ما هي كيو أنون ومن أين جاءت وما علاقتها بترامب؟
كان من الأشخاص الذين شاركوا في اقتحام مبنى مجلس الشيوخ في السادس من شهر يناير/ كانون الثاني انصار جماعة كيو أنون التي تروج لنظريات مؤامرة غريبة.
ومن أبرز وجوه الجماعة الذين شاركوا في الاقتحام جيك انجولي المعتقل حاليا والذي يقدم نفسه بأنه عراف الجماعة وكان يرتدي قلنسوة من الفرو وعليها قرنان اثناء وجوده داخل مبنى الكابيتول.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن انصار جماعة “كيو أنون”، التي نمت وزاد انتشارها عبر على الإنترنت في الولايات المتحدة، يبدو أنهم يحبونه جداً وكاد أن يقر نظريات وأفكار الجماعة.
ويمثل ترامب بالنسبة للجماعة رمز البطولة،
وقال ترامب للصحفين الشهر الماضي إنه لا يعرف الكثير عن هذه الحركة، لكنه وصفهم بأنهم “أناس يحبون بلدنا”.
فما هي “كيو أنون” ومن هم المؤمنون بأفكارها؟
كيو أنون، في جوهرها، نظرية مؤامرة واسعة الانتشار لا أساس لها من الصحة، تقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشن حربا سرية ضد نخبة من عبدة شيطان يتحرشون جنسياً بالأطفال، متغلغلون في الأجهزة الحكومية والشركات ووسائل الإعلام.
ويرى المؤمنون بكيو أنون أن هذه المعركة ستقرب “يوم حساب” الذي سيقلى فيه القبض على شخصيات بارزة، من أمثال مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، ويعدمون.
هذا هو محور في نظرية المؤامرة تلك، بيد أن لها العديد من التشعبات والتحويلات والمناقشات الداخلية التي تجعل من قائمة المزاعم التي تروجها كيو أنون هائلة، ومتناقضة في الغالب. ويقوم أتباعها باستغلال وقائع خبرية وحقائق تاريخية وإحصاءات ليبنوا عليها استنتاجاتهم الغريبة التي يصعب تصديقها.
أين بدأت؟
في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وضع مستخدم مجهول سلسلة من المنشورات على منصة “4 تشان” الإلكترونية والتي تسمح لمستخدميها وضع صورهم ومنشوراتهم من دون ذكر أسمائهم. وقد وقع المستخدم باستخدام حرف كيو (Q) زاعما أنه يمتلك ما يعرف بـ “تصريح الوصول كيو” الذي يسمح لمستخدمة بالإطلاع على معلومات أمنية سرية ومُقيد نشرها في الولايات المتحدة.
وقد أصبحت هذه الرسائل التي نشرها تعرف باسم “قطرات كيو” في إشارة الى تسريب المعلومات السرية أو “فتات الخبز” (بريدكرامس) وهو مصطلح يستخدم لوصف تتبع بقايا الملفات الإلكترونية في أجهزة الكومبيوتر، وعادة ما تكون مكتوبة بلغة مشفرة تتخللها شعارات وأفكار مؤيدة لترامب وتعهدات بالولاء له.
لا أحد يؤمن فعليا بها، أليس كذلك؟
واقع الحال إن الآلاف يؤمنون بها. فقد غصت منصات شبكات التواصل الاجتماعي؛ مثل فيسبوك وتويتر وريديت ويوتيوب، بالوافين إليها منذ عام 2017. وثمة مؤشرات على تزايد أرقام زوار هذه المنصات خلال فترة تفشي فيروس كورونا.
وشددت شبكات التواصل الاجتماعي قيودها على المواد التي تنشرها كي أنون واوقفت المئات من الحسابات المؤيدة لها وحذفت الكثير من المقاطع الممصورة.
وتظهر الإحصاءات واستطلاعات الرأي ومواقع التواصل الاجتماعيأن هناك مئات الآلاف من الناس ممن يؤمنون، على الأقل، ببعض النظريات الغريبة التي تقدمها كيو أنون.
ولم تتراجع شعبيتها بالرغم من بعض الأحداث فضحت زيف مجمل النظرية، كما هي الحال، على سبيل المثال لا الحصر، تسريبات كيو (قطرات كيو) عن التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص؛ المستشار روبرت مولر.
لقد زعم أنصار كيو أنون أن تحقيق مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في عام 2016، كان في الحقيقة محاولة مقصودة للتغطية على تحقيق حول التحرش الجنسي بالأطفال. وعندما تبين عدم وجود أي أساس لهذا الإدعاء، تحول اهتمام منظري المؤامرة في اتجاهات أخرى.
ويقول المؤمنون بهذه النظرية إن المعلومات المضللة التي تظهر في تسريبات كيو أنون (رسائل كيو) تهدف إلى ثنيهم عن الإيمان بنظرية المؤامرة.
ما تأثيرها؟
ينشر أتباع كيو أنون هاشتاغات خاصة لتنسيق هجماتهم على أعدائهم من سياسيين ومشاهير وصحفيين يعتقدون أنهم يوفرون غطاءً للمتحرشين بالأطفال.
إنها ليست مجرد رسائل تهديد على الإنترنت، فموقع تويتر يقول إنه اتخذ إجراءات ضد كيو أنون خشية وقوع اعتداءات خارج الإنترنت.
وقد اعتقل العديد من المؤمنين بكيو أنون بعد أرسالهم تهديدات أو قيامهم بأعمال في العالم الواقعي خارج عالم الإنترنت.
وفي واحدة من الحالات البارزة في عام 2018، أغلق رجل مدجج بالسلاح جسرا فوق سد هوفر على نهر كولورادو قرب الحدود بين ولايتي أريزونا ونيفادا، وقد أقر ماثيو رايت لاحقا بالذنب وأدين بتهمة ممارسة الإرهاب.
- كيف التقت نظريات المؤامرة عن كوفيد-19 بمزاعم “كيو أنان” عن عبدة الشيطان؟
- نظرية مؤامرة من مؤيدي ترامب تربط بين شركة أثاث أمريكية وحوادث اختفاء صبايا
- تويتر يحظر حسابات جماعة مؤيدة لترامب تروج لنظريات المؤامرة
- فيروس كورونا: نظريات المؤامرة بين الصين والولايات المتحدة
واشار بحث نشره مركز بيو في سبتمبر/ أيلول 202 إلى أن نصف الأمريكيين سمعوا عن كيو أنون، وهو ضعف النسبة قبل ذلك بستة اشهر.
وواحد من بين كل خمسة ممن سمعوا عنها لديهم موقف ايجابي منها، لكن بالنسبة للعديدين من المؤمنين بها فإن تأييد ترامب يقع في صلب ايمانهم في كيو أنون.
وسبق أن قام ترامب، بقصد أو من دونه، بإعادة نشر تغريدات أتباع كيو أنون، كما قام نجله أريك ترامب بنشر صورة منشور شائع (ميم) لكيو أنون على صفحته على انستغرام.
Comments are closed.