إصابة جنود إسرائيليين في هجومين منفصلين شمال الخليل، و”اشتباكات ضارية” في جنين بالضفة الغربية المحتلة

جندي إسرائيلي يصوب سلاحه من بناية بالضفة الغربية المحتلة

الجيش الإسرائيلي
يقول الجيش الإسرائيلي إنه قضى على 20 “مخرباً” من خلال تبادل إطلاق النار والغارات الجوية، واعتقل 17 “مطلوباً يُشتبه بضلوعهم في نشاطات إرهابية”

قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن فلسطينيين قتلا خلال الليل في هجومين منفصلين، أثناء استعدادهما لتنفيذ تفجيرات في الضفة الغربية المحتلة، التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية كبرى لليوم الرابع على التوالي.

وأوضح البيان أنه في إحدى الحادثتين، اشتعلت النيران في سيارة وانفجرت في محطة وقود عند مفترق غوش عتصيون، فأرسِل جنود من الجيش الإسرائيلي إلى موقع الحادث، وأطلقوا النار وقتلوا منفذ العملية الذي خرج من السيارة وحاول مهاجمتهم، بحسب البيان.

وفي الحادث الآخر، حاول مواطن فلسطيني آخر دهس حارس أمن عند مدخل مستوطنة كرمي تسور شمال الخليل بعد أن تسلل إلى المستوطنة.

وجاء في البيان أن رئيس الأمن في المستوطنة انخرط في مطاردة بالسيارة مع “الإرهابي”، مما أدى إلى تصادم و”تحييد الإرهابي بعد فترة وجيزة”، مضيفاً أن “عبوة ناسفة كانت موضوعة في سيارة الإرهابي انفجرت أثناء المواجهة”.

وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن رجلين أصيبا بطلقات نارية في الحادثين، ولم تحدد هويتهما.

وقال الجيش في بيان إن ضابطاً في الجيش “أصيب بجروح متوسطة، كما أصيب ضابط احتياطي مسؤول عن الأمن في بلدة مجاورة بجروح طفيفة”.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا بجروح في الهجومين المنفصلين، موضحة أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رجحوا أن الحادثين جرى تنسيقهما مسبقاً.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية السبت بمقتل الشابين الفلسطينيين محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي الخليل الليلة الماضية.

وكانت القوات الإسرائيلية قد قامت بتفجير منزل يعود لعائلة مرقة صباح اليوم في مدينة الخليل، واعتقلت عدداً من الشبان خلال مداهمات لمنازل في المدينة.

وتمركزت مركبات مدرعة إسرائيلية في الخليل. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قوات كبيرة تضم أفراداً منه ومن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام “الشاباك”، تقوم بإجراء عمليات مسح واسعة النطاق وإغلاق الطرق في المنطقة.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي “بتشديد إجراءات الفحص والتفتيش أثناء دخول المصلين الفلسطينيين والإسرائليين إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل، بعد “العملية التخريبية” التي وقعت مساء الجمعة، حيث أغلِقت منطقة الحرم لوقت قصير لدوافع أمنية.

وأضاف أدرعي على إكس أنه بعد تقييم الوضع، تقرر إعادة فتح الحرم أمام جميع المصلين تحت إجراءات التفتيش الصارمة.

إسرائيل “تصدّق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا”، وتستمر في الطوق الأمني على مدينة جنين ومخيمها

وفي بيان منفصل، أعلن المتحدث باسم الجيش إنهاء رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي جلسة لتقييم الوضع مع قادة المناطق العسكرية وقادة في هيئة الأركان، لبحث الأنشطة العسكرية في كافة الجبهات وفي ضوء الأحداث في “منطقة يهودا والسامرة” وهو الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة.

وبحسب البيان، أكد رئيس الأركان مواصلة “الجهود الهجومية لاحباط الإرهاب، والجهود الدفاعية في البلدات والطرقات ومنطقة التماس، بالإضافة إلى جاهزية واستعداد القوات خلال نهاية الأسبوع”.

وذكرت وكالة “وفا” للأنباء الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت عدة أحياء في مدينة الخليل، ونصبت العديد من الحواجز العسكرية عند مداخل عدد من بلدات المحافظة.

وأصدرت حركة حماس بياناً أشادت فيه بما وصفتها بـ “العملية البطولية المزدوجة” جنوب الضفة الغربية، قائلة إنها جاءت في “وقت حساس” حيث تواصل القوات الإسرائيلية الغارات في شمال المنطقة.

وأضاف البيان أن هذه “العملية النوعية” رسالة واضحة ببقاء “المقاومة” متى استمر “العدوان”، وتحمل دلالة رمزية من حيث المكان والزمان، في تأكيد على أنه “لا يمكن الاستفراد بأي جزء من الوطن”.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إنها “تهنئ” مرتكبي العملية، منددة بما وصفته بـ “التضليل الإعلامي” الإسرائيلي “عبر نشر روايات مفبركة والتقليل من شأن الاختراق الأمني الذي حققه المقاومون في هذه العملية”.

وأضاف الحركة في بيان لها أن هذا “لن يغير من واقع الأمر شيئاً” وأن تلك المحاولات تكشف أن “العملية قد أصابت المستويين الأمني والسياسي في الكيان بالحرج الشديد”.

“اشتباكات ضارية” في جنين

القوات الإسرائيلي تتحرك داخل مخيم جنين للاجئين في31 أغسطس/آب 2024 خلال اليوم الرابع من عمليتها العسكرية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة.

EPA
القوات الإسرائيلية تتحرك داخل مخيم جنين للاجئين في31 أغسطس/آب 2024 خلال اليوم الرابع من عمليتها العسكرية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة

ورصدت كاميرا بي بي سي عربي مشاهد لعائلات فلسطينية تنزح جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة ايام في مخيم جنين.

وقالت إحدى النازحات لبي بي سي لبي بي سي إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على منزلها بشكل كثيف، مما أدى إلى تحطيم النوافذ، وأجبر النساء والأطفال على إخلاء المنزل، ومنازل أخرى في المخيم بشكل كامل، واعتقل الشبان الذين كانوا موجودين بداخلها.

كما أفادت “وفا” بأن القوات الإسرائيلية أجبرت عدداً من العائلات على ترك منازلها، والخروج من الجهة الخلفية المحاذية لمستشفى جنين الحكومي “منطقة دوار الحصان”.

وأضافت أن القوات هدمت صباح السبت، جداراً وبوابة المقبرة في الحي الشرقي من مدينة جنين، وأبقت على حظر التجول الذي فرضته على الحي والبلدة القديمة، وداهمت عدة منازل في الحي، وأجبرت المواطنين على مغادرتها بواسطة مركبات إسعاف، واحتجزت عدداً من الشبان والأطفال.

وقالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها في جنين نقلت طفلا مصابا بالرصاص الحي في الرأس إلى المستشفى.

كما أفادت “وفا” بمقتل رجل مسن يبلغ 82 عاماً الجمعة، “بعد إطلاق قناص إسرائيلي تسع رصاصات صوبه”، فيما أصيب مواطنان فلسطينيان في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى إصابة شاب بعد دعسه من سيارة عسكرية إسرائيلية.

ووقعت اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات وتحليق للطيران الحربي وطائرات الاستطلاع في سماء مخيم جنين، السبت.

ودفعت القوات الإسرائيلية بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى داخل المخيم، وسط سماع لأصوات إطلاق النار وخمسة انفجارات خلال الفترة الماضية.

وفي بيان منفصل، قالت حركة حماس إن مقاتلي كتائب القسام خاضوا اشتباكات مسلحة مع “قوة صهيونية” في بلدة كفردان غربي مدينة جنين.

وقال كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، إن مقاتليها يخوضون “اشتباكات ضارية” في محور الحي الشرقي بجنين، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، موضحة أن تلك الاشتباكات أسفرت عن “إصابات مباشرة” في صفوف القوات الإسرائيلية.

وأضافت الكتائب عبر حسابها على تليغرام، أن مقاتليها نصبوا كميناً “مُحكَماً” لقوة مشاة إسرائيلية في حي الدمج بمدينة جنين، ووقع أفراد تلك القوة “بين قتيل وجريح”.

كما أعلنت الكتائب عن كمين آخر نصبته لقوة إسرائيلية في حي الفلوجة بالمدينة، أسفر عن وقوع إصابات “محققة”.

وأفادت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء بأن القوات الإسرائيلية منعت صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني في جنين من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في جنين ضرغام زكارنة، إن الجيش المتمركز أمام بوابة المستشفى الحكومي منع طواقم الدفاع من نقل المياه إلى داخل المستشفى، حيث يحتاج قسم غسيل الكلى الى 100 كوب يوميا من المياه.

وحذر مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، من توقف خدمات غسيل الكلي، في حال استمر الاحتلال بمنع دخول المياه.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبرى في الضفة الغربية المحتلة، أطلق عليها “عملية المخيمات الصيفية” في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بمشاركة مئات الجنود الإسرائيليين المدعومين بالمروحيات والطائرات المُسيرة وناقلات الجنود المدرعة التي داهمت مدن طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.

وانسحبت القوات الإسرائيلية من بلدات أخرى في الضفة الغربية في وقت متأخر من الخميس لكن القتال استمر حول جنين، التي جرفت القوات الإسرائيلية أحياء واسعة من المنطقة الشرقية منها بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

ومنذ الأربعاء قتل الجيش الإسرائيلي 20 فلسطينياً على الأقل، في غارات متزامنة في عدة مدن في شمال الضفة الغربية.

ومنذ الجمعة ركزت إسرائيل عملياتها في الضفة على مدينة جنين ومخيماتها للاجئين.

وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن 637 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية، قُتل 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات للجيش خلال نفس الفترة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني السبت إن القوات الإسرائيلية اعتقلت الجمعة والسبت 22 مواطناً فلسطينياً على الأقل من الضّفة، “بينهم صحفي، وسيدة، بالإضافة إلى أطفال، وأسرى سابقين”.

وأضافت الهيئة المعنية بشؤون السجناء الفلسطينية في بيان على فيسبوك، أن عدد المعتقلين ارتفع لـنحو 70 فلسطينياً، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية صباح يوم الأربعاء.

وأشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 10 آلاف و300 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب غزة التي وصفها البيان بحرب “الإبادة المستمرة والعدوان الشامل ” على أبناء الشعب الفلسطيني.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.