خطبة علي الخامنئي ..الرسائل والدلالات
للمرة الأولى منذ 8 سنوات، أم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي المصلين في صلاة الجمعة، مثيرا تساؤلات حول الرسائل التي أراد بعثها.
وتأتي الخطبة بعد أسبوعين حافلين بالأحداث والتطورات السياسية، إذ تشهد إيران أزمات داخلية وخارجية عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وقال خامنئي في خطبة الجمعة 17 يناير/كانون الثاني، إن الرد الصاروخي الإيراني على اغتيال سليماني “كسر شوكة واشنطن واستكبارها”.
كما وصف المرشد الإيراني المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية ومنتقدي الحرس الثوري بأنهم ” أداة لإعلام العدو الخارجي” الذي اتهمه بـ “استغلال الحادث لتأليب الشارع الإيراني والتغطية على حبه لسليماني وانحيازه لخط المقاومة”.
بينما وصف من شاركوا بتشييع جثمان قاسم سليماني بـ “أبناء الشعب”.
وألقى خامنئي خطبة ثانية باللغة العربية، تحدث فيها عن متانة العلاقة بين العراق والإيران، مضيفا بأن “مصير المنطقة متعلق بالتحرر من الهيمنة الأمريكية”.
وفي تغريدة ترد على خطبة المرشد، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خامنئي إلى أن يزن كلامه بحذر قبل أن يقول أشياء تحط من قدر الولايات المتحدة وأوروبا.
وختم ترامب بوصف الاقتصاد الإيراني بأنه ينهار ثم أتبعها بتغريدة باللغة الفارسية يعبر فيها عن تضامن شعبه مع الشعب.
https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1218309736594116608
رسائل ودلالات
شغلت خطبة خامنئي ورد ترامب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وخارجها. وانبرى محللون ومدونون في تقديم قراءتهم في مضامين وأبعاد الخطبة.
#العرب_لعبتهم
خامنئي يخطب بالعربية و ترامب يغرد بالفارسية ، و العرب بينهما، صم بكم عمي. 😒 #خامنئي #ترامب— BEN NACER JIHEN (@jihen_nacer) January 17, 2020
ويرى مغردون أن هدف خامنئي من اعتلاء المنبر بعد أكثر من 8 سنوات من الانقطاع عن الخطابة هو للتأكيد على تماسك الجبهة الداخلية واحتواء الاحتجاجات الشعبية التي خرجت للتنديد بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
#الحسيني خامنئي لم يصح بعد من ضربة اغتيال سليماني ولعل خروجه شخصيا لإلقاء خطبة الجمعة هو محاولة لتطمين نظامه بأن كل شيء بخير
كلا ياخامنئي ايران ليست بخير .. غامرت ببلدكم وبحياة شعوب المنطقة وانتم تلهثون خلف سراب الإمبراطورية الفارسية البائدة
كفى مكابرة.. لاكسرى بعد اليوم.. افهم— محمد علي الحسيني (@sayidelhusseini) January 17, 2020
ظهور خامنئي اليوم في خطبة الجمعة بعد سنوات طوال، يؤكد نقطتين:
١. توتر الأوضاع الداخلية في إيران بصورة كبيرة تحتاجه شخصيًا ليسيطر عليها.
٢. إصرار إيران على سياستها العدوانية ورفضها قواعد العلاقات الدولية.— مريم عيد المهيري (@MaryamAE) January 17, 2020
ويعتقد محللون أن المرشد الأعلى أراد أيضا توجيه رسالة للحرس الثوري ورفع معنويات قادته خاصة بعد خروج تظاهرات تحمل “شعارات مناوئة لهم على إثر تحطيم الطائرة الأوكرانية”.
وكان خامنئي قد شدد في خطبته على أن “الحرس الثوري يحمي أمن إيران”.
في المقابل، يرى مغردون أن خطبة خامنئي لم تأت بجديد، مضيفين بأنها “مجرد استعراض فارغ للقوة وبمثابة مبايعة جديدة للنظام الإسلامي”.
ويقول قطاع آخر من المغردين إن خامنئي حاول استقطاب الناس للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 21 شباط/فبراير المقبل، في وقت يطالب فيه إيرانيون باستفتاء عام لتقرير مصير “الجمهورية الإسلامية”.
17- خطبة خامنئي اليوم ايضاً ستحدد ملامح الإنتخابات البرلمانية الإيرانية وحتى الرئاسية ، خامنئي يريد أن يقضي تماماً على الأصوات المعارضة في الداخل من خلال إعطاء إمتيازات جديدة للمحافظين والمحافظين الأصوليين والحرس وقوات الباسيج في ايران .
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) January 17, 2020
كما يرى محللون أن خطبة خامنئي نجحت في تبديد مخاوف شريحة واسعة الإيرانيين من خلال “التركيز على التهديد الأمريكي وتوظيف العاطفة الدينية”. ويقرأون في “الحشود التي حضرت خطبة الجمعة دليلا على قوة النظام الإيراني”.
خطاب خامنئي باللغه العربيه يعد امتداد للاسلوب التعبوي المستغل لعاطفة شعوب المنطقه وموقفهم من اسرائيل المحتله وبعد ان تم نشر القتال في عدة دول عربيه يدعوا الى التلاحم بين الدول الاسلاميه بتوجيه خطاب مباشر للشعوب العربيه ورؤسائها وساستها وفيما يخص الاقصى يوجد ملف يمكن الانضام اليه
— Ahmad Rawaqah (@ALJaillani) January 17, 2020
الخامنئي يستعيد حشود تشييع سليماني لتفويض سقفه إخراج الأميركي من المنطقة وتحرير فلسطين
الحكومة الجديدة في غرفة العناية الفائقة لمعالجة ندوب وكدمات التعقيد … لأن الفشل ممنوع
لا عقدة قوميّة في التأليف بل تعزيز لمعايير رفض المحاصصة… https://t.co/GTkQSR0slQ— nasserkandil (@nasserkandil) January 18, 2020
هل كشفت الخطبة عن خلاف؟
من جهة أخرى، يرى قطاع آخر من المغردين أن خطاب خامنئي يختلف عن خطاب الرئيس حسن روحاني الذي ألقاه الخميس 16 يناير/كانون الثاني.
ولدعم كلامهم، تداولوا مقطع فيديو قالوا إنه يظهر روحاني وهو يتعجل الخروج من المسجد بينما لم يفرغ خامنئي من صلاته.
رغم تباين القراءات والتعليقات حول المقطع، إلا أنه أثار تكهنات بوجود انقسام داخل القيادة الإيرانية خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة إسقاط الطائرة.
يعتقد مغردون إيرانيون أن روحاني كان غاضبا لأن خامنئي أبدى موقفا متشددا ضد الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران في حين استبعد آخرون ودعوا إلى تضخيم الأمر.
روحانی پیچید pic.twitter.com/QyrLesjFQ3
— پیمان مولاوردی (لیمیت هستم) (@peimanmc) January 17, 2020
وكان الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قد اتهم الحرس الثوري بإخفاء الحقيقة والمعلومات عن الحكومة حول حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وأُسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بصاروخ بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران في الثامن من يناير/كانون الثاني .
وجاء إسقاط الطائرة بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، ردا على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد.
ونفت طهران في البدء مسؤوليتيه عن الحادث، ليقر الحرس الثوري لاحقا بأن دفاعاته الجوية أسقطت الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.
وأثار التأخير في الإعلان عن حقيقة الحادثة غضب الشارع الإيراني، إذ خرج قطاع من الشعب في مظاهرات رددوا خلال شعارات مناهضة للحكومة وخامنئي.
ويقول مراقبون إن الغضب الإيراني على مقتل سليماني تحول من أمريكا ضد خامنئي، ويتوقعون اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الحكومة.
بينما يرى آخرون أن مظاهرات الشعبية التي أعقبت إسقاط الطائرة الأوكرانية لا ترتقي إلى ما شهدته إيران قبل عام من احتجاجات عارمة على رفع أسعار الوقود، ويستبعدون تحولها إلى حراك “يهدد الدولة”.
Comments are closed.