تمرد السودان بقيادة صلاح قوش يثير تساؤلات حول محاولات “انقلاب” للقضاء على الثورة

حمدوك أثناء استقباله في جنوب كردفان

Getty Images

رئيس الوزراء السوداني حمدوك أثناء استقباله في ولاية جنوب كردفان

ناقشت صحف عربية، خاصة السودانية، الأحداث التي شهدها السودان أمس الأول الثلاثاء، والتي وصفتها الحكومة السودانية بأنها “تمّرد” قامت به وحدات من هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات الوطني.

وأفادت تقارير بأن هذه الوحدات احتجت على عدم صرف مستحقاتها المالية.

واتهمت حكومة السودان الانتقالية صلاح قوش، الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي السوداني، بأنه مدبر التمرد. وكان قوش مستشار البشير، وذا دور بارز في ظل قيادته.

وانتقد بعض الكتاب “التراخي” الأمني الذي تظهره الحكومة السودانية الحالية، وحذر آخرون من وجود “مؤامرة” للقضاء على الثورة.

  • ما دوافع حركة “التمرد” الأخيرة في السودان؟
  • تمرد السودان: مقتل جنديين في “سحق الجيش لقواعد متمردي المخابرات”

“فوضى أمنية”

في صحيفة التغيير السودانية، حذر الفاضل عباس من أن البلاد “تمر بمنعرج خطير ودقيق للغاية سببه الأساسي هو التلكؤ والتردد الذي شاب تحركات الجهات التنفيذية والسيادية طوال الفترة اللاحقة لإجازة الوثيقة الدستورية. ومن أهم مظاهر التلكؤ عدم حل جهاز أمن نظام [الرئيس السابق] البشير”.

وبالمثل، قال زهير السراج في موقع السودان اليوم الإخباري: “لقد تحدثت كثيرا وتحدث كثيرون غيري عن وجود حالة من السيولة والتراخي الأمني غير مبررة على الإطلاق في مواجهة المجرمين ومثيري الفوضى والشغب والمتآمرين، وطالبنا بالحزم وحماية أمن الدولة والمواطنين، بدون أن تجد كلماتنا وصرخاتنا أي صدى أو ردّ فعل، مما يثير الشكوك والريبة حول ما يحدث والتراخي الكبير الذي تتعامل به الجهات الرسمية مع الفوضى الأمنية والتحركات المضادة لإجهاض الثورة والعودة بالبلاد إلى الوراء”.

وتساءل الكاتب: “مهما كانت الأسباب التي وقفت وراء تمرُّد قوات هيئة العمليات … فلا بد من التساؤل، لماذا لم تقم القوات المسلحة والجهات المختصة بجمع السلاح من هذه القوة التي قرر معظم أفرادها التقاعد عن الخدمة، وانتظرت حتى (حدث ما حدث) رغم وقوع مجموعة أحداث سابقة تسببت في فوضى أمنية في بعض مدن البلاد وأدت الى فقدان الكثير من الأرواح ووقوع الكثير من الإصابات، بالإضافة الى وجود مؤشرات قوية باحتمال تمرد تلك القوة في أي وقت مع عدم الرضا والتذمر اللذين أظهرتهما بعد حلها وتفكيكها”.

وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة آخر لحظة السودانية: “ما الذي يحرّك هيئة العمليات التي تحتفظ بسلاحها حتى الآن رغم أنف التسريح لتطلق وابلاً من الذخيرة في الهواء وتروّع المواطنين … شيء ما يحرّك هذه المجموعة ابحثوا عنه قبل فوات الأوان”.

وأضافت الصحيفة: “الشاهد أن كل الدلائل والقرائن تشير إلى أن هذه الاحتجاجات الفوضوية جاءت بعد دراسة وخطة متكاملة لخلق بَلبلة ونَسف حالة الاستقرار النسبي بالبلاد، وإرباك حكومة الثورة وتشتيت جهودها … حكومة الثورة بمكونَيها العسكري والمدني يجب أن تنتبه لهذه المؤامرة وتقضي عليها في مهدها، مؤامرة تفوح منها رائحة فلول النظام البائد في الداخل والخارج”.

عسكريون سودانيون يسدون الطريقGetty Images

عسكريون من الجيش السوداني يغلقون طرقا في العاصمة الخرطوم

” طلقة تحذير”

وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اعتبر عثمان ميرغني الأحداث الأخيرة “طلقة تحذير بأن عُود الثورة ما زال غضّا، وأن اليقظة مطلوبة، وأن السلطة الانتقالية تحتاج إلى الحسم في كثير من الأمور وعلى رأسها الإسراع بمعالجة ملف التمكين في كل هياكل الدولة ومؤسساتها”.

ودعا الكاتب إلى “الإسراع في محاكمة ومحاسبة المشاركين” في تلك الأحداث “لردع كل مَن تسوّل له نفسه القيام بعمل، أو التفكير في عمل أكبر يهدف به الإعداد لانقلاب يقضي على الثورة وآمالها”.

أما صحيفة العرب اللندنية فقالت إن “التمرد الذي شهدته بعض مقارّ جهاز المخابرات في السودان يشي بأن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر في ظلّ أجندات تخريبية تقودها بعض الجهات المحسوبة على النظام السابق، يعززها غياب التوافق حدّ اللحظة حول سبل إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية”.

وذهبت الصحيفة إلى أن “معالجة ملف الترتيبات الأمنية يجب أن يتصل بملفات اجتماعية متعددة، بحيث يكون هناك دمج لهؤلاء في الحياة المدنية وتقديم الدعم المالي الذي يضمن عدم خروجهم على مؤسسات الدولة، وتطبيق القانون بحسم على أي محاولة لإثارة الفوضى”.

من ناحية أخرى، رأت صحيفة العربي الجديد اللندنية أنّ “المكونَين العسكري والمدني في الحكومة عمدا إلى استثمار الحدث لتأكيد الشراكة بينهما لإكمال مهام الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المعزول البشير في إبريل/نيسان الماضي. وما يدلل على ذلك هو وجود رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وقيادات تحالف ‘قوى إعلان الحرية والتغيير’، في غرفة العمليات بمقرّ القيادة العامة للجيش، جنباً إلى جنب مع البرهان، في أثناء إدارته العمليات”.

وأضافت الصحيفة: “لكن البعض تخوّف من أن تكون تلك الرسالة التي أرادت الأطراف إرسالها محاولة لتسويق المكون العسكري وسط الثوار، الذين لديهم تحفظات كبيرة عليه، ويتحفظون على دوره منذ فضّ اعتصام محيط القيادة العامة للجيش السوداني في يونيو/حزيران الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 100 من المعتصمين، بالتالي تعاملوا مع الرسالة بحذر شديد”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.