فيروس كورونا: كيف يمكن إنقاذ الملايين من خطر المجاعة في مناطق الصراع؟

طفل

Getty Imagesزاد فيروس كورونا من معاناة اليمنيين الذين يعيش الملايين منهم على حافة الجوع

تتواصل تداعيات تفشي فيروس كورونا على كل القطاعات الاقتصادية ومختلف الطبقات الاجتماعية عبر دول العالم، الغنية منها والفقيرة على حد سواء. غير أن وقع هذا الفيروس القاتل كان كارثيا على أكثر الفئات البشرية هشاشة وأقلها حظاً وأشدها ايلاماً في الدول التي تمزقها الصراعات والحروب، مثل سوريا واليمن.

فقد كشفت تقارير، أصدرتها منظمات دولية في الآونة الأخيرة، عن أرقام مفزعة أشارت الى تضاعف أعداد القابعين تحت خط الفقر، وحذرت من أن تفاقم الأوضاع الغذائية قد يؤدي إلى مجاعة محتملة قد يتجاوز عدد ضحاياها عدد الوفيات المباشرة لجائحة كوفيد – 19

هذه التحذيرات الصاعقة أطلقتها منظمة “أوكسفام” الخيرية البريطانية في تقرير أصدرته يوم 9 يوليو/ تموز 2020 تحت عنوان “كوفيد -19 يؤجج الجوع في عالم جائع.”

وجاء في التقرير أن وباء فيروس كورونا سيعمق أزمة الجوع في مناطق تعرف اليوم باسم “بؤر الجوع في العالم” وتشمل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط، هي اليمن وسوريا وجنوب السودان. كما توقع التقرير ظهور بؤر جديدة للجوع حول العالم.

وقالت المنظمة إن عدد الوفيات من الجوع المرتبط بالوباء قد يبلغ بنهاية العام الجاري قرابة 12 ألف وفاة يوميا، أي ربما ضعف الحصيلة اليومية لضحايا فيروس كورونا في شهر أبريل/ نيسان 2020. وأضافت أن هذه المجاعة ستقضي على ملايين البشر الذين يعانون أصلا من آثار النزاعات والتغير المناخي واللامساواة والنظام الغذائي المتدهور.

ونبه تقرير “أوكسفام” حكومات الدول إلى ضرورة العمل لكبح هذا المرض الفتاك، والبحث عن حلول لأزمة الجوع، وبناء أنظمة غذائية أكثر إنصافا.

تحذيرات من منظمة “الفاو”

ولم تقتصر التحذيرات من ابعاد الازمات التي نتجت عن تفشي الفيروس على تقرير منظمة “اوكسفام”، فقد صدر تقرير عن برنامج الغذاء العالمي، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، في مطلع مايو/ أيار من العام الحالي رسم صورة قاتمة للوضع الغذائي في العالم، وحذر من وقوع كارثة إنسانية عالمية جراء الوباء.

وجاء في التقرير أن تفشي الفيروس ينذر بتضاعف عدد المهددين بالمجاعة في العالم، وقد يتجاوز عددهم 250 مليون شخص بنهاية العام.

وفي وقت سابق في أبريل/نيسان 2020 تحدث ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، عن التأثيرات المتوقعة لجائحة كورونا وزيادة عدد الجوعى الذين يحتاجون الى مساعدات، واحتمال أن يشهد العالم مجاعات متعددة خلال أشهر إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لتدارك الوضع.

وقال بيزلي “مع تفشي فيروس كورونا، أود أن أؤكد أننا لا نواجه جائحة صحية عالمية فحسب، بل كارثة إنسانية عالمية. فملايين المدنيين الذين يعيشون في دول تمزقها صراعات، يواجهون خطر الموت جوعا ويتهددهم شبح المجاعة.

في الاتجاه نفسه حذر البنك الدولي في تقرير نشر في شهر أبريل/نيسان من العام الجاري من أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تدفع 11 مليون شخص إضافي إلى الفقر في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة. وأضاف أن تفشي فيروس كورونا يتسبب في سقوط ما يتراوح بين 40 و 60 مليون شخص في براثن الفقر والجوع.

ويعزو المراقبون هذه التوقعات لعدد من الأسباب بينها البطء المفرط في عجلة الاقتصاد العالمي، والقيود الصارمة المفروضة على حركة التنقل بين دول العالم، والخسارة الرهيبة في فرص العمل خلال الأشهر القليلة الماضية، وما نتجت عنه من بطالة مست الملايين وتركتهم دون دخل أو معونة.

وحثت كل هذه المنظمات دول العالم على إيجاد توازن بين إجراءات السيطرة على الفيروس، وبين ضرورة الحفاظ على نشاط اقتصادي يمكن أن يحول دون تعرض عشرات الملايين لخطر الجوع، خاصة الفئات الاجتماعية الضعيفة.

تأتي هذه التقارير فيما تتزايد أعداد المصابين بوباء كوفيد – 19 حول العالم بشكل متسارع، إذ تجاوزت المليونين وخمسمائة ألف مصاب. اما أعداد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس فقد تعدت 180 ألفاً. وهناك مخاوف حقيقية من أن يتفشى الفيروس في الدول الأكثر فقراً.

برأيكم

كيف يمكن إنقاذ الملايين من مخاطر المجاعة في مناطق الصراع؟

كيف يمكن تحقيق التوازن بين إستعادة النشاط الاقتصادي ووقف انتشار الفيروس؟

هل تستجيب الدول التي تشهد الصراعات إلى وقف الاقتتال لمواجه العدوى والمجاعة؟

هل قدمت الحكومات العربية ما يكفي من المساعدات لدعم العمالة والطبقة الفقيرة التي تأثرت بقرارات الإغلاق؟

كيف يمكن تويض التراجع في المساعدات التي تقدمها الدول الغنية لمناطق الحروب؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 10 يوليو/تموز من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.