، بعد تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

وحذر كتاب من أن إيران “تمتحن” بايدن في مستهل فترته الرئاسية، بينما دعا آخرون الرئيسَ الأمريكي إلى مراجعة الاتفاقية النووية التي أبرمتها واشنطن مع طهران.

“قنبلة موقوتة”

كتب محمد أبو رزق في صحيفة الخليج أونلاين اللندنية: “مع الأيام الأولى لوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، بدأت تظهر ملامح جديدة في تعامله مع إيران، وذلك عبر عودة قاذفات بي52 للتحليق من جديد فوق أجواء الخليج”.

ورأى الكاتب أن عودة القاذفات الأمريكية العملاقة إلى الخليج تحمل “رسائل صارمة ورادعة من إدارة بايدن إلى إيران، في حالة أقدمت على أي خطوة تمس الولايات المتحدة أو حلفاءها في المنطقة، إضافة إلى وجود تأكيد من الإدارة الجديدة أن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع طهران”.

ووصفت دعاء العبادي في صحيفة الدستور الأردنية الاتفاق النووي مع إيران بـ”القنبلة الموقوتة”، التي يجب أن تسارع إدارة بايدن إلى التعامل معها بأسرع وقت، مشيرة إلى أن “الاتفاق أو الاختلاف بشأنها مع إيران سيدفع الأمور باتجاهات حاسمة، في كلّ من العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين لأنها أصبحت مناطق محتشدة بخلايا سرطانية إيرانية صامتة”.

وأشارت الكاتبة إلى أن “طهران بدأت تمتحن صلابة الرئيس بايدن، ومعرفة إن كان سيقف وقفة سلفه الرئيس دونالد ترامب في وجه النظام الإيراني”.

وتساءلت الكاتبة: “ماذا ستفعل إدارة بايدن في وجه عدوانية نظام إيران!! فإن قامت أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية سيعتبر تنازلا منها… وإنْ حدث وتراجعت واشنطن عن عقوباتها ضد إيران فلن يبقى حينها في يد بايدن ما يساوم عليه لتعديل الاتفاق، كما وعد!! فكيف سيطبق تصوره الجديد دون استخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية؟!”

وبالمثل، قال عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن الاتفاق النووي “قنبلة مشتعل فتيلها”، وتساءل: “هل الرئيس بايدن سيقف بالصلابة نفسها التي وقف بها سلفه الرئيس دونالد ترامب في وجه النظام الإيراني؟ من الواضح أنَّ طهران بدأت تمتحنه فقط بعد أسبوعين من دخوله البيت الأبيض بهجماتها على السفارة الأمريكية في بغداد وفي السعودية أيضا. وستكرر إيران استفزازاتها له ولدول المنطقة، لتعرف حدود الصبر وردود الفعل”.

“مرحلة جديدة من العلاقات”

من جانبه، أشار السيد زهرة في أخبار الخليج البحرينية إلى أن إدارة بايدن بدأت “تستكشف الطريق نحو مرحلة جديدة من العلاقات مع إيران، ونحو ما يمكن لها أن تفعله”، مشيرا إلى أن “الذي يهمنا في كل هذا هو الموقف العربي”.

وأضاف الكاتب أن هناك “واقعا جديدا سيتشكل في المنطقة مع المفاوضات الأمريكية الإيرانية المرتقبة، وما يمكن أن تنتهي إليه سواء حدث هذا قريبا أو بعد عام أو أكثر”.

الرئيس الإيراني حسن روحاني

EPA
رأي معلقون أن إيران تميل للعودة إلى إحياء الاتفاق النووي في ظلّ شروط معيّنة

وأعرب الكاتب عن تفاؤله من “إعلان إدارة بايدن أنها ستتشاور مع الحلفاء العرب وتأخذ مواقفهم بعين الاعتبار” واصفا ذلك بـ”فرصة مواتية كي يكون للعرب تأثير وكلمة في هذا الواقع الجديد”.

ودعا الكاتبُ العربَ إلى اتخاذ “موقف موحد أصلا تجاه إيران وتجاه المفاوضات. ولا بد أن يكون للعرب تصور واضح محدد لما يريدون بالضبط وما يطالبون به”.

في سياقٍ متصل، أشار محمد خلفان الصوافي في صحيفة العرب اللندنية إلى أنه “قد يكون الوقت مبكرا في الحكم على نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة، ومعرفة ملامح سياستها الخارجية على الأقل إلى حين مرور 100 يوم من دخول بايدن البيت الأبيض. كما أنه من المبكر أيضا الحكم على مدى تفهم النظام الإيراني للمتغيرات السياسية الجديدة، رغم كل الشكوك في إصلاح نهجه، ولكن يبقى الرهان دائما على العقلاء في النظام الإيراني ممن يبحثون عن مصالح شعبهم”.

إلا أنه حذر من أنه “ليس شرطا أن تأتي إدارة أمريكية جديدة، أو أن يصل الديمقراطيون للحكم أو حتى الجمهوريون كي تتغير الاستراتيجية الأميركية كليا لمنطقين اثنين على الأقل. المنطق الأول: أن الاستراتيجية الأمريكية لا يضعها شخص حتى لو كان هذا الشخص الرئيس نفسه… المنطق الثاني: أن هناك متغيرات سياسية على المستوى الداخلي والخارجي الأمريكي، وهي تحدد اتجاه سياسة الرئيس، وبالتالي فإننا نستبعد وبدرجة كبيرة مسألة تكرار سيناريو إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في المنطقة أو إيران تحديدا”.

من جهة أخرى، أشار خير الله خير الله في صحيفة الرأي الكويتية إلى أن “أجواء التصعيد تسود في المنطقة، خصوصا أن إيران على عجلة من أمرها في فرض أجندتها على إدارة جو بايدن، التي تميل للعودة إلى إحياء الاتفاق في شأن ملفّها النووي الموقّع في العام 2015 في ظلّ شروط معيّنة”.

ورأى الكاتب أن “إيران غير مستعدة لقبول مثل هذه الشروط، وتعتقد أن على الإدارة الأمريكية التزام الاتفاق ورفع كلّ العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب”.

ولم يبدِ الكاتب تفاؤلا حيال الموقف الإيراني، إذ قال: “من مصلحة المنطقة والاستقرار فيها حصول تراجع إيراني، وعودة طهران إلى لغة العقل والتعقّل”.

ويقول: “يبدأ ذلك بإبداء استعدادها لإعادة النظر في سلوكها خارج حدودها وفي برنامج الصواريخ الذي تطورّه. هل هذا ممكن؟ الجواب لا كبيرة”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.