دونالد ترامب في خطاب الوداع: أنجزنا ما أتينا من أجله
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطاب الوداع قبل ترك منصبه، قائلاً: “لقد أنجزنا ما أتينا من أجله، وأكثر من ذلك بكثير”.
وقال في فيديو نشر بموقع يوتيوب، قال ترامب إنه خاض “أقسى المعارك، وأصعب الصراعات…لأن هذا ما انتخبتوني لأجله”.
وحتى الآن، لم يتقبل ترامب بشكل كامل خسارته في الانتخابات وفوز الديمقراطي جو بايدن الذي يؤدي القسم رئيساً للولايات المتحدة الأربعاء.
وسيطرت تداعيات اقتحام الكابيتول – مقر البرلمان (الكونغرس) – على آخر أسبوعين من ولاية ترامب، بعد اقتحام أنصاره المبنى في محاولة لقلب نتائج الانتخابات.
وقال ترامب في رسالته، التي لم يذكر خلالها اسم خليفته جو بايدن، إن: “العنف السياسي هجوم على كلّ ما نعتز به كأمريكيين. ولا يمكن التسامح معه أبداً”.
ماذا جاء في كلمة ترامب؟
صوّت أعضاء مجلس النواب لصالح مساءلة ترامب بتهمة “التحريض على العصيان”، وسيواجه محاكمة أمام مجلس الشيوخ بعد ترك منصبه. وفي حال إدانته، قد يمنع من الترشّح لأي منصب رسمي في المستقبل.
وبهذا يكون ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتعرّض للمساءلة مرتين. وقد صوّت أغلب أعضاء حزبه الجمهوري لصالح تبرئته خلال المساءلة الأولى.
وطغت أحداث العنف السياسي على واقع استمرار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، مع وفاة أكثر من 400 ألف أمريكي وتسجيل أكثر من 24 مليون حالة إصابة.
وقال ترامب في رسالته إن إدارته بنت “أكبر اقتصاد في تاريخ العالم”.
وشهدت أسواق الأسهم الأمريكية تعافيا من أزمة وباء كورونا، إذ ارتفع مؤشر ناسداك 42 في المئة في 2020 وإس اند بي 15 في المئة.
لكن الجوانب الأخرى من الاقتصاد الأمريكي تواجه صعوبات. فقد خفضت شركات عدد الوظائف في ديسمبر/ كانون الأول، لتنتهي سلسلة من المكاسب في مجال توفير فرص العمل. وتراجعت مبيعات التجزئة في الأشهر القليلة الماضية، بينما زادت طلبات معونات البطالة.
وقال ترامب: “أجندتنا لم تكن متعلقة باليمين أو اليسار، ولم تكن متعلقة بجمهوري أو ديمقراطي، بل كانت متعلقة بصالح الأمة، وهذا يعني الأمة بأكملها”.
ويغادر ترامب منصبه بنسبة تأييد تبلغ 34 في المئة، وهو مستوى منخفض غير مسبوق لرئيس انتهت ولايته.
تحليل بقلم أنطوني زوركر، مراسل شؤون أمريكا الشمالية
في خطابه المسجّل البالغ مدته 20 دقيقة، قال ترامب إن إدارته فعلت ما أتت لفعله وأكثر.
يمكن للمرء مناقشة أهمية إنجازاته، وما إذا كانت ترقى إلى كونها إنجازات جوهرية، من إعادة بناء 640 كيلومترا من جدار حدودي، وخفض الضرائب، وإلغاء قواعد تنظيمية، وتعيين قضاة، وحروب تجارية، واتفاقيات دبلوماسية متواضعة في الشرق الأوسط.
لكن على الأقل، هناك أساس مؤكد لتباهيه. فقد خاض ترامب انتخابات الرئاسة في عام 2016 لقلب أوضاع النظام السياسي القائم. حينها، خاض حملته كشخص لا ينتمي للمجال، يعبر عن أصوات من فقدوا الثقة بالمؤسسة، وشعروا أن النظام لم يعد يعمل من أجلهم.
ولقد قال في خطابه الوداعي “خضت أقسى المعارك، وأصعب الصراعات والخيارات…لأن هذا ما انتخبتوني لأجله”.
الاضطرابات ومشاعر الاستياء التي حملها ترامب إلى البيت الأبيض بلغت ذروتها عند مبنى الكابيتول منذ أسبوعين، في ما خلّف حطاماً – بالمعنى الحرفي والمجازي – يستغرق إزالته وقتاً وجهداً.
بعد أربع سنوات من تحطيم الأعراف والتقاليد، بقلب المتوقع من الرئاسة رأساً على عقب، يترك ترامب نظام الحكم الأمريكي وقد تغير جذرياً، بشكل ربما لا رجعة فيه.
هذا، على الأقل، كان وعدا تحقّق.
Comments are closed.