رندلى قديح: تعرّضتُ للخيان … ولا أسمح لأحد بأن يدوس على كرامتي

كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!
الفضولُ إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوفِ طائرةٍ منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرار غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المُظْلِم من الصورة!
الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجّل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحبّ وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهمّ من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان على أن يُخْفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!


«الراي»، التي تدرك جيداً أن معظم البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة – في هذه الزاوية – بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه… لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته! واليوم، فتحتْ «الصندوق الأسود» الخاص بالمُخْرِجة رندلى قديح.

• لدى كل إنسان، صندوقٌ أسود من الأسرار يحتفظ به لنفسه، فهل بالإمكان الكشف عنه الآن؟
– كل إنسان يحتفظ بأسراره لنفسه باستثناء شخص قريب منه. أسراري ليست خطيرة وعميقة، ولكنني أفضّل الاحتفاظ بأسرار حياتي المهنية والشخصية لنفسي. أما أسرار الطفولة المهضومة، فيمكن أن أخبرها لأصدقائي. أنا إنسانة كتومة ولا أحب التحدث عن حياتي الخاصة.
• ما الشخصية الكرتونية التي أثّرتْ بك؟
-«توم وجيري» اللذان يذكّرانني بالطفولة، وأنا أتابع هذا «الكرتون» حتى الآن.
• ‏ما الدمى أو العرائس التي ما زلتِ تحتفظين بها منذ طفولتك؟
– في صغري كنت أميل إلى الألعاب الصبيانية والألعاب التي تحتاج إلى تفكير، ولم أعرف «باربي» وشبيهاتها من الألعاب. 
• ما الذكرى المؤلمة التي تجعلك تذرفين الدموع بغزارة كلما تذكّرْتِها؟
– وفاة والدي. كنتُ يومها بالتصوير وتلقيتُ اتصالاً من المستشفى. كلما أتذكر أبكي لأنني كنتُ قريبة جداً منه، وهو كان صديقي.
• هل لديك أعداء داخل الوسط الفني أو خارجه؟
– لا، ولن أسمح بذلك على الإطلاق.
• ما الخطأ الفادح الذي اقترفتِه في حياتك ولا تزالين تدفعين الثمن بسببه حتى يومنا هذا؟
– هو ليس خطأ، ولكنني تمهّلتُ كثيراً في تأسيس عائلة لي. واليوم اتخذتُ قراري ببناء عائلتي الصغيرة مع زوجي.
• ما الأفكار التي تراودك قبل أن تضعي رأسك على الوسادة؟
– كل ليلة قبل النوم أصلّي لوالدي وأدعو لعائلتي ولكل شخص أحبّه.
• هل لديك أحلام يقظة، وما هي؟
– لديّ حاسة سادسة، وأتوقّع الأشياء قبل وقوعها، وهذا الأمر تَكرر معي كثيراً. كنتُ أشعر بأن بعض الأمور ستحصل، وإذ بها تحصل بعد فترة.
• هل أنتِ من عشاق السيارات والمركبات الرياضية؟
– أحب السيارات «السبور» والسيارات العالية. أحبّ السرعة ويجب أن أكون أكثر حرصاً، وأحياناً أشارك في «راليات» (سباق السيارات). 
• ما التصرفات أو الطباع التي تزعجك؟
– الخيانة والكذب والمواربة. وعندما يكون لديّ ما أقوله أفضّل أن أقوله مباشرة وبعيداً عن المواربة. كما يُزْعِجني الظن والخوف المبالغ فيه من قبل الناس. وبشكل عام أكره الكذب والغموض والغرور.
• نضطر إلى الكذب أحياناً لدرء الوقوع في ورطة ما، فهل اضطررتِ لذلك؟
– أجل، ومَن منا لم يفعلها في وقت الضرورة؟
• مَن هي الشخصية العالمية التي تركتْ أثراً كبيراً في وجدانك؟
– «الليدي ديانا»، ولكنني لم أتأثّر بها، رغم أنني أحترم وأقدّر كل شيء حصل معها. هي إنسانة رائعة ضحّت بحياتها من أجل أولادها والناس، كما أنها تجمع بين الطيبة وقوة الشخصية، ونحن نتعلّم منها.
• ما أهمّ الفرص التي أَهْدَرْتِها في حياتك؟
– كلّ شخص منا يمرّ بمراحل، ويفوّت عليه فرصاً لأنه لم يدْرسها بشكل جيّد، ولم يلتفت إليها أو أنه لم يتعامل معها بجدية. اليوم أنا أكثر نضجاً وأعرف ما أريده وأصبحتُ قادرةً على درْس المَشاريع التي تُعرض عليّ بشكلٍ أفضل.
• هل تعرّضتِ لخيانةٍ من صديق؟
– نعم، تعرّضتُ للخيانة من أصدقاء عدّة وليس من صديق واحد، ربما لأنني طيبة القلب وأثق بالآخرين بسرعة. إنها شخصيتي ولا أتوقّع من الآخر الخيانة أو الكذب. ولا شك في أنني تعلّمتُ من تجربتي وأصبحتُ أميّز بين الصديق واللا صديق.
• هل لديك أشخاص في «القائمة السوداء»؟
– كلا، لا أضع أيّ شخص على القائمة السوداء، ومَن خَذَلَني أو أَلْحَقَ بي الأذى أقطع علاقتي به ولكن بعيداً عن الكره. ربما نعود ونلتقي بعد فترة وننسى كل شيء، لأنني لست إنسانة حاقدة.
• كم مرة في السنة تذهبين إلى عيادات التجميل؟
– أنا لا أقصد عيادات أطباء التجميل، لأنني لا أحب كل ما هو اصطناعي. أكثر ما يمكن أن أفعله هو «ماسكات» لوجهي، وممارسة الرياضة. نضارة الوجه وصحة الجسم يرتبطان بنظام حياتنا وغذائنا، وكم نشرب من الماء، وكيف ننظّم طعامنا، بالإضافة إلى الإيجابية في الحياة. أنا أضحك دائماً حتى عندما أمرّ بالمشاكل، لأنني متفائلة بطبعي.
• هل أنتِ مغرورة، أم أنك انطوائية؟
– لستُ مغرورة أبداً، وكل مَن يعرفني يدرك أن شخصيتي لم تتغيّر منذ أن دخلتُ المجال وحتى اليوم. أتعاطى مع الجميع بالطريقة نفسها، ولا أفرّق بينهم وأتعاطى معهم بطريقة تعاطيهم معي نفسها. أنا طيّبة القلب وأجيب عن أسئلة الكل على «السوشيال ميديا» وأحبّ التواصل مع الآخرين.
• كيف تصفين شخصيتك، قوية أم ضعيفة؟
– أنا صاحبة شخصية قوية وتعلّمتُ أن أكون كذلك، ولا أسمح لأحد بأن يدوس على كرامتي. لا أخجل أبداً ولا أتردد في قول ما أريد أن أقوله، ولا يوجد لديّ ما أخفيه، صريحة ومتصالحة مع نفسي، وهذا الأمر يبدو واضحاً من خلال تعاطيّ مع الآخرين، أصدقاء أو أشخاص لا أعرفهم. كما أنني جريئة لأننا نعيش الحياة مرة واحدة، وأرى أنه لا يجوز أن نخْفي شيئاً يزْعجنا في صدورنا، كما يجب أن نكون على قدر المواقف التي نتعرّض لها.
• ما الجائزة الكبرى التي حصلتِ عليها في حياتك؟
– هي ليست جائزة واحدة، بل جوائز عدة. جائزة «أفضل فيلم قصير» في مهرجان بيروت السينمائي، بالإضافة إلى جوائز فزتُ بها في الخارج، بعضها من المشاهدين، وأخرى من لجان تحكيم، وجوائز عربية وأخرى أجنبية كوني عشتُ لفترة من الزمن في أوروبا.

الراي – هيام بنوت

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.