أزمة الخليج: ما آفاق المصالحة في الذكرى الثالثة لمقاطعة قطر؟

أمير قطر

Getty Images

تدخل المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر عامها الرابع، ولا يزال الجدل مستمرا حول ما إذا كانت هذه المقاطعة قد آتت أكلها، فضلاً عن أفاق المصالحة لإنهاء الأزمة.

وكانت الدول الأربع قد فرضت مقاطعة دبلوماسية على الدوحة في الخامس من يونيو/حزيران 2017 واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر.

“لماذا تستمر مقاطعة النظام القطري منذ ثلاث سنوات؟”

عن سيناريوهات حل الأزمة، ترى صحيفة العربي الجديد أنه “على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الكويت خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يحصل تقدمٌ حقيقي على صعيد الحل. وبرزت خلال عام 2019 أكثر من مناسبة تزايدت فيها الآمال بإمكان حصول اختراق يؤدي إلى إنهاء الأزمة… مع ذلك لم يحصل اختراق في جدار الأزمة”.

وتقول الصحيفة: “قطر تؤكد استعدادها للتسوية، وهذا يعني تقديم تنازلات، ولكنها لن تقبل بالوصاية”.

وتضيف: “لقد أضرّت الأزمة بمجلس التعاون وبصورته العالمية، كما أضرّت بمؤسساته وأهدافه، ومن مصلحة الدول الأعضاء في هذا المجلس أن تنتهي هذه الأزمة بتسوية عادلة تقوم على الاحترام المتبادَل والمصالح المتبادلة”.

أما موقع العين الإماراتي فيشن هجوما حادا على قناة الجزيرة القطرية في الذكرى الثالثة للمقاطعة، قائلا:”نجحت مقاطعة قطر في الكشف عن الأدوار المشبوهة المكلفة بها الجزيرة وأخواتها من قبل تنظيم ‘الحمدين ‘ وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة”.

ويضيف الموقع: “ولم توفر الجزيرة وأتباعها أي فرصة من محاولة استهداف تشويه أي إنجاز يتحقق في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه دأبت على تقديم كل أنواع الدعم للكيانات والمنظمات الإرهابية التي تنشر التطرف وتثير الفتن في المنطقة”.

ويتابع: “وبعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، تغيرت تغطية قناة الجزيرة بشكل جذري لشؤون تلك الدول وخاصة السعودية والإمارات”.

شبكة الجزيرة القطريةReuters

وتحت عنوان “لماذا تستمر مقاطعة النظام القطري منذ ثلاث سنوات؟”، تقول صحيفة أخبار الخليج البحرينية “لم يكن قرار المقاطعة وليد المرحلة الراهنة، وإنما جاء نتيجة حتمية لتاريخ طويل من المؤامرات والتدخلات القطرية التي استهدفت زعزعة أمن مملكة البحرين واستقرارها، ونشر الفوضى والتخريب … ومحاولة قلب نظام الحكم الشرعي في البلاد”.

وتضيف الصحيفة “ثلاثة أعوام مضت على المقاطعة العربية لقطر، ولا تزال الأسئلة مطروحة: متى يعود النظام القطري إلى جادة الصواب، ويتخلى عن سياسته المعادية لأمن الشعوب الخليجية والعربية الشقيقة؟ وهل آن الأوان في ظل ما يواجهه العالم من أزمة إنسانية جراء تفشي جائحة فيروس كورونا لأن يعيد النظر في نهجه العدواني، ويتوقف عن تدخلاته المسيئة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة؟!”.

هل بات انتهاء الأزمة الخليجية وشيكا؟

وتشدد أخبار الخليج البحرينية: “حل الأزمة القطرية مع دخولها عامها الرابع هو بتقيدها بالمبادئ النابعة من اتفاقيتي الرياض 2013 و2014، والتزامها الجاد بمكافحة التطرف والإرهاب، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية… حتى تعود قطر إلى حاضنتها الخليجية والعربية”.

“ذكرى نعمة الحصار”

تقول صحيفة القدس العربي اللندنية إن “فرض الرباعي المؤلف من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا في الخامس من حزيران/يونيو عام 2017 على قطر… يعتبر أمرا غريبا يتحدّى العقل والمنطق”.

وحول آفاق المصالحة الخليجية، يرى ياسر أبو هلالة في صحيفة العربي اللندنية أنه “لا توجد خلافات واقعية قابلة للحل حتى تنجح الوساطات، كويتية أو أمريكية، فالأسباب المعلنة لشن الحرب على قطر ليست جديدة، والسياسة الخارجية المستقلة لقطر غير مرضية للسعودية والإمارات ومصر منذ عام 1995”.

أما صحيفة الشرق القطرية فتقول: “رغم أن قطر تجاوزت الحصار تماما، وخصوصا الجانب الاقتصادي وآثاره، وكيّفت نفسها على التعامل مع هذا الوضع مهما طال أمد الأزمة، إلاّ أن استمرار الإجراءات التعسفية أحادية الجانب للعام الثالث على التوالي، -وفيما يتعلق بالجانب الانساني، ومعاناة الشعوب وما حدث من ضرر كبير في النسيج الاجتماعي الخليجي- يظل جرحا غائرا تسببت فيه تلك الانتهاكات الصارخة للاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان”.

وتضيف الصحيفة “إن حل التداعيات الإنسانية للأزمة الخليجية، ومعالجة إنهاء معاناة الضحايا، ينبغي أن يتم بأسرع ما يمكن، والحرص على تجنيب الشعوب أي تداعيات للخلافات السياسية، ذلك أن إنهاء معاناة الضحايا هو مسؤولية أخلاقية ودينية قبل أن تكون قانونية”.

وتحت عنوان “ذكرى نعمة الحصار”، تقول ابتسام آل سعيد في الصحيفة ذاتها: “اليوم قطر وهي تشهد الذكرى الثالثة لهذا الحصار، يقول شعبها الحمد لله على نعمة الحصار والحمد لله على هذا الابتلاء الذي جعلنا ننهض من سبات المصير الواحد الذي استيقظنا منه لنجتهد في تحديد مصيرنا وليس كما أراد هؤلاء رسمه لنا ونحن اليوم نتمتع باكتفائنا الذاتي”.

وتضيف الكاتبة: “ما عدنا ننظر للوراء إلا لبيت الله الذي مُنعنا من تأدية فريضة الحج إليه وطُردنا منه حتى قبل أن نؤدي العمرة فيه ولحظة وصولنا إليه بسبب تسييس السعودية للمشاعر الدينية”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.