ليليان نمري: رفعتُ السقف كثيراً في «ديو المشاهير»
أثبتت الممثلة اللبنانية ليليان نمري أنها ممثّلة تملك مواهب استثنائية، من خلال مشاركتها في برنامج «ديو المشاهير»، الذي أتاح أمامها الفرصة كي تُبْرِز جوانب لم تكشف عنها في الأعمال التمثيلية التي شاركتْ فيها.
نمري، التي جسّدت العديد من الشخصيات في البرنامج، أشارتْ في حديثها إلى «الراي» إلى أن تَمَيُّزها يعود إلى كونها ممثلة، لافتة إلى أنها «رفعت السقف» كثيراً في البرنامج، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تريد فقط أن تحقق حلم والدتها (الراحلة علياء نمري) التي كانت تريد أن تكون ابنتها عمر الزعني رقم 2.
كما تحدثت عن سبب انسحابها من جائزة «الموريكس دور»، مؤكدة أنها تحترم هذه الجائزة، ولكن يفترض أن تُكرَّم على مشوارها الفني وليس عن دور ثانوي كما يحصل مع الفنانات المبتدئات.
● كيف تتحدثين عن مشاركتك في برنامج «ديو المشاهير»، خصوصاً أنك الأكثر حرصاً على الظهور في كل حلقة باحترافية عالية على مستوى الشكل والمضمون، وكأنك تقومين بدور تمثيلي وليس الغناء لمجرّد الغناء؟
– هذا كان هدفي من المشاركة في البرنامج. ومع أنني أغني المونولوج منذ 30 عاماً تقريباً، لكنني لا أريد أن أكون مطربة. أنا أطرح أغنية كل سنة أو ثلاث سنوات، ويضم رصيدي 14 أغنية، ولكنني لا أفكر في طرْح ألبوم كامل. كان بإمكاني في كل «برايم» أن أطلّ بفستان سهرة وأن أغني فقط، ولكنني ممثّلة وأقدّم المونولوج بمزاج. أريد فقط أن أحقق حلم والدتي (الراحلة علياء نمري) التي كانت تريد أن أكون عمر الزعني رقم 2 (شاعر شعبي لبناني انتقادي، لقّب بموليير الشرق وبفولتير العرب)، لأنها كانت تحبه كثيراً.
ومن خلال «ديو المشاهير»، حاولتُ أَن أُبْرِز مواهبي التمثيلية التي لم أستطع إظهارَها في المسلسلات، وهذا كان شرطي الأساسي، وهم قالوا لي إن هذا هو شرطهم أيضاً. أنا أبذل جهداً كي أكون أفضل في كل حلقة، وهناك مَن يقول إنني رفعتُ السقف كثيراً وهذا أمر صحيح، ولذلك صرتُ أخاف من العودة إلى الطابق الأول.
● ماذا تقصدين؟
– سأبذل جهدي لتقديم الأفضل. لم أشارك في البرنامج من أجل الفوز باللقب، لأنني أحمل 100 لقب وتمّ تكريمي 24 مرة، وهناك شباب يبحثون عن الانطلاق والمستقبل لهم. أنا أقترب من الستين، وما حقّقتُه حتى اليوم هو جيد جداً، وفي حال خرجتُ من البرنامج لن أزعل أبداً لأنني أفتخر بما قدمتُه.
● وكأنك تمهّدين لخروجك من البرنامج؟
– كلا، ولكنني أقول الحقيقة.
● وما الذي يحول دون فوزك باللقب؟
– ربما يحصل ذلك، ولكنني قلتُ هذا الكلام كي أبرر للناس والذين يحبونني بأنني لن أزعل في حال غادرتُ البرنامج. ما قدّمتُه أفتخر به ويكفي أن الناس الذين التقيهم في الشارع يقولون لي «ننتظر الجديد الذي ستقدّميه لنا». أكثر ما يهمّني ألا يقول الناس بعد مغادرتي البرنامج «ليليان نمري شو عِمْلِتْ».
● هل ترين ان بعض المشاركين يمرّون مرور الكرام؟
– كلا. كل مشترك يعطي بحسب قدرته. أنا الوحيدة الممثلة بين المشتركين، ولذلك لا يمكن توجيه اللوم لهم.
● هل تشعرين بالغصة لأن البرنامج أعطاك ما لم يعطِك إياه التمثيل؟
– أشعر بغصة كبيرة، وفي الوقت ذاته بفرح كبير. البرنامج «فشّ خلقي»، كما أنني برهنتُ للجيل الجديد عن قدراتي على المسرح. كنتُ أقلّد صباح ووديع الصافي وفيلمون وهبي على المسرح، ولكن في الماضي لم يكن هناك محطات تلفزيون ولم تُتح أمامي الفرصة للظهور في برامج منوّعات تُبْرِز موهبتي. كنتُ مكسباً لـ«ديو المَشاهير»، والعكس صحيح أيضاً.
● هل تلقيتِ عروضاً مُناسِبة؟
– بعد مسلسل «أم البنات» تلقيتُ عرضا للمشاركة في مسلسليْن واعتذرتُ عنهما، لأنني لا يمكن أن أعود إلى الوراء وأشارك في دورٍ لا يترك بصمةً. وأرفض الإطلالة في أي مسلسل من أجل أن أحقق لهم نسبة مشاهَدة. كما تمّ التحدث معي من أجل تقديم الفوازير السنة المقبلة (2020)، إذ إن الوقت لم يعد يسمح بتقديمها هذه السنة، وفي حال اتفقنا سأكون سعيدة جداً. لطالما حلمتُ بالمسرح الاستعراضي، ولكن ظروفي المادية لا تسمح بذلك، وفي لبنان لا يوجد مُنْتِجون مسرحيون إلا في ما ندر. بعض المُنْتِجين فقط آمنوا بأنني ممثلة كوميدية، حتى إن آخرين كما بعض المُخْرِجين لم يؤمنوا بأنني أستطيع أن أقدّم الدراما.
● وهل قمتِ بتحدّيهم في «ديو المشاهير»؟
– بل أرضيتُ موهبتي وقلت لها «لا تزعلني مني لا بد وأن يأتي الوقت». أنا أؤمن بأن الله يخبئ لي الأفضل. أحياناً، كنتُ أبكي لأنني كنتُ أجلس 4 أو 5 سنوات من دون عمل، مع أنني قادرة على العطاء. كلنا سنصل إلى عمر لن نتمكّن من العمل، والمرأة يتعب جسمها عندما تصبح في الـ65، وربما ما يساعدني أنني لم أتزوّج ولم أنجب. عدا عن أنني حافظتُ على صحتي وأجريتُ عملية تكميم معدة وخسرتُ 40 كليوغراماً من وزني وأمارس الرياضة كي أكمل المشوار ولا يتكرر معي ما حصل مع أمي، مع أننا كلنا معرّضون للمرض.
● ما سبب انسحابك من جائزة «موريكس دور»؟
– أحترم هذه الجائزة والأخوين حلو، لأنها الجائزة الأهمّ في العالم العربي، رغم أنه توجد أسماء كثيرة يُفترض أن تُكرَّم، ولكن لا يحصل ذلك في «الموريكس دور». وما حصل أنهم وضعوا اسمي لنيل جائزة أفضل ممثّلة في دور مسانِد إلى جانب ممثّلات، مع احترامي لهنّ، هنّ مبتدئات. ولذلك طلبتُ سحب ترشيحي. بعد 52 عاماً من العمل، يفترض أن أُكرَّم عن تاريخي الفني وليس عن دورٍ ثانوي، تماماً كما حصل مع ممثلين تم تكريمهم بناء على مسيرتهم الفنية. وما حصل ظلْمٌ لي، مع أنني أحترم مبادرتهم، وأقول لهم شكراً جزيلاً، ولكن لا تضيّعوا سنين تعبي.
● هل هناك مفاوضات لتصحيح الوضع؟
– حتى الآن لم يأتِ جوابٌ على تصريحي.
- الراي – من هيام بنوت
Comments are closed.